العدد 3362 - الأحد 20 نوفمبر 2011م الموافق 24 ذي الحجة 1432هـ

كفى تجنياً... لا ترقصوا على جروح البحرين!

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

لا يختلف اثنان من أهل البحرين على أن الديرة تعيش ومنذ 14 فبراير/ شباط 2011 أزمة سياسية واحتقاناً طائفيّاً مجتمعيّاً غير مسبوق في تاريخ البحرين المعاصر؛ فالوطن مع الأسف يعيش انقساماً مذهبيّاً يدمي قلوب الشرفاء من أهل البحرين الذين يعشقون ديرتهم حتى النخاع، ويتألمون ليل نهار لشعورهم بأن بلدهم يعيش على صفيح ساخن ورماد تحته نار ملتهبة قد تأخذ البحرين إلى المجهول... إذا ما استمر بعض المحرضين ورافضي التطور والتغيير في نفث سمومهم بين جنبات المجتمع وصب الزيت على النار.

إن الراصد للتجاذبات والتقاطعات السياسية والمذهبية بين الفرقاء السياسيين ومنذ نشوء الأزمة في 14 فبراير وتداعياتها سيجد أن هناك صراعاً سياسيّاً ومذهبيّاً موجهاً يسيطر عليه مع الأسف قلة من المتطرفين!؟ العارف ببواطن الأمور يدرك أن الجمود في العملية السياسية هو سيد الموقف ناهيك عن مجموعة من الكتاب والصحافيين وخطباء المساجد ممن نذروا أنفسهم وجيّروها تجييراً أعمى ولمصالح ضيقة لا تخفى على القاصي والداني، من أجل شق الصف ونشر الفتنة والكراهية بين مكونات الشعب الواحد، وبالتالي الرقص على جروح الوطن وذلك من خلال كتاباتهم وخطبهم، وأصبحت أقلامهم وأفواههم لا تعرف إلا التخوين والإقصاء والتشويه والتحريض، وأصبحوا بين ليلة وضحاها منظرين وباحثين ومحللين في الاستراتيجيات والسياسات العالمية والإقليمية والمحلية والخاسر الوحيد من السموم التي تطلقها أفواههم وأقلامهم هو الوطن والمواطن.

ونود هنا أن نقول لتلك الأقلام والأفواه الناشرة للحقد والكراهية لماذا لا تستحضرون التاريخ المشرف والمشرق لهذا الشعب عبر المنعطفات التاريخية، والتي استطاع الشعب البحريني أن يكتب خلالها تاريخه بحروف من نور، عندما قاوم الاستعمار البريطاني في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وقدم التضحيات الجسام والتي تمثلت في عدد من الشهداء والمعتقلين من السنة والشيعة. هل نسينا هيئة الاتحاد الوطني التي تكونت من قيادات وطنية شريفة من الطائفتين الكريمتين؟ هل نسينا أو تناسينا وحدة الشعب الأصيل بجميع مكوناته عندما وقفنا صفّاً واحداً أمام الأطماع الفارسية في العام 1970 وصوّت متحداً لعروبة واستقلال البحرين؟ هل نسينا أو تناسينا عندما صوّت أهل البحرين مجتمعين بنسبة 98.4 في المئة على ميثاق العمل الوطني؟ لقد كان التصويت بحرينيّاً بامتياز، ولم يكن التصويت أميركيّاً أو إيرانيّاً أو... لأي دولة أخرى!

لأول مرة حقيقةً لا أعرف لمن أوجّه كلامي! لكن (عيب) علينا ونحن نعيش في مجتمع مدني متحضر أن نصل إلى هذا الإسفاف والانحدار إلى الدرك الأسفل في التعامل وفي التخاطب وفي الكتابة ضد بعضنا بعضاً. ألم يحن الوقت لكي نرفع جميعنا نقطة نظام ونقول إن البحرين لا تستحق منا أن نكرهها؟ ولا تستحق منا أن نجعلها لقمة سائغة أمام الأعداء؟ ولا تستحق منا أن نجعلها فرجةً أو مطيةً للآخرين؟ ولا تستحق منا أن نغلب مصالحنا الخاصة عليها؟

إنّ علينا أن نتحاور بما يرضي الله والوطن، وأن نقول لمن باع نفسه في سوق النخاسة الصحافية ولمن استغل السياسة والدين من أجل ضرب اللحمة الوطنية والسلم الأهلي وأخذ يرقص على جروح الوطن وهم بالطبع رافضو التغيير والتطور والحرية والعدالة الاجتماعية ورفاهية المواطن والمهددة مصالحهم والغارقون في بحور الفساد حتى النخاع.... كفاكم تجنياً على الحقيقة، لا ترقصوا على جروح الوطن، إن رهانكم خاسر. فالشعب البحريني لن يعادي بعضه بعضاً ولن يواجه بعضه بعضاً مهما حصل، وقد قال لكم كلمته الوطن يجمعنا ولا يفرقنا... فمن يرفع الشراع!؟

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3362 - الأحد 20 نوفمبر 2011م الموافق 24 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 2:46 م

      كلام من ذهب

      كلام من قلب بحريني اصيل

    • زائر 11 | 2:25 م

      تحية

      تحية وإجلال الى الكاتب المواطن في كتاباته والشريف فى مواقفه والبعيد عن كل كلام تنفر منه القلوب والنفوس ويثير الحساسية الفئوية!!!!.ابوجعفر

    • زائر 9 | 5:11 ص

      شكرا على الكلام الطيب با بو عبدالله

      هكذا هم الرجال لا يسأثرون بفئة دون اخرى ولا يقصون احدا ولا ينسون المواقف المشرفة ولا ينكرون الجميل على عكس المنتقمين المحرضين على الفتنة فاهل النصيحة والخير موجودون وهم كثر من سنة وشيعة فلربما كلامك هذا قد يحيي بعض الضمائر والله اعلم

    • زائر 8 | 5:11 ص

      إلى زائر رقم 1

      كي تعبر البحرين هذه الأزمة يجب علينا أن نعترف أن هناك طرفان للمعادله و ليس طرف واحد ... هذا هو الحل الوحيد لنا أن نعترف أن الجميع أخطأ و ليس طرف واحد ... فمثل ما قيل لك صفوي و عميل و غيرها من الكلمات النابيه فالطرف الآخر كذلك تم شتمه و سبه و وصفع تاره بالمرتزقه و تاره بالمجنسين و تاره بالبلطجيه ... إذا أردنا فعلاً أن نحل المشكلة يجب على الكل التوقف و لي سطرف واحد فقط

    • زائر 6 | 2:24 ص

      شكرا لها ايها الشريف ونقول

      ان الاختلاف المذهبي ليس مدعاة لأن يكون سببا في التناحر السياسي. إنه الوطن يا جماعة انه السفينة التي نحن وانتم راكبون فيها فلا تغرقوها بجهلكم
      ما علاقة ما يحصل بالتناحر الطائفي والتخوين والتفسيق والشعوبية التي يمقتها الاسلام ولا يقولّن
      لي احدكم أنه مسلم وهو يخرج اخاه عن ملة الاسلام
      لاختلافه معه في الامور الدنيوية والسياسية ما هكذا علمنا الاسلام وإنما نحن بهذا نسير عكس ما اراد
      لنا ديننا فهل حمّلنا الله موازين يوم القيامة وأمرنا بقياس الناس فهذا للنار وهذا للجنة؟

    • زائر 5 | 2:13 ص

      ابوغازي

      باركالله فيك ياسيار باأبن المحرق.محرق الاصيله والعصيه على اهل الفتنه وسوف تبقى.ولكن ماالفائده مادام هائلاء مطلوقى الايدي والسان وبدون حسيب ورقيب.والقانون مطبق بس على الاخرين.فمانقول الا الله يحفظ البحرين واهلها من فئه المتمصلحين.

    • زائر 2 | 1:08 ص

      كيف يستحضرون تاريخ لا يعرفونه !

      الحقيقة يا اخ عيسى ان بعض الكتبة ونتيجة للتعفف في الرد عليهم يتخيلون انفسهم هم عماد الوطن والمدافعين عنه ، وهم في حقيقتهم ابعد عن محبة الوطن ، من يحب وطنه لا يخون الاخرين ولا يطعن في شرفهم وكرامتهم ، ان ما يكتبونه من كلام ركيك ومكرر محل مقارنة بينه وبين الكتابات الرصينة التي تعبق منها محبة البحرين الحقيقية ، ان كلمات بعضهم تفوح منها الروائح النتنة وهذا انعكاس لما تحمله قلوبهم من عداء للبحرين ، وان غلفو سطورهم بكلمات مثل نحن كبحرينيين او نحن نحب البحرين ان تكرار تلك الكلمات هي حالة نفسية معروفة

    • زائر 1 | 11:47 م

      شكراً على وطنيتك الخالصة

      وفعلاً ما كتبته هو الواقع الذي نعيشه من قبل السبابين والذين اصبحوا منظرين وسياسيين على قولتك بين يوم وليلة ولا تستغرب بكره اذا قالو عنك صفوي مجوسي عميل خائن وليس ذلك فقط بل سوف يستهدفون عائلتك كلها وتجارتها بتهمة العمالة ومقاطعتها ...لماذا ... لأنك كتبت كلمة حق وأردت ان تصلح أو تزيل الغمامة من على أعين المساكين الذين يساقون كالبعير من غير هدى

اقرأ ايضاً