يتوقع أن يستقيل رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني بعدما صوت البرلمان الايطالي بالموافقة على خطة التقشف لمواجهة أزمة الديون. ومن المتوقع أن يكلف الرئيس الإيطالي ماريو مونتي لتشكيل حكومة جديدة تحظى بثقة أسواق المال.
وذكر موقع بي بي سي الإلكتروني اليوم السبت (12 نوفمبر / تشرين الثاني 2011) أن ايطاليا التي تبلغ ديونها 1.9 تريليون يورو (2.5 تريليون دولار) حلت محل اليونان في بؤرة الأزمة المالية للمنطقة في وقت تدفعها فيه أسواق السندات إلى حافة هاوية لا تستطيع موارد منطقة اليورو إنقاذها منها.
ويتربت على موافقة البرلمان على إجراءات تقشف مما سيترتب عليه تشكيل حكومة طوارئ.
كان البنك المركزي الأوروبي تدخل بشراء السندات الايطالية بمبالغ كبيرة لكنه لم يعمل كمقرض الملاذ الأخير وهو ما أيدته ألمانيا.
وتشكل استقالة برلوسكوني ضربة قاسية جدا لأعمال هذا الملياردير الذي قال محللون ان وجوده على رأس الحكومة الايطالية أمن لها تسهيلات كبيرة.
وكانت البورصة واضحة جدا في رد فعلها. فالاربعاء، اي غداة الاعلان عن استقالته القريبة، تراجع سعر سهم مجموعته التلفزيونية ميدياسيت 12 بالمئة متأثرا بنتائج مالية سيئة ايضا.
وخلال ستة اشهر، فقدت اسهم ميدياسيت 49 بالمئة من قيمتها، بينما تراجعت بورصة ميلانو 30 بالمئة.
وفي مؤشر على الوضع، وبينما كانت الاشاعات تتحدث عن استقالته الاثنين، لم يكن برلوسكوني في روما بل قرب ميلانو يتناول الغداء مع ابنيه ماريا رئيسة الشركة العائلية القابضة فينينفست ودار النشر ماندادوري، وابنه بيرسيلفيو نائب رئيس ميدياسيت وصديقه فيديلي كوفالونيري رئيس ميدياسيت.
وقد ارتفعت ثروته التي يثير مصدرها تساؤلات، من حوالى ملياري دولار في 1994 سنة توليه رئاسة اول حكومة الى حوالى 13 مليارا في 2000 قبل ان تؤدي الازمة الى تقلصها الى حوالى ثمانية مليارات حاليا بحسب مجلة فوربس.
والى جانب القوانين التي يفترض ان تحميه حسب القضاة، استصدر برلوسكوني قوانين تحمي شركاته.
وبصفته رئيسا للوزراء، تمكن برلوسكوني من السيطرة على التلفزيون العام راي. وذكر بيريتي بان "عمليات تنصت اثبتت ان مسؤولين في محطة راي كانوا يعملون من قبل في ميدياسيت، كانوا يتفاهمون على اوقات البرامج مع ميدياسيت بما يخدم مصلحة الاخيرة".
كما ان اصحاب الاعلانات فضلوا محطات رئيس الحكومة لانه يشغل هذا المنصب بالتحديد.