أتمنى من القلب أن لا يستمر وضع الرياضة في البحرين على سجيته أو سبحانيته كما كان عليه منذ عشرات السنين. فلا يوجد من يوجِّهُه أو ينتقده أو يدله على طريق الصواب أو يحاسبه إذا أخطأ أولم يحقق النتائج المرجوة، فنحن استبشرنا خيراً مع التغيرات الجديدة التي طرأت على اللجنة الأولمبية البحرينية بعد تبعيَّة رئاستها إلى سمو الشيخ ناصر بن حمد. وتشكيل جهاز تنفيذي من العديد من الموظفين الذين يرعون شئونها ويشرفون على تنفيذ خطط وبرامج الاتحادات الرياضية، حتى جاء تنظيم دورة الألعاب الخليجية الأولى ليكون أول اختبار حقيقي لها، لكونها الجهة المباشرة المشرفة على الدورة، وحققت الألعاب الجماعية كرة القدم واليد والطائرة والألعاب الفردية والطاولة النسائية والدراجات نتائج جيدة، أما منتخب أم الألعاب التي نسمع ونقرأ الكثير عن نتائجه على المستوى العالمي، والوفود التي تعسكر في إثيوبيا وأخرى في أوروبا فقد كانت نتائجه غير منطقية. ولا ألوم ألعاب السباحة بسبب عدم وجود حوض تتدرب فيه منذ سنين عديدة، أما كرة السلة فقد كانت نتائجها سيئة ومحبطة بسبب قرارات حمقاء ارتكبها الاتحاد المعني.

بعد ختام هذه الدورة وتحقيق بعثتنا المركز الثاني والمبالغ الطائلة التي صرفناها و تقدر بـ 18 مليون دينار وهو رقم كبير لم يصرف من قبل على الرياضة. ما هي المحصلة؟ وماهي الخطوات العلمية والعملية التي سنبنيها على نتائجنا في الدورات المقبلة؟ أم إننا سنعود لنغط في النوم من جديد حتى يأتي موعد دورة الألعاب الخليجية بداية العام 2013 ثم نبدأ العدة ونصرف الأموال الضخمة.

فالسؤال المهم. هل اللجنة الأولمبية مدركة لأهمية التقويم والتحليل والتمحيص للنتائج؟ وإذا كانت مدركة أهمية التقويم العلمي والعملي، فلماذا لم نسمع عن تشكيل لجنة ولو واحدة لتقويم النتائج على رغم مرور شهر واحد على نهاية الدورة؟. فالذي نعرفه ونقرأ عنه ونسمعه أن جميع دول العالم المتحضرة تقوم بتشكيل لجان للتخطيط، وأخرى للتقويم، ولجان أخرى لدراسة جدوى إقامة الفعاليات الرياضية، ولجان مالية تدقق في المصرفات وتقدم تقريرها النهائي، فلماذا نحن في البحرين لا نستفيد من تجاربنا وتجارب الآخرين وننتقد أنفسنا بصراحة.

وأقول بصدق بمناسبة هذا الحديث، نحن في «الوسط الرياضي» لا نحقد على أحد ولا نعادي أحداً ونرفض الإساءة إلى أحد ولكننا نحب بلدنا ورياضتنا وشبابنا وهو الذي يفرض علينا النقد والمطالبة بالأفضل ومحاربة من يستغل ركوب الرياضة للوجاهة أو تحقيق مآرب أخرى. أما القول بأننا نحارب رئيس الاتحاد الفلاني أو نهاجم الاتحاد الفلاني فهو هروب من الأخطاء ومحاولة اللف على الحقيقة!