أقام الجيش المصري اليوم (الخميس) جداراً عازلاً من الكتل الخرسانية على بعد نحو 200 متر من ميدان التحرير في شارع محمد محمود المؤدي إلى وزارة الداخلية والذي شهد اشتباكات استمرت أياماً بين الشرطة ومحتجين يرفضون استمرار الحكم العسكري.
وأسفرت أعمال العنف عن سقوط 39 قتيلاً وأكثر من ألفي جريح.
وأصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بياناً عبر فيه عن الأسف والاعتذار عن سقوط قتلى خلال الاحتجاجات.
وأقيم الجدار بارتفاع مترين أمام مكتبة الجامعة الأميركية في القاهرة ووقف جنود من القوات المسلحة فوقه في مواجهة ألوف المتظاهرين الذين تقدمهم بعض رجال الأزهر وهم يهتفون "الشعب يريد حقن الدماء".
وبعد أن أضافت رافعة ثلاث كتل خرسانية تمثل صفاً جديداً أعلى في الجدار سارع عدد من المحتجين إلى الوقوف فوق الجدار لمنع الجيش من تعليته مشككين في نية الشرطة التي قالوا إنها خرقت مساء أمس الأربعاء اتفاق تهدئة قبل أن تنجح التهدئة صباح اليوم.
لكن عدداً من المحتجين طالبوا بتعلية الجدار واعترضوا على زملائهم الذين أرادوا منع تعليته هاتفين "علي وعلي السور كمان... التظاهر في الميدان" في إشارة إلى قول السلطات إنها لن تستهدف مرة أخرى الاعتصام في ميدان التحرير.
ودعا النشطاء إلى مظاهرات حاشدة جديدة غدا الجمعة أطلقت عليها أسماء منها مليونية الفرصة الأخيرة وجمعة الغضب الثانية وجمعة تنحي المشير في إشارة إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي.
وتشير عبارة "جمعة الغضب الثانية" إلى المظاهرات الحاشدة في 28 يناير/ كانون الثاني التي وقعت خلالها مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن سقط خلالها أغلب ضحايا الانتفاضة التي أسقطت مبارك. وانتهت جمعة الغضب بانسحاب قوات الأمن من الشوارع فيما اعتبره النشطاء هزيمة لها.