شارك وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في الاجتماع الوزاري الأول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا الاتحادية الذي عقد ظهر يوم أمس الثلثاء (1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011) في مدينة أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، والذي يهدف الى توطيد علاقات الصداقة وتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي بين الجانبين.
وناقش الجانبان آليات الحوار الاستراتيجي بينهما وخطة العمل المشترك والتعاون في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية والبحث العلمي والبيئة للمرحلة بين الأعوام و. وتم التباحث خلال الاجتماع بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وخصوصاً فيما يتعلق برؤية دول مجلس التعاون وروسيا بأمن واستقرار منطقة الخليج العربي، وذلك في ضوء التطورات والمتغيرات التي يمر بها العالم.
وفي ختام الاجتماع وقع الجانبان مذكرة تفاهم بشأن الحوار الاستراتيجي بينهما، والتي تعتبر مرحلة تاريخية مهمة للعلاقات بين دول المجلس والاتحاد الروسي والتي تضمنت أهداف الحوار وآليات تنفيذه على جميع الأصعدة.
ونقلت «روسي ا اليوم» صحيفة "كراسنايا زفيزدا" أن وفداً روسياً رفيع المستوى، برئاسة وزير الخارجية سرغي لافروف، وصل إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، لحضور الاجتماع الأول، للحوار الإستراتيجي بين روسيا، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وخلال الاجتماع، سوف يبحث الوزير الروسي مع وزراء خارجية كل من السعودية والكويت، والإمارات وقطر وعمان والبحرين، سبل تطوير التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار، ومن المتوقع أن يركز الجانبان على مجالات النفط والغاز والطاقة والتكنولوجيا. أما على الصعيد السياسي، فسوف يبحث الطرفان سبل تسوية النزاعات التي تشهدها مـنطقة الشرق الأوسط، وسبل ضمان الأمن في منطقة الخليج، وخلق الظروف الكفيلة بتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة سلامٍ واستقرار. يرى المراقبون أن مجلس التعاون، أصبح في الآونة، الأخيرة قوة إقليمية، لا تقل قراراته أهمية، عن قرارات جامعة الدول العربية.
ويرى الخبراء أن أوساط الأعمال الروسية تبدي اهتماما خاصا بمنطقة الخليج العربي، وهي تتمنى أن تتاح لها الفرصة لمنافسة الشركات الغربية، للإسهام في تنفيذ عدد من المشاريع الضخمة بالمنطقة، في مختلف القطاعات، كالنفط والغاز والطاقة والنقل والتكنولوجيا، بما في ذلك استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، والتعاون في قطاعي الفضاء والسياحة.
أما موسكو فتعول على أن تسهم علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، في تعميق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، والتطرف الديني، وتعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط.
ومن المثير للاهتمام أن الولايات المتحدة أعلنت عشية هذا اللقاء، عن نيتها زيادة تواجدها العسكري في منطقة الخليج العربي بعد خروج قواتها من العراق، ومن المرجح أن تتمركز هذه القوات في الكويت التي يوجد فيها حاليا ثلاثة وعشرون ألف جندي أمريكي، من أصل أربعين ألفا يشكلون العدد الكلي للقوات الأمريكية في منطقة الخليج العربي، لكن العدد الفعلي لهذه القوات سوف يتحدد بشكل نهائي في ختام المباحثات التي ستجري في الأيام القليلة المقبلة، علاوة على ذلك يجري بحث مرابطة أعداد إضافية من السفن الحربية الأمريكية في المياه الدولية للخليج العربي
العدد 3343 - الثلثاء 01 نوفمبر 2011م الموافق 05 ذي الحجة 1432هـ
