لم تقدم جامعة الدول العربية ومنذ نشأتها شيئاً يمكن أن يرضي العرب باعتبارها ممثلاً لهم. وكانت منذ نشأتها تحاول إرضاء الحكام من دون اعتبار لحاجات الشعوب وآمالها. وربما يتفهم البعض هذا الموقف باعتبار أن حكام العرب هم من يمول هذه الجامعة، فإذا أغضبت أحدهم امتنع عن التمويل وهذا يضر بالجامعة وموظفيها، تماماً كما تفعل أميركا اليوم عندما تهدد منظمة «اليونسكو» بإيقاف مساعداتها إذا اعترفت بفلسطين دولة كاملة العضوية فيها!.
الجامعة وقفت موقف المتفرج مما يحدث في سورية، إلا من كلمات لم تسمن ولم تغنِ من جوع؛ أمينها يزور دمشق مرة ويتصل بمسئوليها مرة أخرى، ولكن لا الاتصال يجدي ولا الزيارة ذات نفع.
الحكومة السورية بدأت ومنذ اليوم الأول بمعاملة مواطنيها بالقنابل والدبابات، قتلت الرجال والنساء والأطفال، ومثلت بكثير من الجثث؛ فهذا تقطع حلقة، وذاك تشق صدره وبطنه. قتلت العلماء والأطباء وأساتذة الجامعات، واتخذت الشباب والشابات رهائن! لم تترك هذه الحكومة شيئاً من وسائل القتل والتعذيب إلا فعلته لعلها تتمكن من القضاء على ثورة الشعب الذي يبحث عن حريته بدمه، لكنها عجزت عن ذلك على رغم قتلها للآلاف وسجن أضعافهم وهدم البيوت وسرقة محتوياتها!.
وبعد ذلك كله، تحرّكت الجامعة على استحياء شديد فاتخذت قراراً يمهل الحكومة خمسة عشر يوماً لكي توقف جرائمها! وعلى حد قول السوريين فإن هذا القرار أعطى القتلة مهلة إضافية لكي يتمادوا في جرائمهم... وهذا ما حصل فعلاً وتحت سمع الجامعة وبصرها!.
اللجنة الوزارية التي زارت دمشق واجتمعت بالسيد بشار الأسد قالت: إن الاجتماع كان طيباً وأنه وعدهم بالإصلاحات! ولست أدري هل كانت هذه اللجنة تتابع ما كان يحدث في دمشق وغيرها أثناء وجودهم وبعده أم لا؟.
حركة القتل ازدادت كثيراً في الأيام الثلاثة الماضية، سمعت اللجنة الوزارية بذلك، واتخذت موقفاً رائعاً! قالت: إنها ممتعضة مما يحدث!.
اللجنة الوزارية اجتمعت في الدوحة يوم الأحد وربما يستمعون من السيد بشار عندما يستفسرون منه عن سبب إسرافه في قتل المتظاهرين قوله: «إن الجماعات المسلحة هم الذين قتلوا المتظاهرين»! وربما يقول أيضاً: «إن هذه الجماعات هي التي خطفت المعارضين السوريين من بيروت»! بل هي أيضاً التي قتلت الطيارين السوريين في سماء اليمن.
السوريون يقتلون كل يوم، ومن حقهم على العرب جميعاً أن يقفوا معهم بقوة... المجاملة لا مكان لها، والامتعاض لا يمنع القتل المستمر. نريد من اللجنة موقفاً صريحاً يدين الإجرام الحكومي ويطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بحماية المواطنين وبحسب القوانين الدولية... فهل تقوم الجامعة بهذا الدور؟
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 3342 - الإثنين 31 أكتوبر 2011م الموافق 04 ذي الحجة 1432هـ
ياساتر
لمصلحة الرفين يجب ان تتوقف المجازر والا فان الاخرين سيجدون فرصة للتدخل
هيا
الجامعة عاجزة والحل بيد السوريين
المعادلة السياسية في سوريا
لا أستطيع تبرير عجز الجامعة العربية عن فعل أي شيء لوقف المجازر في سوريا سوى أن وراء ذلك المعادلة السياسية العالمية وهي كالتالي:
1- دخول ايران على الخط ومحاولة مقايضة تدخلها في العراق ومحاولة أغتيال السفير السعودي مع السكوت عن برنامجها النووي والأحداث في سوريا
2- دخول روسيا والصين على الخط ومحاولة مقايضة الغرب على مصالحهم في أفريقيا وبالذات في ليبيا
3- دخول أسرائيل على الخط ومحاولة أيجاد البديل لأمنها على الضاحية الجنوبية في لبنان وهضبة الجولان
لذلك لا نقول الا الله ينصر السوريين ويحفظ أمنهم