قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة: «مما لاشك فيه أن استقرار مصر هو استقرار للجميع، وأننا نؤكد تطلعنا إلى تنمية التعاون الثنائي وتطويره لتحقيق التكامل والاستجابة لطبيعة التطورات والمتغيرات لتكون العلاقات الثنائية علاقات استراتيجية». جاء ذلك في أعقاب جلسة المباحثات التي أجراها مع القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس العسكري الأعلى بجمهورية مصر العربية
المشير محمد حسين طنطاوي.
المنامة - بنا
وصل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى مقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع المصرية، وكان في استقباله القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس العسكري الأعلى بجمهورية مصر العربية الشقيقة المشير محمد حسين طنطاوي، إذ عقد جلالته جلسة مباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا العربية والدولية الراهنة.
وجرت لجلالته مراسم استقبال رسمية، إذ عزفت الفرقة الموسيقية للقوات المسلحة المصرية السلامين الملكي البحريني والجمهوري المصري، ثم تفقد جلالة الملك والمشير طنطاوي حرس الشرف، ثم صافح جلالة الملك كبار المسئولين والقادة المصريين، فيما صافح المشير طنطاوي أعضاء الوفد المرافق لجلالة الملك.
وأكد جلالته خلال اللقاء الذي عقد في العاصمة المصرية (القاهرة)، أن العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية الشقيقة هي علاقات راسخة وتاريخية تقوم على الإخاء والمحبة والتعاون والتضامن لما فيه خير البلدين ومصلحة شعبيهما الشقيقين.
وتبادل جلالة الملك والمشير طنطاوي وجهات النظر بخصوص مختلف القضايا الثنائية والعربية والدولية والقضايا موضع اهتمام البلدين ومسيرة السلام في الشرق الأوسط، إذ أبدى الجانبان حرصهما المشترك على استمرار التشاور والتنسيق فيما بينهما.
وبعد المقابلة، قال جلالة الملك: «لقد سعدنا بلقاء القائد العام ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي، وذلك في إطار اللقاءات والاتصالات التي تمت بين بلدينا الشقيقين للتشاور وتبادل وجهات النظر بشأن كل ما يتعلق بالعلاقات التاريخية والأخوية القائمة بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية وتعاونهما المشترك في مختلف المجالات».
وأضاف العاهل «لقد كانت مباحثات اليوم مناسبة طيبة، عبَّرنا خلالها للمشير عن ارتياحنا التام لمسار هذه العلاقات والتأكيد على ما تقوم عليه من ثوابت وقناعات تستدعي استمرار التنسيق والتشاور إزاء ما يربط بلدينا الشقيقين من مصالح وقضايا ذات اهتمام مشترك، وعبرنا عن شكرنا وتقديرنا للمواقف المشرفة لمصر وشعبها الشقيق الى جانب البحرين قيادة وشعباً والتي هي موضع التقدير والاعتزاز».
وقال جلالته: «نستذكر في هذا المقام أن مصر كانت من أوائل الدول التي رعت نهضة البحرين وساهمت في نشر التعليم الحديث منذ نشأته في العام 1919 وكان لها دور مهم في نشر الفكر والثقافة العربية باعتبارها رافداً أصيلاً من روافد الفكر المستنير والإسلام المعتدل».
واستطرد العاهل «تأكيداً لرغبتنا في تنمية العلاقات الثنائية؛ تم البحث في تعزيز وتطوير التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والمعلوماتية والعسكرية، وذلك من خلال تفعيل عمل اللجان البحرينية المصرية المشتركة وذلك في إطار العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين وانطلاقاً من إرادة البلدين الشقيقين للسعي الى تعزيز وتوسيع آفاق التعاون في جميع المجالات».
وأشار إلى أن «العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية الشقيقة هي علاقات راسخة وتاريخية تقوم على الإخاء والمحبة والتعاون والتضامن لما فيه خير البلدين ومصلحة شعبيهما الشقيقين، وإننا نؤكد أهمية دور جمهورية مصر العربية الأساسي لتعزيز التضامن العربي ودعم لجنة التعاون لدول الخليج العربية وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة في مواجهة التحديات المشتركة».
وأكد أن «هذا الدور العربي لمصر دور ريادي عبر التاريخ، وكانت الثورات المصرية عبر التاريخ مصدر إلهام للشعوب العربية استفاد الجميع من دروسها الايجابية، ومما لاشك فيه أن استقرار مصر هو استقرار للجميع، وإننا نؤكد تطلعنا الى تنمية التعاون الثنائي وتطويره لتحقيق التكامل والاستجابة لطبيعة التطورات والمتغيرات لتكون العلاقات الثنائية علاقات استراتيجية». وأضاف العاهل في تصريحه «تبادلنا والمشير محمد حسين طنطاوي وجهات النظر بخصوص مختلف القضايا الثنائية والعربية والدولية والقضايا موضع اهتمام البلدين، ومسيرة السلام في الشرق الأوسط وحرصنا المشترك على استمرار التشاور والتنسيق فيما بيننا، كما أكدنا أهمية استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، وحرصنا على ضرورة قيام علاقات حسن جوار بين جميع دولها وشعوبها على أساس الاحترام المتبادل، وقيام هذه العلاقات على مبدأ الاحترام وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول».
وقال: «لقد تبادلنا خلال مباحثاتنا جميع القضايا الثنائية والإقليمية والعربية ودور جمهورية مصر العربية الرائد، وإننا على ثقة بقيادة المشير في هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر، إذ عرف خلال خدمته بالمصداقية والمثابرة والتفاني في العمل الجاد ونحن واثقون بقدرته وعطائه في استقرارها وتقدمها. وختاماً ونحن في شهر ذي الحجة المبارك نعبر بكل سعادة عن تمنياتنا لجميع الحجاج المسلمين أن يتقبل الله لهم حجَّهم وان يحفظهم برحمته وأن يعودوا الى أوطانهم سالمين».
وكان جلالة الملك وصل إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة في زيارة رسمية التقى خلالها مع القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس العسكري الأعلى بجمهورية مصر العربية المشير محمد حسين طنطاوي.
وكان في مقدمة مستقبلي جلالة الملك في مطار القاهرة وزير الخارجية المصري محمد كامل عمر، وسفير مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية الشقيقة الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة وأعضاء السفارة البحرينية.
ويرافق جلالة الملك وفد مكون من: سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، رئيس جهاز المساحة والتسجيل العقاري الشيخ سلمان بن عبدالله آل خليفة، مستشار جلالة الملك للشئون الثقافية والعلمية محمد جابر الأنصاري، الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، رئيس هيئة الأركان اللواء الركن الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة، وزير المتابعة بالديوان الملكي الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة، مستشار جلالة الملك لشئون الإعلام نبيل يعقوب الحمر، رئيس المراسم الملكية خليفة أحمد الفضالة، السكرتير الخاص لجلالة الملك حمد علي الكعبي، عضو مجلس الشورى حمد مبارك النعيمي، سفير مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة.
من جهة أخرى، حضر عاهل البلاد مأدبة الغداء التي أقامها القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس العسكري الأعلى لجمهورية مصر العربية الشقيقة، المشير محمد حسين طنطاوي تكريما لجلالة الملك والوفد المرافق لجلالته بمناسبة زيارته إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة. ولدى وصول موكب جلالة الملك إلى دار الدفاع الجوي كان في الاستقبال المشير محمد حسين طنطاوي وكبار الضباط المصريين. حضر المأدبة رئيس الوزراء المصري عصام شرف وأعضاء الوفد المرافق لجلالة الملك وكبار القادة العسكرين. على صعيد آخر ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة غادر القاهرة مساء أمس (الإثنين) متوجهاً إلى مدينة شرم الشيخ لقضاء إجازة عيد الأضحى في المنتجع الشهير بعد زيارة قصيرة للقاهرة استغرقت عدة ساعات
العدد 3342 - الإثنين 31 أكتوبر 2011م الموافق 04 ذي الحجة 1432هـ