العدد 3359 - الخميس 17 نوفمبر 2011م الموافق 21 ذي الحجة 1432هـ

وعكة سياسية!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يمر الإنسان في حياته بوعكات صحيّة، وتمر البحرين هذه الأيام بوعكة سياسية، هي الأشرس منذ عقود عدّة، والجميع لا يعرف متى الخروج من هذه الوعكة، وخاصة أنّ أدوات التحريض باتت واضحة من أجل تمزيق مجتمعنا الى نصفين.

هناك الكثير من الناس سئموا من هذه الوعكة السياسية ويريدون رجوع البحرين وأهلها الى ما كانوا عليه، ويتساءلون عن سبب تأخّر الحلول من أجل التعايش مرّة أخرى، ونحن الصحافيين غارقون معهم لا ندري متى ستنتهي هذه الأزمة! ونترقّب بصبر كبير وجود حل واحد على الأقل من أجل المجتمع البحريني.

ولكن كيف تنتهي الأزمة ونحن ما زلنا نتكلّم باسم «نحن وهم»، الفئة والفئة، الطائفة والطائفة، ونطلق النكات والرسائل ضد بعضنا بعضاً؟! لن تنتهي أزمة أهل البحرين ما دامت هناك قنوات تعزّز «نحن وهم»، والقيادة الرشيدة تحاول أن تلم الشمل وتُرجع الأهل الى ما كانوا عليه، ولكن دون جدوى، (فالفئتان غاضبتان على بعضهما بعضا.

لا نريد أن يتحوّل الحراك السياسي في المجتمع البحريني الى أزمة سياسية ووعكة سياسية، بل نريد انضمام الجميع الى الوطن الأم، فمن أجله ترخص النفوس والأبناء، وله نقدّم باقات الروح والدم.

ليس هذا فقط، فقد وَجدنا الكثير من الاخوان يتضايقون إذا كنتَ لا تحمل ضغينة لهذه الفئة أو تلك، أو كنت تعمل عند تلك الفئة أو تلك، ولا يسألون أنفسهم ما دخلهم بك وبما تفكّر فيه، فقد يكونون محدودي الفكر، وأنت فكرك أبعد مما يفكّرون به، فهل من المستحيل أن تحاول لمَّ الشمل؟ أم انّ هذه الكلمات أصبحت من بين النكات التي تُطلق علينا!

لا نريد أن تتصعّد الأزمة وتتحوّل البحرين الى محكر بين هذا وذاك، بل نريدها بلد الأمان كما كانت ووطن الكرام كما عهدها العالم، وما حدث كان درساً لنا جميعاً في نبذ الطائفية ووحدة الصفوف، وتحقيق المطالب الحقيقية التي ترقى بالمجتمع.

انّنا ما زلنا نطمح الى توحيد أهل البحرين مرّة أخرى، فما حدث بعد 14 فبراير/ شباط، كان عهدا مظلما تدخّلت فيه أيادٍ خبيثة من أجل التفرقة، وكما قال المثل: دينك لك وطيبك للناس، فدينك ومعتقداتك هي جزء من أصلك وفصلك لا تستطيع التحرّر منها، انها أنتَ، أما طيبك وتعاملك مع الناس بشكل حسن فهو ما يبقى، وهو ما يُثمر في النهاية. وخاصة اذا كانت نواياك صادقة لله.

نتمنى من الجميع الاستماع للقيادة الرشيدة في نبذ الطائفية والعمل من أجل إصلاح الأمور، حتى لا يأتي علينا يوم نتحسّر فيه على عدم الانصياع والاستماع لمن حاول التوحيد والتقريب، ونقولها مراراً وتكراراً، لا للطائفية، ولا لتقسيم الوطن، فنحن قوّة بالوحدة، وضعفاء بالتقسيم، والله على ما نقول خير شاهد. وجمعة مباركة

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3359 - الخميس 17 نوفمبر 2011م الموافق 21 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 7:57 ص

      ما هو مفهوم الصفوية

      الأخت مريم الشروقي، رداً على ما جاء في مقالك لهذا اليوم أخبرك بما حصل لابنتي عند قيامها بجولة معدة من قبل وزارة التربية و التعليم لمعرض "صفر النفايات"، و أثناء تجول الطالبات في ساحة المعرض و إذا بطالبة أخرى تقف و تسألهن من أي مدرسة أنتن؟ فلما سمعت الإجابة قالت لهن: اذهبن أيها الصفويات! هل تعلمين أختي العزيزة كم تأثرن الطالبات من هذا التصرق الخاطئ فمن أين أتت هذه الطالبة بهذه القوة للتعرض لنظيراتها الطالبات؟ هل هذا هو الدرس الواجب تعلمه؟ أرجو الإجابة على هذا.

    • زائر 16 | 7:34 ص

      السلام عليكم

      أختى الكاتبه العزيزة
      أختلف معكي في الرأي مع ان الأختلاف لا يفسد من الود بيننا ..... ما أود ان أقوله ان المسألة واضحة وضوح الشمس لمن يريد أن يأسس الى الطائفية و التمزق الأجتماعي فقط أقرأي الى الخطابات من قبل الأطراف السياسية و أنظري الى واقع هذه الخطابات على الأرض هل هي موازية لها ام مخالفة الى الخطابات المطروحة ...فالوفاق عندما تدعوا الى حوار مبني على اسس واقعية منطقية ماذا يرد عليها الأخرون.. صفويون خونه مخربين طائفيين في المقابل الطرف الأخر يرفط و يسد كل لغة تجسد الى هل الى هذه الأزمة

    • زائر 15 | 6:54 ص

      انا معك قلب وقالبا ولكن

      أحدى المدارس الثانوية تتعمد معاقبة التلميذات من مذهب أخر بأشد العقوبات بمجرد وشاية وشهادة طالبات يختلفن معهن في المذهب!
      هذا حال التعليم بدلا من أن تزرع التسامح والمحبة تفتح الباب للأنتقام و التشفي و الحقد الغير مبرر

      أبنتى احدى الضحايا

    • الفاروق | 5:05 ص

      كل فعل له رد فعل ......نضرية فيزيائية

      هناك فعل ورد الفعل .......لا يجوز ان نحاكم رد الفعل بينما نتغافل عن الفعل الاساسى . ما السبب ولماذا وصلنا الى هذا الحد من الانشقاق ؟ هل كنا كذلك قبل 10 اشهر ؟

    • زائر 11 | 3:34 ص

      أنا معجب بكتاباتك

      ولكن مقال اليوم فيه الكثير من المغالطات ومساوا الضحية والجلاد والمقال غير موضوعي ولا داعي للتفصيل لأن المغالطات واضحة للمنصفين والعقلاء فقط

    • زائر 10 | 2:15 ص

      ما لم يلجم جماح الشتامين والمخونين لن تهدأ الامور

      هناك فئة متروك لها الحبل على الغارب تسب وتشتم
      وتخون وووو
      إنم لم يتم لجم جماح هذه الفئة وكف السنتهم عن
      الناس فلن يتم تجاوز الازمة وسنظل نراوح بل الاخطر
      ربما يتسبب هؤلاء في احتراب طائفي لا قدر الله
      لهم ذلك ولا مكنهم مما يريدون من سوء

    • زائر 9 | 1:49 ص

      القيادة تحاول لم الشمل والناس لا تستجيب

      غريب هذا الكلام ، هل يوجد حرب بين فئتين ام فئه شاذه في المجتمع ضد فئه حصلت ضدها كل الانتهاكات ؟ وكيف القيادة تحاول والتلفاز والاذاعه الرسميين يحشد ضد الفئه المنتهكه . !!!  

    • زائر 8 | 1:25 ص

      اذا ادوات التحريض واضحة

      فمن يا ترى يمارسها ? اليس هم اناس معروفين ؟

    • زائر 5 | 12:40 ص

      لقد تغيرت الأمور.. فهل تتعافى بلادي من هذه الوعكة.. أتمنى ذلك..!!

      طالما بقى التمييز بين فئات المجتمع.. التوظيف على الهوية.. الفصل على الفئة وإستبدالهم بأناس على الفئة أيضاً.. المعاملة على ناس وناس وعلى الهوية.. توزيع الدوائر الإنتخابية على الطائفية.. التوظيف في الإعلام والبرامج كما تعرفين.. الأمن من توظيف ومن معاملة على الهوية.. والقائمة تطول.. فهل هذه تلم الشمل؟؟

      تلك الأماكن التي كنت أقطع 6-7 كم بدراجتي لأذهب لها واللعب مع أصحابي من فئة فيها، الآن أخاف أن أذهب فيها ولو مروراً بسيارتي.. رأيتي كم تغيرت الأمور..

    • زائر 4 | 12:29 ص

      إسمعي يا أختي الحداوية خطب هذه اليوم القريبة وستعرفين الأسباب، ناهيك عن التلفاز والصحف الصفراء..

      ولكن كيف تنتهي الأزمة ونحن ما زلنا نتكلّم باسم «نحن وهم»، الفئة والفئة، الطائفة والطائفة،.

    • زائر 3 | 12:17 ص

      يادانة الحد عسى عزك دايم وعسى هلقلم ماينشف

      يبنيتي ذهب الخبث والحقد والجهل بلبعض الى التشكيك و الطعن في مذهب وانتماء الطرف الاخر يبنيتي وكان الطرف الاخر سجد لغير الله ولم يشهد ان محمد عبده ورسوله ومنهم من ذهب للطعن في طهاره اصل فلان وعلان وهذا ارذل واعفن ماسمعت وقرأت لاناس يبنيتي لاناس المفروض يقضون عمرهم يبتهلون الى الباري عز وجل ان يستر عليهم لحين اخذ امانته لان البحرين صغيره والعهر لا يسقط بلتقادم ودمتى لفعل الخير وفول الخير يبنت الاصول

    • زائر 2 | 12:12 ص

      نبذ الطائفية يحتاج إلى خطوات

      الخطوة 1 - يجب حل جميع الجمعيات القائمة على أساس طائفي
      الخطوة 2- يجب أن يعترف الجميع أنه أخطأ في حق الوطن
      الخطوة 3- يجب أن نصل إلى صيغه لا يستطيع طرف فيها أن يقول أنه هو الذي إنتصر فلا غالب و لا مغلوب هو المطلوب في البحرين
      من غير هذه الخطوات لا أستطيع أن أرى اي نور في نهاية النفق

    • زائر 1 | 11:57 م

      السلام عليكم اختي العزيزه

      خل تكون النوايا صادقه في من يملكون القرار

      اختي العزيزه لا اسعى للطائفيه او لتفضيل فئه على فئه لكني شاهدتي وعاينتي عندما امر رئيس الوزراء بتوظيف المتطوعين رأساً نفذ المسؤلون الاوامر ووظفو المتطوعين، بينما عندما أمر الملك ورئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء بأرجاع المفصولين والموقوفين الى أعمالهم منذ اواخر شهر رمضان المبارك الى يومنا هذا لم تنفذ الاوامر التي تجددت بأرجاعهم خلال اسبوعان وها نحن في الاسبوع الرابع ولم يعد اي مفصول

اقرأ ايضاً