امرأة حقيقية،
هذه التي تتمتم في الظلمات،
تاركة دموعها تنزلق خلسة،
لئلا تجرح كبرياء النجوم والعشب...
كل ليلة، يتكرر عطشها العميق للقاء ابنها،
لكنها، غير قادرة على نسيان رائحة دمه
التي اختلطت بنظراته الأخيرة...
ستبقى صورة هذه المرأة منقوشة،
على الطريق الطويل،
الذي يربط الصمت بالظلم،
وتحت الضوء الباهر للحرية،
ستربك كلماتها العنيدة
الخواء المزمن للاستبداد!
****
عظمة الإنسان،
لا تأتي من الرصاص،
ولا من العبارات التي
تحتفي بالعدم، ثلاثي الأبعاد...
اليوم، ستعرف أهمية الزنابق
في تنظيف اللسان...
بجانب كل كلمة يتلفظ بها الذئب،
تسقط روح، تجف بحيرة...
أية شجرة، أو أي كتاب،
يمكنه زرع العندليب في صدري!
الصمت ليس كله جيداً، خاصة، حينما يتعلق
بقيثارة محاصرة...
خبطة جناح في الظلام، تجعلني أستحضر الحجارة،
من قاع الرعب...
إنما، خبطة جناح في النور، تحدث نوراً أكثر،
في الكؤوس التي،
ينسكب منها سديم المستقبل.
****
المواليد الجديدة،
لم تر ما حدث في المستنقع،
لم تشارك فيه،
لماذا إذاً تعاقب بلا رحمة؟
حين تكبر، وتكبر،
لن تنسى الثقوب التي، أحدثها الرصاص،
في جسد اللغة،
سترفع صوراً، لم تشاهد من قبل،
للإجرام وهو يهز كتفيه،
ستسأل عن شكل الذئب، طول أسنانه،
هل هي محقة في سؤالها؟
هذا ما ستجيب عنه،
الشمس الناجية من الفيضان..
إقرأ أيضا لـ "أحمد العجمي"العدد 3361 - السبت 19 نوفمبر 2011م الموافق 23 ذي الحجة 1432هـ