العدد 3362 - الأحد 20 نوفمبر 2011م الموافق 24 ذي الحجة 1432هـ

قرار منظمة العمل «بهرجة إعلامية»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

رحبت الحكومة ممثلة بوزارة العمل بسرعة بقرار منظمة العمل الدولية الداعي إلى تشكيل لجنة ثلاثية داخلية من أطراف الإنتاج للنظر في التسريحات العمالية، كما رحب بالقرار بـ «تحفظ وقلق» الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين.

وزارة العمل والحكومة رأت القرار «رائعاً جداً»، إذ إن حل الملف يجب أن يكون ضمن البيت الداخلي، بعيداً عن المشهد العالمي، الذي قد يسبب الكثير من الإرباكات، وأن يكون الحل بيد أبناء الوطن الواحد.

كان البيان الرسمي الحكومي المرحب بقرار منظمة العمل الدولية مليئاً بالعبارات «النثرية»، بعيداً كل البعد عن الواقع المعاش وحقيقة القضية، أو حتى الرؤية الواضحة لتشكيل اللجنة الثلاثية وإيجاد حلول نهائية لملف المسرحين.

ما يمكن أن يفسر من البيان الرسمي وترحيبه، هو السعادة الكبيرة في التمديد الذي حصلت عليه الحكومة لمدة الأشهر الأربعة المقبلة. وفرصة جيدة للبحث عن مخارج جديدة بدلاً من حلول حقيقية، لا أكثر ولا أقل!

ربما يصفني البعض أو حتى الجهات المعنية بالتحامل، إلا أن الواقع لا يمكن أن يكذبه أحد، فطوال الأشهر الماضية وكل التوجيهات العليا الصادرة عن عاهل البلاد، وكذلك مجلس الوزراء وتشكيل لجنة النظر في قانونية التسريحات والنتائج التي خلصت لها، لم تجد طريقها للتفعيل أو التنفيذ.إذا كانت التوجيهات العليا لم تنفذ من أي جانب حتى الحكومي منها الذي كان أكثر تشدداً من أي جانب آخر؛ فكيف سيكون التعامل مع اللجنة الجديدة؟

إذا كانت الحكومة لم تستطع تنفيذ توصيات لجنتها التي شكَّلتها بنفسها والتي كان أعضاؤها من الحكومة ذاتها والأطراف ذات العلاقة، فكيف ستستطيع أن تنفذ توصيات اللجنة الثلاثية، المشكلة من أطراف متصارعة.

إذا كانت القضية بقيت طوال الأشهر الماضية تعيش المماطلة من مختلف الجهات الرسمية، والخاصة، استناداً إلى حجج واهية، فكيف ستتعامل مع لجنة ثلاثية لا تملك أية صفة قانونية محلية. وإذا كانت القوانين تعطلت وتجمدت وفسرت بمناظير سياسية طوال الفترة الماضية، ولم يستطع أي طرف الوقوف أمام من يعطلها ويتلاعب بها؛ فما هو المرجو من لجنة لا تحمل القوة الكافية لنبش ملفات سابقة.

ليعذرني الجميع فما كان قرار منظمة العمل الدولية؛ إلا طوق نجاة يمنح السلطة المزيد من الوقت فقط لا غير، ولم يكن في صالح المفصولين أبداً، بل سيساهم في «تقادم» القضية، وجعلها أمراً واقعاً لا يمكن الخروج منه.

مضت أشهر والقضية لم تحل ولم يعد من المفصولين سوى أعداد بسيطة جدّاً، وبعضهم عادوا وبشروط مجحفة، وستمضي الأشهر المقبلة ولن يتغير شيء أبداً إذا بقي الجميع يعول على عمل لجنة ثلاثية الأطراف ثلثاها «مؤيد للتسريح»، وثلث رافض لا حول له ولا قوة.

لذلك لا أجد أي جدوى من التعويل على لجنة محلية من جديد، فما أكثر اللجان التي تشكل، لكن بلا فائدة، وإنما فقط للبهرجة الإعلامية

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3362 - الأحد 20 نوفمبر 2011م الموافق 24 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 6:30 ص

      لجنة جديده كل يوم

      أرى ان الاتحاد يجب أن يرفض هذه اللجنة لأنها مماطلة و تعطيل السير قدماً للجان السابقة !! حيث كل المعطيات موجودة عند جميع الأطراف فلاداعي لمدة جديدة و طويلة الأجل أو ما لا نهاية !!!!!!!!!!!

    • زائر 14 | 5:09 ص

      الى متى

      كلامك فى الصميم وانت المخلص وصوتك صوت الحق وكذلك انت الناصح للذين اعمت قلوبهم الحقيقه

    • زائر 13 | 4:18 ص

      هكذا دائما

      هكذا هو حال المنظمات العالمية بهرجة في بهرجة تسبق الحدث وتخمد عندما يكون الحدث بحاجة إليها وفي النهاية تخرج بتصريحات بهرجة في بهرجة ولا ننسى مصالح البهرجة

    • زائر 12 | 3:09 ص

      و الحل؟؟

      9 اشهر بدون مصدر دخل .. تعبنا من الاعتصامات و الشكاوي مع خذلان من الجمعيات السياسية

      المشتكى لله

    • زائر 11 | 2:19 ص

      هذه الطريقة من المعالجة السطحية هي من أسباب تأزم الاوضاع

      كل ما دخلت بلدنا في مشكلة تحتاج الى حلّ لا نرى
      سوى الحلول الترقيعية والتي تثبت عدم جدواها بعد فترة وجيزة وكل ما حذر الكتاب والناقدون من هذا الاسلوب في التعامل مع المشاكل لا نلقى آذان سامعة
      حتى يقع الفأس في الرأس وبعدها يقول القائل يا ريت
      اللي جرى ما كان
      من يريد للبلد الخروج من أزمته فعليه المباشرة
      بحلول جذرية لكل المشاكل وعدم التسويف
      نقولها وسوف نذكركم ان كل مشكلة تظل تراوح مكانها
      سوف يدفع الوطن ثمنها مضاعفا

    • زائر 9 | 1:58 ص

      لن نصمت

      لن نسكت عن حقنا ....
      المفصولون يعولون على انصاف تقرير بسيوني لهم . واذا لم يكن كذلك .. لن نسكت ..

      كفانا تسويف لقضيتنا ..

    • زائر 7 | 1:12 ص

      أحسنت

      كيف ستنتهي في نهاية مارس

    • زائر 6 | 12:37 ص

      لاتخاف ياولد الفردان التقادم لن يقتل القضية سترانا في كل مكان وسنطالب بارجاعنا طال الزمن اوقصر هذه المره غير غير غير

      لن نتكلم فعلنا هو الذي سيتكلم سترانا في كل مكان ارجاعنا لمكان عملنا هو مطلب لن نحيد عنه ابدا ولوطال الزمن نعرف بانهم يلعبون على عامل الزمن لقتل همتنا وطموحنا لكننا سنعتصم وهي بداية من وزارة العمل وسنصل للديوان الملكي كااخر المطاف وسنوثق قمعنا ليكون شاهدا لن يمنعنا شيء مطالبنا السياسية هي الاساس ومطلب رجوعنا هو الثانوي وسنرجع ولن نحبط وامثالك من الكتاب الشرفاء موجودين شكرا شكرا لك يااصيل باابن الفردان

    • زائر 5 | 12:10 ص

      واحد مفصول

      انني بصفتي أحد المفصولين لا أعوّل على حل يأتي من الشرق أو الغرب أو من الداخل أو الخارج... ولكنني فوضت أمري لله عزّ وجل، هو القادر وهو المنتقم وهو الرازق والباسط.
      ولا أرتجي من الظالم رحمة وعطفا.

    • زائر 4 | 12:01 ص

      من فمك ..أدينك !

      أتعلمون لماذا " وثلث رافض لا حول له ولا قوة."؟ لأنه لم يكن إتحاداً عمالياً حقيقياً؛ و الأزمة أثبتت ذلك.

      تحياتي...

      محب الفقراء و البروليتاريا.

    • زائر 3 | 11:14 م

      عبد علي البصري

      إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق ، وإني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال

      الراوي:أنس بن مالكالمحدث:الترمذي - المصدر:سنن الترمذي- الصفحة أو الرقم:1314
      خلاصة حكم المحدث:حسن صحيح وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (

    • زائر 2 | 11:12 م

      عبد علي البصري

      - إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق ، وإني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال

      الراوي:أنس بن مالكالمحدث:الترمذي - المصدر:سنن الترمذي- الصفحة أو الرقم:1314
      خلاصة حكم المحدث:حسن صحيح

    • زائر 1 | 10:55 م

      قد يكون

      بالفعل قد يكون الوصف صحيحا اذا كان الأمر ان الحكومة ستعالج الملف وبالتالي فاللجنة منتهية

اقرأ ايضاً