بعد أن حققت البحرين نجاحا لافتا في استضافتها دورة الألعاب الخليجية الأولى، الدورة التي شملت 10 ألعاب جماعية وفردية بمشاركة 1500 رياضي، من الطبيعي جدا أن تنجح في استضافة بطولة كأس الخليج العربي 21 بعد نقلها من العراق، وبالتالي فإن مسألة التنظيم وكفاءته لا تعد هاجسا.

قدمت الدولة دعما ماليا كبيرا لاستضافة دورة الألعاب الخليجية والذي عاشها يدرك ذلك بوضوح، ودائما ما تحرص القيادات الخليجية على توفير الدعم المادي والمعنوي لهذه البطولة التي تعتبر واجهة الشباب الخليجي الأولى، وبناء على ذلك فإن استضافة البحرين البطولة المقبلة لا خوف عليها من هذا الجانب، وستحظى بالدعم الكامل.

لو قرر الأمناء العامون لدول مجلس التعاون إقامة الألعاب المصاحبة (وهذا ما أتمناه)، فالبحرين قادرة على تحمل هذه المسئولية بعد افتتاح مجمع الصالات في مدينة عيسى الرياضية وتوافر صالة مدينة خليفة الرياضية وصالات بقية الأندية الأخرى ولاسيما الأندية النموذجية الثلاثة.

بطولة كأس الخليج خلال السنوات الماضية استطاعت أن تخلق قاعدة جماهيرية كبيرة، فصارت محط اهتمام كثيرين ممن يعتبرون التواجد فيها (على نفقتهم الخاصة) خلف منتخباتهم الوطنية أمر أشبه بالواجب، وبالتالي لا خوف على نجاح البطولة جماهيريا ولا حتى إعلاميا في وجود القنوات الرياضية الخليجية المتخصصة بخلاف الإعلام المقروء الذي بالعادة يفرد مساحة كبيرة لهذا الحدث المهم.

باعتقادي، الهاجس الوحيد الذي يراود البحرينيين جميعا قبل الاستحقاق الخليجي هو منتخبنا الوطني ومدى قدرته على تحقيق حلم راودنا جميعا من سبعينات القرن الماضي، وذلك في ظل حالة التجديد الذي يعيشه في الوقت الحالي، وفشل الجيل الذهبي للمنتخب خلال السنوات الثماني الماضية في حل العقدة.

ما يبدد هذا الهاجس للجمهور في البحرين هو التخطيط السليم أولا، وذلك بوضع خطة إعداد واضحة مقنعة، وقبل ذلك استعادة كل اللاعبين غير المتواجدين في الفترة الماضية وبالإمكان الاستفادة من خدماتهم وخبراتهم، وبالتأكيد أن مشوار المنتخب في تصفيات كأس العالم سيكون له مردود ايجابي أو سلبي في حالة التعثر (لا سمح الله) على تفاعل ودرجة إقناع الجمهور بقدرة المنتخب.

آمل أن يكون منتخبنا الوطني في وضع مثالي يجعله قادرا على تعويض إخفاقات 40 عاما مضوا على مستوى البطولات الخليجية وصدمة تصفيات مونديالي 2006 و2010 في هذا الوقت الذي تشهد فيه الرياضة في البحرين تحولا لافتا نحو الأفضل