يبدأ عملهم وترتيبهم لخدمة حجاج بيت الله الحرام، قبل وصول الحاج إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة، ويستمرون في خدمة الحجاج حتى مغادرة آخر حاج الأراضي المقدسة، ونزوله من الحافلة التي أقلته من السعودية إلى البحرين، ليستقبله أهله وقد عاد بعد أداء مناسك الحج.
أولئك هم الكوادر العاملة في حملات الحج، الذين يعتبرون جنوداً مجهولين، قد يرى الحاج بعضاً منهم صدفة، من دون أن يعرف اسمهم أو كنيتهم، وقد لا يراهم أبداً. يصل إلى الأراضي المقدسة، ويحصل على الخدمات التي يريدها، ويسهرون من أجل ذلك، ويتحملون التعب والمشقة اللتين تصاحبان موسم الحج، ويبذلون كل جهدهم بلا ملل أو كلل.
صاحب حملة المواسم، جاسم أبل، وصف الكوادر التي تعمل في حملات الحج، بـ «خلية نحل»، يعملون بتعاون وتفانٍ طوال أيام الحج. وذكر أن التحضير لموسم الحج يبدأ قبل 6 أشهر تقريباً، وتوضع الخطط والبرامج، ليتم تنفيذها خلال شهر واحد فقط.
ورأى أبل في حديثه إلى «الوسط»، أن كل حملة لديها كوادر موزعة على لجان معينة، إلا أن هناك بعض اللجان المتميزة، وتملك صفة التميز عن غيرها.
وتحدث أبل عن حملته وحملة الشوملي، قائلاً: «لدينا كادر مكوّن من 135 شخصاً، جميعهم يخدمون الحجاج من خلال مواقع عملهم في مختلف اللجان، إلا أن لجنة التواصل الإلكتروني الموجودة لدينا، متميزة عن بقية اللجان، إذ تفعّل عملية التواصل بين الحاج والحملة، باستخدام التقنيات الحديثة، والرسائل النصية، والمواقع الإلكترونية».
وأضاف «نجعل الحاج متواصلاً بصورة دائمة مع أهله، من خلال الموقع الإلكتروني، كما لدينا مقهى إنترنت خاص بالحجاج في مقر سكننا في مكة المكرمة، حتى نمكنهم من التواصل مع أهلهم».
وأشار أبل إلى لجنة الطرق في حملتي المواسم والشوملي، مبيناً أنها «تقوم باستكشاف أماكن الازدحامات المرورية في الطرق المؤدية إلى الحرم المكي وبقية الطرق الأخرى، وهي تقوم بجهد متميّز دائماً».
وأفاد بأن، «من بين اللجان الموجودة والكوادر، توجد لدينا اللجنة الشرعية، التي تقوم بتهيئة الحاج دينيّاً وشرعيّاً، بأهم المناسك، فالحج ليس سكناً ومأكلاً ومشرباً، بل لابد من وجود برنامج ديني وشرعي. كما لدينا فريق متخصص لتأدية فريضة الحج، وبقية المناسك، سواءً أكان الطواف حول الكعبة أم السعي بين الصفا والمروة أم رمي الجمرات».
وبسؤاله عن أهم اللجان العاملة في حملات الحج؛ قال أبل: «أهم اللجان لجنة التواصل التي تقيم علاقات وطيدة بين إدارة الحملة والحجاج، وتعطي شرحاً لخطط، وتعطي الراحة النفسية للحجاج».
وذكر صاحب حملة المواسم أن عمل الكوادر في حملات الحج، ينتهي في 15 ذي الحجة، مع عودة الحجاج إلى البحرين، مبيناً «نجلس مع كادر الحملة بعد أسبوعين من عودتهم إلى البحرين، ونشكرهم ونستمع إلى ملاحظاتهم وآرائهم عن أداء الحملة في موسم الحج».
من جانبه، صنّف نائب رئيس قافلة الكاظم للشئون الإدارية، سلمان جعفر، الكوادر العاملة في حملات الحج إلى «كوادر إدارية، وكوادر خدمية، الأولى يبدأ عملها قبل موسم الحج بأشهر، من خلال تسجيل الحجاج والتأكد من بياناتهم، وإنهاء إجراءات سفرهم إلى الحج، أما الكوادر الخدمية؛ فعملها يبدأ مع بداية موسم الحج، وينتهي بانتهاء الموسم».
وأوضح أن اللجان تختلف مسمياتها من حملة إلى أخرى، «لدينا على سبيل المثال، لجنة الخدمات، الإرشاد، العلاقات العامة والعناية بالحاج، المواصلات، السكن، اللجنة الإعلامية، إضافة إلى لجنة الصحة والسلامة»، منوّهاً إلى أن عدد الكوادر يختلف من حملة إلى أخرى، وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على عدد الحجاج في الحملة.
واعتبر جعفر أن «أهم هذه اللجان، لجنة الخدمات، ويقع عليها عبء توفير الطعام وتنظيف غرف الحجاج، تليها لجنة الإرشاد، التي تعمل على تهيئة الحاج والإجابة على أسئلته واستفساراته، وكذلك تولي مسئولية أدائه مناسك الحج».
وقال جعفر: إن «مسميات وتقسيمات اللجان، تتفاوت من حملة إلى أخرى، وتحكمها الخبرة وعدد الحجاج في كل حملة».
وأفاد بأن «العمل يختلف كذلك من لجنة إلى أخرى، فمثلاً لجنة الخدمات تعمل منذ الصباح الباكر حتى المساء، فمسئوليتها توفير وجبة الإفطار، وبعدها الغداء ثم العشاء»، موضحاً أن «بعض اللجان لا يكون عملها متواصلاً طوال اليوم، وبعض آخر فيه نظام النوبات، فيعمل جزء من الكادر في النهار، والجزء الآخر في المساء».
ووصف نائب رئيس قافلة الكاظم للشئون الإدارية، الكوادر العاملة في حملات الحج بأنهم «جنود مجهولون، يعملون من أجل راحة وخدمة الحجاج، بغض النظر عن أية اعتبارات». ورأى أنه «قد يكون عمل الكوادر التي يراها الحاج أقل من عمل الكوادر التي تكون خلف الكواليس، والتي هي ربما أصعب».
وبسؤاله عن اعتقاد بعض الحجاج أنه لا فائدة من أوراق الاستبانة التي توزع على الحجاج قبل انتهاء موسم الحج، بيّن جعفر أنه «يُنظر في الاعتبار إلى الملاحظات والانتقادات التي يوجهها الحجاج، ويمكن أن نأخذ مجالاً في تنفيذها وتغييرها، إلا أن عدداً منها قد يضر أكثر من النفع، فالحاج عندما ينتقد أو يطرح ملاحظة أو اقتراح، قد لا ينظر إلى ما وراء تطبيق هذا المقترح أو ذاك، وقد لا يكون في يد إدارة الحملة تطبيق بعض المقترحات».
وأكد جعفر أن «الكوادر العاملة في أية حملة كانت، لابد أن تتحلى بضبط النفس، والقدرة على التكيّف والتعامل مع جميع أنماط البشر، والمقدرة على امتصاص غضب الحاج في أي وقت من الأوقات». وعما إذا كانوا يقيمون ورش عمل لتعريف الكوادر على كيفية التعامل مع الحجاج؛ قال نائب رئيس قافلة الكاظم للشئون الإدارية: «نحن لا نعقد اجتماعاً عامّاً مع كل الكوادر، إلا أن كل لجنة يجتمع أعضاؤها، ويحددون آلية العمل فيما بينهم»
العدد 3351 - الخميس 10 نوفمبر 2011م الموافق 14 ذي الحجة 1432هـ
شكرا لهم
الله يعطيهم العافية، ويجزيهم خير ان شاء الله
يعطيكم ألف عافية
شكراً لكم على جهودكم الطيبة عسى أن يجعلها ربي في ميزان حسناتكم فلقد رعيتم حجاج بيت الله
الله
الله يحفطكم وشكرا لكم