لو عاد بنا الزمن قبل اندلاع انتفاضة الشعب السوري ضد قمع النظام السوري واستبداده وفساده وطرحنا جملة من الأسئلة الواضحة، التي لا مواربة فيها ومن دون لف أو دوران: هل كان هناك ثمة موقف رسمي عربي سواء عبر أي نظام عربي منفرداً أو عبر المجموعة المتجمعة في الجامعة العربية من النظام السوري وقمعه واستبداده وفساده تجاه شعبه؟ هل استبداد وقمع وفساد النظام السوري هو وليد هذه الأيام فقط، أم هو سلوك متجذر في النظام السوري، لماذا لم تتداعى أنظمة الحكم العربية المنضوية تحت مظلة الجامعة العربية لتطلب من بعض الأنظمة العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل بسحب سفرائها، على رغم كل العربدة الصهيونية التي تقوم بها إسرائيل؟
ألم يقم نظام مبارك بقتل المتظاهرين المصريين؟ هل وقف أي نظام عربي حينها وأدان قتل المتظاهرين المصريين؟ هل فكر أي نظام عربي في الدعوة لعقد اجتماع للجامعة العربية لاتخاذ قرار يتعلق بقتل المتظاهرين في مصر؟
هل ما يتم من قتل للمتظاهرين في اليمن يختلف عن القتل الذي يحدث في سورية؟ هل هناك من الأنظمة العربية من يتحدث عن القتل الذي يتم في اليمن؟
هل الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام المواطن والمحافظة على مقدرات البلدان وثرواتها والتوزيع العادل لها والبعد عن الفساد هي أمور متجذرة لدى أنظمة الجامعة العربية التي اجتمعت واتخذت قراراتها الممهدة للتدخل الخارجي وتمزيق الوطن السوري؟ هل حرية الصحافة وحرية الاجتماع والتظاهر السلمي ومشاركة الشعوب في اتخاذ القرار هي متجذرة في سلوكيات الأنظمة العربية؟
فاقد الشيء لا يعطيه.
ألم يكن نظام صدام أكثر دموية وقتلاً للعراق وشعبه؟ هل وقفت هذه الأنظمة ضد صدام وهو يقمع العراق وشعبه ويبدد قدراته في حروب لا طائل من ورائها؟ لم تقف الأنظمة ضده بل دعمته.
وعلى صلة بالموقف العربي الرسمي، هناك الموقف التركي الذي يتصدر الحوادث على الساحة العربية، وهو الموقف الذي لا يقل لؤماً وانتهازية عن الموقف العربي. تركيا أردوغان تبحث عن استعادة أمجاد الدولة العثمانية من جهة، وتبحث عن دور إقليمي لها في المنطقة ينافس الدور الإيراني، وليس من المستبعد أنها تلعب دوراً مرسوماً لها لتقليص النفوذ الإيراني وإرضاء إسرائيل وأميركا لتنال صكاً لإعطائها منطقة نفوذ على حساب القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بعيداً عن اللغو الكلامي لأردوغان وحركاته المسرحية.
الموقف العربي ومعه الموقف التركي لا يعدو أن يكون موقفاً انتهازياً. إن الأوراق مختلطة على الساحة السورية، فموقف الشعوب العربية الداعم لانتفاضة الشعب السوري هو بكل تأكيد لا ينطلق من موقف النظام الرسمي العربي أو موقف النظام التركي أو الموقف الأميركي والغربي ومعهم إسرائيل.
أمر طبيعي أن تتفق هذه الأطراف في مواقفها ولا شيء مستغرب فيه، لكن أن تتوافق مواقف الشعوب العربية بما فيها مواقف المنتفضين في سورية مع تلك الأطراف هو مكان الاستغراب.
بالتأكيد أن هناك كُثرٌ ممن هم في النظام السوري مخلصون محبون لوطنهم غير فاسدين لم يشاركوا في القمع ولم تتلوث أياديهم بقتل مواطنيهم المحتجين المطالبين بالحقوق المشروعة، في أيدي هذه الثلة ومن معها من النظام كذلك من هو على استعداد إلى أن يراجع نفسه ويتخذ الموقف الصحيح ومعهم الشعب السوري وقواه الوطنية المخلصة التي ترفض هي كذلك عمليات القتل أيا كان القائم بها وترفض ما يحاك ضد سورية وتعي مسئوليتها الوطنية، هؤلاء جميعهم عليهم التكاتف لتخليص سورية من الفساد والإرهاب والقمع وحماية سورية من الشر الذي يحاك ضدها.
إن الخوف الذي يعترينا ليس على النظام في سورية، خوفنا هو على وهن سورية وإضعافها وتمزيقها وتعريضها إلى حرب أهلية. إن النظام السوري في ظل تمسكه بالسياسة الأمنية والقمع والقتل والإصرار على بقاء الفساد هو بذاته الذي يحفر القبر لنفسه، ولكن الشعور الذي يختلجنا أنه يحفر في الوقت نفسه قبراً مفتوحاً للوطن برمته.
نأمل الانتصار لإرادة الشعب السوري
إقرأ أيضا لـ "شوقي العلوي"العدد 3363 - الإثنين 21 نوفمبر 2011م الموافق 25 ذي الحجة 1432هـ
استاذي شوقي الف تحيه
ياخوي لا تصير مثل عذاري وتستطلع الموقف العربي الرسمي عن سريا يخوي لاتباعد انا اعرفك شريف واعرف ان يراعك تميز بلطهاره بس قول يخوي شنو الموقف العربي الرسمي من البحرين كونا نمر بظروف ماساويه كالشقيقه سوريا اذا تسئل عن الموقف الرسمي العربي يحدده غير العرب فتش وشوف ودمت يا استاذ
ما لا يدرك جله لا يترك كله
أوافقك الرأي ويعلم الله أنها مكيدة دبرت بليل وسوف تأتي على مقدرات الشعب السوري وسوف تسفك دماءه وتهتك أعراضه ولكن مصيبة العرب هي مصيبة القائد الواحد الذي يقرر للأمة مصائرها ولا نستطيع لوم تركيا في الوقوف ضد سوريا أو ايران في الوقوف مع سوريا فالكل يبحث عن مصالحه ونفوذه ولكن أين العرب؟؟؟؟؟
ولكن يا أخي الكريم ليس من العقل السكوت عن قتل الأبرياء في سوريا لان الدول العربية وتركيا لم تتحرك لانقاذ الشعب اليمني
وما لا يدرك جله لا يترك كله
فعلا
لماذا يا جامعة الدول العربيه سوريا فقط لماذا لا تقفون مع جميع الشعوب العربيه الموضوع مريب هل لانه سوريا في مواجهة الصهاينة
احترمو
ان الجامعه العربيه ومن صغرنا لم نرى في قراراتها غير الشجب والإستنكار وحتى في احلك الظروف وماغزه الا مثال صارخ وفي ماضينا وحاضرنا قدسنا وماناله من بيانات الشجب والإستنكار فقط لاغير فكفى التلاعب على العقول
موقف الدول العربية واضح جدا هو مواقف انظمة فقط
هذه الجامعة التي فقدت مكانتها في كل القضايا العربية
لم يبقى لها الآن إلا ان توهمنا انها تهتم للشعب السوري!! ومتى اهتمت هذه الجامعة لشعب من الشعوب العربية لينصب اهتماها لهذا الشعب او ذاك
إنما هي شقشقة
-
و اضح جدا الاوامر الامريكية