يعتقد الجميع بأن عملية نقل بطولة الخليج 21 من البصرة إلى المنامة، ستشكل عبئا جديدا على الرياضة البحرينية، وخصوصا انها تأتي بعد أسابيع من الختام الناجح لأول أولمبياد خليجي في البحرين، ما يتطلب توافر المسببات لنجاح آخر. فبعيدا عن الترحيب المبدئي المتوقع من الجميع لعودة البطولة إلى زهدها، فإن بطولات مثل تلك التي ستنطلق في أواخر 2012 أو بدايات 2013، تتطلب من البلد المستضيف استعدادا مختلف واستغلالا أمثل من جميع النواحي.

إحدى هذه النواحي، والتي يركز عليها الكثيرون، سيما وأن بطولة ومسابقة كرة القدم تخطف الأضواء دائما، وإن كان «خليجي 21» سيشتمل على الألعاب الجماعية، إلا انه يتطلب أن تكون هناك خطة عمل واضحة يبدأ العمل عليها منذ الآن لتطبيقها خلال الفترة الفاصلة عن الدورة التي ستقام بعد سنة واحدة، من أهم هذه الأمور أن يتم الاتجاه برغبة ونية جادة وقوية من المسئولين نحو بناء استادين رياضيين لكرة القدم في المحافظات الخمس، في خطة طموحة جدا تخدم كرة القدم في جميع هذه المحافظات، وليس في إحداها، كما يجب تطوير استادي ناديي المحرق والأهلي ليكونا على مستوى جيد لإقامة المباريات، وكذلك العمل نحو إعادة تأهيل وتطوير استاد البحرين الوطني كونه الاستاد الدولي الوحيد في البحرين حالياً.

وما دام الحديث يتطرق إلى استاد البحرين الوطني «ملعب جميع الاستعمالات»، فإنه أصبح من غير المعقول تماما أن تعود كأس الخليج لتلعب من جديد في الملعب الذي احتضن البطولة قبل 14 عاما من الآن، ووضعية الملعب لم تتغير قط، وهو ما يتطلب وضع خطة شاملة، لتهيئة وإنشاء الملاعب التي يستفيد منها الجميع، فلا يجوز الاهتمام فقط بالمسابقات غير الجماهيرية كما هو الوضع في حلبة البحرين الدولية للفورمولا 1 أو حتى القرية الخاصة لسباقات القدرة، كما أن تهيئة وزيادة استادات كرة القدم سيساهم في تحقيق مكاسب كثيرة تتعدى دورة الخليج وتجعل من البحرين محط استضافة الكثير من البطولات الدولية، وكذلك الفرق العالمية التي تحرص على القدوم إلى منطقة الخليج لإقامة معسكرات خارجية في الفترة الشتوية، كما هو الحاصل في دبي وأبوظبي الإماراتيتين والدوحة القطرية.

إن موضوع المنشأة الرياضية الخاصة بكرة القدم، أصبح من الضرورات المطالبة فيها الدولة تنفيذها سريعا، ليس فقط لتحقيق النجاح الكامل في البطولة الخليجية المقبلة، وإنما القصد من هذه البطولات هو الاستفادة المحلية في مسابقات كرة القدم، وبالتالي تطوير كرة القدم البحرينية، إذا ما عرف بأن تطوير المنشآت الرياضية يعد أحد أهم الأمور الضرورية لتقدم وتطور الرياضة في أي بلد