العوالم الافتراضية أضحت أكثر قدرة على تبيان حقائق الناس وأخلاقياتها من التعامل المباشر أو الواقعي، في عالم التويتر والفيسبوك، أنت لا تتعرف على شخص عبر مفاتيح الأرقام بل تتعامل مع فكر وثقافة ومخاوف وقناعات، باختصار أنت تتعامل مع إنسان بكل ما به من تناقضات، من حسنات ومساوئ، أسوأ ما قدمته أحداث البحرين أنها أظهرت فئة من المواطنين لا يحملون سوى الأفكار الإقصائية للآخر، لا يحاورك إلا بعد أن يتجرد من أدبه وأخلاقه، وينعتك بأسوأ النعوت والأوصاف، وعليك أن تتقبل كل ذلك وأكثر، وتعبر برقي عن فكرك الذي لا يرتقي هو لمستوى استيعابه، لسنا نلوم هذه الفئة بقدر ما نلوم دعاة الكره والحقد الطائفي، الذين أشعلوا الشرارة الأولى لهذا الفرز المقيت، الذي يصبح بموجبه المواطن إما شريفاً وإما خائناً لبلده.
صفحات بالكامل سخرت نفسها وجندت شباباً في بدايات العشرينيات لمهمات السباب والتشفي من الآخر، ما أنجبته هذه الكراهية تجلى في المحرق مؤخراً، وقصم ظهر الوحدة الوطنية والسلم الأهلي الذي عرفت به المحرق وأهلها، وتغنى به الجميع على امتداد عقود من الزمن، لم يعرف الكره طريقه لبيوتات المحرق كما عرفها بالأمس القريب استجابةً لخطابات الكراهية، التي تهدم ولا تبني، تكسر ولا تجبر، وتنهي كل ما هو جميل ولا تبدأ به.
أيظن هؤلاء المأزمون أن الناس ستغفر لهم وجع كرامتها، وسوق الأوصاف والعبارات المنفرة لها بمناسبة ومن دون ذلك، سيشير التاريخ لهم دائماً كأول من خطب في الناس منادياً بثورة النعرات الطائفية، فالتاريخ شاهدٌ حي، لا يعرف المجاملة، سيذكر لهم التاريخ ذلك كما سيذكره الناس والأجيال المقبلة، لا نعرف اليوم إلى أين نتجه، والدعوات التحريضية تزداد ليس فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل دعوات تحريضية مسجلة وموثقة بالصوت والصورة تدعو للعنف بين أبناء الطائفتين الكريمتين من دون أدنى اهتمام إلى ما قد تؤول إليه الأمور إن استفحل هذا الداء البغيض بين أبناء الوطن الواحد.
لم نسمع أبداً عن بلدان اقتتل أبناؤها وبقيت جميلةً كما هي، أو حتى معافاة، وهو أسوأ ما قد يحدث إن لم يتم اتخاذ الإجراءات الرادعة لكل خطاب طائفي مريض يجر البلاد والعباد إلى ويلات ثقال لسنا نملك قدرة احتمالها أو تحمل تبعاتها.
هؤلاء المنادون بالبغضاء بين الطوائف لا يدركون أبعد من وقع إقدامهم، ولا يبصرون النار التي يشعلونها يريدون بها حرق خصمهم فإذا بها تحرق كل شيء، فلا تبقي بعدها ولا تذر، كيف لنا بعد أن يقع الأمر أن ننقذ هذا البلد الجميل من حريق مفتعل، وإهمال في اختيار الخطب وتوجيه الشباب.
نحن أمام مفترق طرق اليوم، إما أن نكون شعباً واحداً يحب بعضه بعضاً وندحر دعوات الفرقة والتنافر، وإما ألا نكون، لا خيار ثالثاً أمامنا، فهل نتعقل ونتخير للأجيال المقبلة ما حافظ عليه آباؤنا وأجدادنا حتى عشناه واقعاً جميلاً من التعايش السلمي بين الأهالي، أم نحرم الأجيال المستقبلية من هذا الواقع الذي كنا ننفرد به في محيطنا الخليجي، الخيار لعقلاء الطوائف والواقع هو الحكم
إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"العدد 3344 - الأربعاء 02 نوفمبر 2011م الموافق 06 ذي الحجة 1432هـ
يبنيتي الازمه عرفتنا بمعادن الرجال
البعض يابنتي ذهبوا الى المجهول بعد ان ذهبت اخلاقهم كقول الشاعر فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
الخير في الباقين فيمن حكم عقله قبل غرزيته وقلبه وهواه
المستفيد
يا ترى من المستفيد من المفردات الشائعة كالتخوين والاجندة الخارجية المكشوفة عند الجميع بأنها باطل محض وإشاعة التهم جزاف للجمعيات المطالبة بالتغيير بصورة متكررة بائسة ؟؟أليس هي محطة إفتراء وتخويف للأطراف الرئيسية(سنة وشيعة) هدفها إشاعة الفرقة والابتعاد عن كلمة الوحدة السامية على كلمة سواء؟؟؟
الاعلام مسئولية
بداية انه مقال جميل فى معانيه واجمل فى اهدافه , هذا المجتمع المسالم والمتآخى على مدى الازمان , لم يكن فى الحسبان ان يتشطر نسيجه المجتمعى , فالبحرين بها العقول النيره والافكار الجميله . ولكن هناك جهات تعمل على تفكيك اللحمه وتنفخ فى نار الطائفيه ..وللاسف الشديد ان الاعلام الرسمى هو من يعمل جاهدا على تشطير المجتمع ..فالاعلام مسئولية , واذا تلاشت تقع الكارثه . القى نظره فاحصه على بعض النشرات والصحف لتعرفى الحقيقة , وانظرى لبعض التجمعات سترى الحقيقة