العدد 3350 - الثلثاء 08 نوفمبر 2011م الموافق 12 ذي الحجة 1432هـ

جلود يحرن مثل الجمل!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

خمسة أيام تابعت فيها لقاء «الحياة» مع عبدالسلام جلود، كل حلقة تترك في نفسي كمية إضافية من الحزن على هذا البلد العربي المستباح... ليبيا.

قبل شهرين من تحرك الشعب الليبي في فبراير/ شباط 2011، كتب القذافي مقالاً دعا فيه نائبه السابق (جلود) إلى العودة والقيام بدور لإصلاح الفساد. وأرسل ابنيه المعتصم والساعدي إلى باريس لإقناعه بأن الجمهورية الثانية ستكون أفضل من الأولى. طنطنة... إذ كانوا ما يزالون يحلمون! وعندما رفض قال القذافي لجلسائه: ألم أقل لكم إن جلود سيحرن؟

بعد الثورة طلب منه أن يخرج على التلفزيون ويطلب من الشعب الوقوف معه ومهاجمة «الناتو»، لكنه رفض. ويذكر جلود أن الجماهير وصلت في هبتها الأولى إلى 300 متر من باب العزيزية، لكن إشاعة عن هرب القذافي أوقفتهم وقضت على حماستهم، وتدخل الأمن لحظتها وقضى على الحركة. ويسجل جلود أن الأمهات كن خائفات على أولادهن في البداية، لكن في الفترة الأخيرة أخذن يحمسن أبناءهن على الثورة.

كان غسان شربل يسأله عن الأسماء الكبيرة حول القذافي (أبوبكر يونس وموسى كوسا والسنوسي وحتى شلقم...) فيصر جلود على أنهم لم يكونوا أكثر من عبيد ومطبلين، وكان القذافي يتصرف كرئيس قبيلة وإله على الأرض. وكان يقول لجلود: «الليبيون إذا أعطيناهم قليلاً طلبوا الكثير»، ويشير بيده إلى أنه لن يعطيهم شيئاً!

ومع أن شربل دقيق في أسئلته، إلا أنه أعاد عليه مرتين هذا السؤال: «ما أبرز الجرائم التي ارتكبها القذافي»؟ فأجابه في المرة الأولى: دمّر ليبيا والشعب أخلاقياً ونفسياً ومعنوياً واقتصادياً واجتماعياً، ودمر الروح الوطنية والنسيج الاجتماعي. أمّا في المرة الثانية: مذبحة سجن أبوسليم.

في الحلقة الأخيرة، يقول عن القذافي إنه كان منضبطاً وحسن السلوك، لا يدخن ولا يعاقر الخمر، لكنه تغير بعد 1975 فأصبح عنجهياً متعالياً، يحتقر الآخرين بلا استثناء، ويتهم كل من يعارضه بأنه ضد سلطة الشعب! وعندما زار مبعوث دولي ليدعو للإصلاح والحوار مع معارضيه، أجابه ابنه سيف الاسلام: كيف نحاورهم وهم مجرد خدم ومهمتهم لعق أحذيتنا؟

اعتمد القذافي - حسب جلود - سياسة التخويف والتجويع وتدمير التعليم، لمعرفته بأنه إذا كان الوضع الاقتصادي جيداً، فسيهتم الناس بالشأن العام، ولكن عندما يكونون تحت خط الفقر فسيعملون 24 ساعة لتوفير رغيف الخبر.

من الأسئلة المباشرة التي طرحها شربل: هل خاف القذافي بعد سقوط صدام؟ فأجاب: خاف وشعر بأن الدور سيأتي عليه. كان يعتقد أن الليبيين سيقبلون به وبأولاده إلى الأبد بلا مقاومة، إذا ما توصل إلى حل مع أميركا. لم يكن يخاف سوى أميركا التي كانت تمثل له ضغطاً نفسياً شديداً يفرغه في استئساده على الليبيين. سلّم الأسلحة للأميركيين، وكان الليبيون محبطين من الغرب. القصة العراقية تتكرّر بتفاصيلها المملة!

في الشأن المعاصر، قال جلود إن الثورات العربية ثورات غضب لإسقاط الطغاة، وليست ثورات بالمفهوم العلمي، تحمل مشروعاً فكرياً سياسياً آيديولوجياً للتغيير.

اختار الصحافي أن يختم اللقاء بسؤال ساخر: لماذا سعى القذافي إلى أن يصبح ملك ملوك افريقيا؟ فأجاب جلود: «من ثوري إلى ملك ملوك افريقيا معناه أنه فقد عقله»

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3350 - الثلثاء 08 نوفمبر 2011م الموافق 12 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 8:37 م

      طوبي للغرباء

      قالها من انتم من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة
      والآن وبعد أن شاهد العالم أجمع جرائم الناتو وصغارهم في مجلس وخاصة بعد دخولهم مدينة سرت الصامدة التي صمدت لمدة تقارب الشهر أمام زحف الغزاة من الأطلسيين وعملائهم وأقترافهم جرائم بشعة هناك وصفتها الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية بجرائم حرب والتي توجوها بجريمتهم القذرة التي لطخت وإلى الأبد سمعتهم في الحضيض عرف العالم من هؤلاء .وأيضا عرف مجتمع الدولي بأن من يقترف مثل هذه الجرائم لا يحق له أن يتحدث عن العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان ...

    • زائر 17 | 8:37 م

      ومن اللئيم إذا أكرمته

      كن على حذر من الكريم إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته ومن العاقل إذا أحرجته ومن الأحمق إذا رحمته

    • زائر 16 | 7:40 م

      المبروك الليبي

      لقد نال جلود بعض الاحترام من الليبين و لكن بعد انضمامه لثوار الناتو سقط من عين الجميع.

      بالنسبة للذي يتشدق بان التعليم في ليبيا منهار اقول لهم ان نسبة الامية اقل من 12% حسب احصائات دولية. لا توجد قرية و لو في اقاصي الصحراء ليس فيها مدرسة.
      القذافي عاش رجل و مات بطل و نحسبه شهيد باذن الله.

      لعنة الله علي الناتو و من والاه الي يوم الدين

    • زائر 15 | 4:36 م

      قهاير كانوا مسميين علي ليبيا

      كداب واحد معفن سكير بداية نكبة 17 فبراير مشي للمقارحة قاللهم هدا قايدنا ومايصيرش تتخلوا عليه وبعدها قلب هو خزززي علي هالمريض عاجبه توا بعد البلاد استباحوها تي حتى العميل شبقم استاقض وقال قطر احتلتنا وهو قاعد يكدب ويفلم لعنة الله عليه

    • زائر 14 | 6:27 م

      انت لا تختلف عن سيدك

      اعتقد ان جلوك ينكر افكار القذافي ولكنه يعمل بها
      يريد ان يصور نفسه بطل ولكنه لن يكون بطل حتي في نظر نفسه فهو لا عن الطاغية في شئ،، ياجلود فقد كذب عليك سيدك واقنعك ان الشعب الليبي مغفل فلا تثق بافكار سيدك فالشعب الليبي ليس كذلك وننتظر ان تهداء الامور لنطالبك بحقوقنا وانتظر المحاكمة وانا اول الناس سوف ارفع عليك قضية كفيلة باعدامك

    • زائر 13 | 3:41 م

      فى الهواء سواء

      ماعملة جلود كان ادهى

    • زائر 12 | 3:41 م

      اراه قدافي اخر

      بالنسبة لجلود عندما خرج علينا في مقابلته الاولي قال يامن تحبون جلو الشعب الليبي يحبني .... قالها متل رئيسه نحن لا نحبك ياجلود فقد كنت مع النظام القمعي مند البداية وكنت معه عندما هدد واعدم المفكرين وطلاب الجامعات جلود قدافي تاني

    • زائر 10 | 3:31 ص

      نهج القذافي

      اعتقد ان اغلب الحكام يعتمدون نهج القذافي ليلهون شعبهم عن المطالع فوق مثل ما يقولون؟ القذافي اختار ان يجوع شعبه ليجعله يعمل ليل نهار من اجل قوت يومه فينهكه حيث يجعله لا يفكر ان يطالب بحقوقه .. بعض الحكام يمنعون شعبهم حقوقهم الاساسية فيلهث الشعب ليل نهار من اجل هذه الحقوق و ينسى حقوقه الاخرى

    • زائر 7 | 12:36 ص

      وكان القذافي يتصرف كرئيس قبيلة وإله على الأرض. وكان يقول لجلود: «الليبيون إذا أعطيناهم قليلاً طلبوا الكثير»، ويشير بيده إلى أنه لن يعطيهم شيئاً!

    • زائر 6 | 12:22 ص

      كلهم عملوها وماهي النتيجة سقوطهم المدوي والحبل على الجرار لمن لايتعض

      ولكن عندما يكونون تحت خط الفقر فسيعملون 24 ساعة لتوفير رغيف الخبر.وماذا عن الذي تتم اقالته بدون سبب اي يكون بدون وظيفة واقولها بانه قنبلة موقوته كبيرة الحجم..

    • الفاروق | 11:40 م

      اذا طاح ( الثور ) كثرت سكاكينه

      عندما تتغير الاوضاع و تختلف المواقع يضهر الابطال الكارتونية . عبدالسلام جلود خدم النظام القمعى الليبى و كان من اعمدة البطش لسنين عديدة و اياديه ملطخة بدماء الشعب الليبى . ولكن عندما كون له ثروة طائلة و احس بدنو اجل النظام , فر من المعمعة كما تفر الفئران من السفينة الغارقة

    • زائر 3 | 10:33 م

      هذه سياسة خاطئة.. لأنها ببساطة تثير غضب الشعب.. والنتيجة رآها هو وغيره..!!

      اعتمد القذافي - حسب جلود - سياسة التخويف والتجويع وتدمير التعليم، لمعرفته بأنه إذا كان الوضع الاقتصادي جيداً، فسيهتم الناس بالشأن العام، ولكن عندما يكونون تحت خط الفقر فسيعملون 24 ساعة لتوفير رغيف الخبر.

اقرأ ايضاً