في الساعة الرابعة والربع من مساء يوم الجمعة 27 مارس/ آذار 1970 أعلن حاكم البحرين الراحل انطلاقة دورة كأس الخليج العربي الأولى لكرة القدم، وذلك على ملعب استاد مدينة عيسى الذي احتضن حفل الافتتاح والختام وجميع مباريات الدورة، وهو ملعب مدينة خليفة الرياضية التي كان من المفروض افتتاحها الرسمي قبل 4 سنوات... ولكن مهما تغيرت المسميات إلا أنه سيبقى الملعب أحد أبرز الشواهد على تاريخ دورات كأس الخليج.
ومثلما استضاف استاد مدينة عيسى الدورة الأولى فقد استضاف استاد البحرين الوطني دورات كأس الخليج الثامنة العام 1968 والدورة الرابعة عشرة العام 1998. وسيستضيف الدورة "21" بداية العام 2013، وبذلك أصبح هذا الاستاد هو الآخر شاهدا من شواهد تاريخ الدورة. ومن حسن الصدف أن يستضيف - أيضا - دورة الألعاب الخليجية الأولى التي أقيمت هدا العام، وعقبال ما نحتفل - نحن الرياضيين - باستضافة الدورة العاشرة على الملعب نفسه!
ودورة كأس الخليج التي يعود لها الفضل في تطوير المنتخبات الخليجية والوصول إلى العالمية تغير فيها كل شيء. حتى من كانوا بالأمس نجوما يشار إليهم بالبنان أصبحوا اليوم مجرد أسماء نتذكرها كلما بحثنا في تاريخ دورات كأس الخليج! ولكن بقي لنا أن نفخر كبحرينيين بأن أمرا واحدا لم يتغير على مدى هذه السنين الطويلة، وبقي شاهدا على العصر كآثار تاريخية مع استمرار وجود هذين الاستادين العملاقين واستمرار اللعب عليهما في دورة "21"!
فالبحرين نجحت في السنوات الأخيرة في تشييد صالات رياضية في المدن الرياضية الجديدة لكل الألعاب الرياضية الجماعية والفردية، ولكنها أبقت على هذين الاستادين خوفا من عبث الزمن أو مطالب التغيير، ولكي نقول لزوار خليجي "21" بأننا سنستضيفكم على الملاعب التي سبق أن لعب عليها آباؤكم واليوم أنتم ستلعبون عليها، وفي انتظار العشرين عاما المقبلة لكي يلعب عليها أحفادكم بمشيئة الرحمن
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3362 - الأحد 20 نوفمبر 2011م الموافق 24 ذي الحجة 1432هـ