لم يكن الطاقم المسرحي في مسرحية «سلام جابر» التي عرضت نهاية الأسبوع الماضي على الصالة الثقافية عادياً كغيره من طواقم المسرحيات الأخرى التي اعتاد الجمهور البحريني عليها؛ إذ كان الممثلون هذه المرة جميعهم من ذوي الإعاقة فيما عدا محمد صقر الذي قام بدور السلطان، عشرة ممثلين لم يكن منهم إلا واحداً لا يعاني إعاقة، ولم يقتصر الأمر على التمثيل فقط؛ بل تعدَّاه إلى الموسيقى التي قدَّمها ثلاثة من المكفوفين هم علي أحمد، وعلي حسن، وابراهيم أمين، إضافة إلى الغناء الذي شاركت به لطيفة محمد مكفوفة البصر.
كان على مخرج المسرحية، عبدالرحمن بوجيري، أن يكون خبيراً في التعامل مع هذه الفئة، كي ينجح العرض الذي من المفترض أن يشارك به في المهرجان المسرحي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة لدول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما بدا للمشاهد؛ إذ كان المكفوفون يتنقلون على خشبة المسرح بكل أريحية على رغم الموقف المربك الذي حدث بعد المشهد الأول من المسرحية؛ إذ تعرض أحد الممثلين إلى الإغماء؛ ما أدى إلى تأخر العرض قليلاً، ولكن ما إن أعلن المخرج مواصلة العرض حتى بدا كل شيءٍ طبيعياً وكأن شيئاً لم يكن، والمفاجأة الأكبر كانت عندما أعلن المخرج أن الحاجبين كانا من الصم؛ إذ لم يبدُ عليهما أي تأخر في ردود الأفعال يشي بإعاقتهما.
كانت المسرحية مميزة، وخصوصاً إذا ما عرفنا أن ثمانية من الممثلين يقفون للمرة الأولى على خشبة المسرح، لولا أن لغة معظمهم خانتهم في الأداء؛ الأمر الذي أضعف العرض قليلاً، ناهيك عن ضعف الصوت الذي أفقد الجمهور جزءً من المتابعة في بعض المشاهد، وهو ضعف في الإخراج لا الممثلين، ولكن إذا ما تغاضينا عن هاتين النقطتين نستطيع القول إنها تجربة مميزة قدمتها شريحة من البحرينيين لا تختلف عن غيرها سوى أن إعاقتها الجسدية لم تقف عائقاً لها أبداً في التجربة والتميز.
ما يجعلني أقول هذا هو أن ابنة السلطان (زهراء السباع) على سبيل المثال قامت بابتكار ما يجعلها لا تتعثر على المسرح، وهي كفيفة البصر؛ إذ قامت باحتساب خطواتها لتعرف أين تبدأ المسير وأين تنتهي، فبدت وكأنها مبصرة لم يكتشف المشاهد كف بصرها إلا في نهاية المسرحسة حين أعلن المخرج إعاقة كل ممثل وهو يعرّف بطاقمه، والحجام (محمد دراج) الذي استطاع المشي في الظلام بكل يسر، وهو الذي يعاني عشىً ليلياً شديداً وضعفاً حاداً في البصر، إضافة إلى الحكيم (محمد أمين) كفيف البصر الذي استطاع المشي من بين مقاعد الجمهور وصولاً إلى خشبة المسرح من دون أن يتعثر أو يرتبك.
نماذج تبعث الفخر في النفس لأنها بحرينية طموحة قادرة على التميز إذا ما صادفها مخرج ذو خبرة يستطيع إبراز طاقاتها بشكل أفضل، وهنا لابد أن نوجِّه دعوة مفتوحة للمسرحيين الكبار في المملكة أن ينتبهوا إلى هذه الفئة ويقدموا لها النصائح إضافة إلى إشراكها في عروضهم لتأخذ حقها في التجربة والتميز وأخص بالذكر هنا محمد دراج الذي بدا خامة مسرحية جيدة جداً، وخصوصاً أن وكيل شئون التنمية الاجتماعية بوزارة حقوق الانسان والتنمية الاجتماعية، حنان كمال، أعلنت أن مملكة البحرين ستستضيف المهرجان المسرحي لذوي الإعاقة في العام 2013، وهي فرصة للتميز إذا ما تدخل كبار المسرحيين البحريين لتقويم التجربة وإبداء النصح في العمل الجديد منذ الآن لنضمن فوزهم بالمركز الأول، ولتدخل المملكة في مجال جديد للتميز بفضل طاقات أبنائها المميزة
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3348 - الأحد 06 نوفمبر 2011م الموافق 10 ذي الحجة 1432هـ
نحتاج الى التجربة
مشكلة المنطقة انها لا تعترف بقدراتنا ولا تعترف بنا اختي سوسن نعاني من الكثير من المشاكل ولا احد يلتفت الينا وكأننا ليس من هذا المجتمع ارجو الانتباه اكثر الينا فنحن لدينا الكثير وشكرا لك على هذه اللفتة الكريمة
رحم الله الامير
جميل اي ابنة البحرين هذا الشعور هؤلاء المعوقين بحاجة الى من ياخذ بايديهم بالفعل كي يكونوا نماذجا رائعة تعلمنا الصبر كما كان زوجك المرحوم حسين الامير الذي كان عنوانا للتوق والنجاح
رحم الله الامير وشكر سعيكم لدعم المعوقين
شكرا لكى
شكرا لكى للمواضيع المختلفه والمفيده وانا من المتابيعين لكى والى الامام الله وياش