العدد 3341 - الأحد 30 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي الحجة 1432هـ

المحرق

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لست من أهل المحرق، ولا من كثيري ارتيادها، وذلك لقلة أقربائي فيها، إلا أن المحرق تبقى جزءاً من وطني وبلدي، وأهلها أهلي جميعاً سنة وشيعة.

المحرق، بعبقها وتراثها وتاريخها، كانت الحاضنة لكل تلاوين الشعب، والمثال الصارخ والبارز على أصالة المواطن البحريني الذي لا يفرق بين أهله، فتجد القرى مختلطة، والناس مندمجون، لا فوارق بينهم، ولا ضغائن.

ما حدث في المحرق يوم الخميس الماضي، أمر دخيل، ولا يمكن أبداً أن يكون صادراً من أهل المحرق الذين اعتادوا على بعضهم وتعايشوا وتفهموا لعادات وتقاليد بعضهم البعض، فلم نشهد قبل يوم الخميس سوى حادث واحد فقط على مدى التاريخ كاد أن يضرب اللحمة الوطنية في مدينة المحرق.

تاريخ المحرق شاهد، لا يمكن لأحد أن ينفرد به، أو التخندق خلفه، أو جر المدينة التاريخية بعبقها إلى هواه، ونزعاته الآثمة الهادفة لتشتيت وتمزيق أهل المحرق.

ما حدث في المحرق، كان ربما لجر هذه المدينة لتوتر طائفي على الساحة البحرينية بطبيعة تكوينها المختلط.

ما حدث في المحرق، لم يكن اعتباطيا، ولا فجائيا، أو صادرا من أطفال وجهال، بل كان نتاجا حقيقيا لتجاهل حملة تحريض وتخوين وبث كراهية، اعتلت المنابر ليس في المحرق فقط بل في كل مكان، وأباحت الكثير في حق هذا الشعب العظيم.

ما حدث في المحرق، نتاج عملية مقصودة لتحويل المدينة المندمجة بأهلها، لـ «كانتونات» وخصوصاً ما حدث في مناطق مختلفة، وإخراج الآخرين منها من خلال الضغط عليهم في ممارسة معتقداتهم التي كفلها الدستور لهم.

ومع كل ذلك ستبقى المحرق، هي المحرق بقوتها وبصلابتها وقدرتها على تجاوز كل تلك الصعاب، لأن فيها رجالاً وطنيين، همهم الأول والأخير وحدة وتماسك هذا الوطن، قبل أي شيء.

في المحرق هناك إخوان سنة وشيعة، لن تفرقهم أبداً عصا الطائفية ونارها التي يريد أن يشعلها «الدخلاء» و «الجهلاء» بعظمة هذه المدينة ومكانتها، وقدرتها على تجاوز الصعاب ولمِّ الشمل من جديد.

ستبقى المحرق كما كانت رمزاً للمدينة الحاضنة لكل تلاوين المجتمع البحريني، وعظمة في حلق كل من يريد ويهدف لتمزيق المجتمع وتحويله لتجمعات منعزلة، ليحقق بذلك مخططاته الفئوية والطائفية، ولضمان موقعه، ومكانه.

المحرق عصية على كل من يريد لها الانكسار، التمزق، التخندق، ولن تكون هناك جدران فاصلة بين فرقان الحياج، الصاغة، البنائين وغيرهم، وفرجان البنعلي و «الحالات»، وبن هندي وغيرهم، وستبقى البيوت مفتوحة لبعضهم البعض والطرقات لهم، والمحلات بينهم.

ستبقى المحرق كما عودتنا حاضنة الجميع..

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3341 - الأحد 30 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 55 | 1:02 م

      اتحدى الفتنة الطائفية بأعظم واروع شعب

      نحن شباب الجيل لمن نعش الماضي ولكن عشت وتربيت بين بقاع الرفاع والمحرق والمدينة ونحن من قرى البحرين نتشرف بكل بحريني عاش معنا واكل من بيتنا وصدقوني اجعلوا الفقاقيع تتطاير فشعب البحرين بطيبته ورائحاته العبقة اقوى من اي طائفية جلبها لنا الغرباء
      بحرينيو طائر واحد لن ولن ولن يسقط سيقف جبل شامخ وسيصفق له الجميع لنشميته ونخوته
      عاشت البحرين وعاشو اهلها من المنامة وبقاع المحرق والرفاع وجميع قرى البحرين فديتكم كلكم

    • زائر 50 | 6:06 ص

      الفتنة كانت نائمة لعن الله من أيقظها .

      في المحرق المكان الوحيد الذي لا تستطيع أن تفرق بين السني و الشيعي .
      إخوان من قديم الزمان و بينهم صلة القربى .

    • زائر 47 | 5:28 ص

      تصدير الطائفية

      لم يكن التعويل علي البلد بل اخر ما يمكن ان يستفيد عدونا الشق الطائفي مثل العراق والبحرين مؤهلة للأسف لانتماء البعض الي التأثير الأقليمي

    • زائر 44 | 4:56 ص

      قبل ثلاثين سنه توفى واحد

      من فريج البوخميس فى ايام العزا واهله وربعه وجيرانه رايحين به المقبرة والبحارنه عندهم عزا الصراحة والشهادة لله كلهم هدوا ماتم بن نايم والسكارى والحياك والعزا اللى حاضرينه ومشوا ورا الميت لى مقبرة البسيتين .... الاول غير والحين غير..... واللى صار قبل صعب يصير الحين

    • زائر 43 | 4:39 ص

      سؤال ونريد الجواب

      من المستفيد من احداث المحرق العزيزه على اقلوب هل البحرين كلهم

    • عبدالله ميرزا | 3:44 ص

      عرباء عن الوطن

      ما حدث في المحرق يوم الخميس الماضي، أمر دخيل، ولا يمكن أبداً أن يكون صادراً من أهل المحرق الذين اعتادوا على بعضهم وتعايشوا وتفهموا لعادات وتقاليد بعضهم البعض، فلم نشهد قبل يوم الخميس سوى حادث واحد فقط على مدى التاريخ كاد أن يضرب اللحمة الوطنية في مدينة المحرق.

      تاريخ المحرق شاهد، لا يمكن لأحد أن ينفرد به، أو التخندق خلفه، أو جر المدينة التاريخية بعبقها إلى هواه، ونزعاته الآثمة الهادفة لتشتيت وتمزيق أهل المحرق.اقتباس هم من الدخلين على الوطن السليب والذين يريدون ان يصعدوا على حساب المواطنين

    • زائر 35 | 3:40 ص

      رقم 17

      قصدي فريج كريمي (البنعلي) واذا ما استخدم الشارع سيكون الأجر اقل عند الله ....كفي الأذي عن الطريق من شعب الأيمان الذي حدث الرسول بها

    • زائر 33 | 3:31 ص

      تغيرت البلاد ومن عليها

      كلا لم تعد المحرق كما كانت فقد انتصر فيها المتعصبون وماتت الروح القومية الناصرية وسيطرت العقول الدينية المغلقة من إخوان متخلفين عن الاخوان بكثير ومن يجدون بغض الاخر المختلف واجبا دينيا

    • زائر 32 | 3:30 ص

      رد لرقم 7

      ضاقت عليك الدنيا لتطلب حلول لمنع خروج العزاء في الفريج اللي عايششين فيه المعزون!! نحن محرقيون ولم يعطل مصالحنا العزاء قط!! فإن كنت متضايق، فأخبرك بأن شوارعنا لها مخارج ومداخل لا يجهلها إلا الدخلاء!

    • زائر 28 | 2:57 ص

      لم يكن عبدالله فخرو وابو نفور والنعيمي الا من المحرق

      المحرق بها الكثير من الوطنيين المخلصين لهذا البلد ومن ذكرناهم فقط امثلة والا فسكان المحرق غالبيتهم وطنيون مخلصون بسنتهم وشيعتهم وقد شاركوا بعضهم البعض في طرد الاحتلال وفي كثير من المواقف
      ربما هناك الآن من دخل للتو على الخط ولم يدرك ابعاد الماضي والتآخي الحاصل فين فئات هذا النسيج المجتمعي فحاول ان يلعب لعبة جبيثة لكي يحول
      من هذا التآخي والالفة الى اصطدام وتناحر
      ونقول لهؤلاء لن تنجحوا لن تنجحوا لن تنجحوا وسوف
      تفشل كل مخططات الفتنة بإذن الله وبنوايانا الصادقة

    • زائر 26 | 2:40 ص

      اخوان سنة و شيعه

      الكل يعلم الاخوان السنة لا يمكن ان يسمحوا بهذا الامر، عشنا طوال السنين مع بعضنا البعض، تزاوجنا مع بعضنا البعض، مجتمعنا سابقا لا يفرق بين هذا سني او ذاك شيعي... كلنا اخوة محبين لبعضنا البعض.. الدخيلين على بلدنا الحبيب و من له مصلحة سياسية هم من افتعلوا هذا الامر.

    • زائر 25 | 2:39 ص

      عبق التاريخ المحرق

      لقد قلت ما يتعمل في القلب ، نتمنى ان تبقى المحرق منارة ليس في البحرين وحده بل في العالم . لقد ولدنا وعشنا وسنموت فيها . ويخسئ كل صوت نشاز يشق عصا الود والمحبة بيننا ، الذي يحب وطنه لا يعمل عمايل اشباه الرجال الذين يقتاتون على الفتنة . حسبي الله عليهم

    • زائر 24 | 2:14 ص

      المحرق الأبيه

      عاشت المحرق وعاش اهل المحرق كلهم سنه
      وشيعه. الله يحفظ المحرق وأهلها الطيبين .

    • زائر 23 | 2:06 ص

      المحرق كالبحرين الأم

      شكرا عزيزي .........نعم المحرق عصية على من يريد ها الأنكسار و التمزق وستظل كذلك بحق محمد واله الطاهرين ..و كذلك هي البحرين

    • زائر 22 | 2:04 ص

      لمحرق حرقني شوقها

      لمن يدخل المحرق ويتعرف على أهلها من الطبيعي أن يحبهم لطيبتهم وأصالتهم ومعدنهم الفريد من نوعه,, دمتم بخير وبعيد عن الطائفيه المفتعله من الحاقدين,, (ستراوي يحب أهل المحرق)

    • زائر 21 | 1:57 ص

      ليل المحرق

      يا حبيبي .. سوف أحكي لك عن ليل المحرق.. حين يخلو.. من جموع تنزوي في كل مفرق.. تقطع الوقت بأوهام وأحلام, وتطرق كل باب للدعابات واشجان الحديث.. سوف أحكي لك عن ليل المحرق.. حينما يخلو من الناي المؤرق.. في الليالي المقمرات.. يسكب اللحن العراقي الحزين.. طارقا كل الحواري والجهات.. ليبكي قلب عذراء سجين..تزرع الآه واصداء الأنين.. في أعالي حصنها الداجي الحصين

    • زائر 19 | 1:34 ص

      لغز المحرق

      المحرق لها لغز لا احد يعرفه من خرج عنها يعود لها ولو بعد حين ولو خيرته بين قصر خارج المحرق او بيت في المحرق لأختار البيت و أهل المحرق الاصليين محصنين ضد الطائفية ولا يوجد شخص من طائفة الا ولديه اصدقاء كثر من الطائفة الثانية .. ولن اذكر من اي طائفة انتمي لأني ليس طائفي.

    • زائر 18 | 1:29 ص

      إثبات الذات

      لا أحد يستطيع إيجاد أية مقارنة في التعامل بين الطائفتين في المحرق فهم بيت واحد لا تكاد تميز بعضهم عن بعض هناك أخ وصديق لي تعرفت عليه في العمل وعلى مداد سنوات كان إعتقادي بأنه من الأخوة السنة ولكن بعدها عرفت أنه من الطائفة الشيعية وكلا الطائفتين أنعم وأكرم.
      أما هؤلاء الدخلاء ومن أسماهو أخونا زائر رقم (2) بالبحرينيون الجدد فهم رسل فتنة بغيضة قبيحة ويحاولون إثبات الذات ولو بصوت الطبل الأجوف.
      حماكم الله يا أهل المحرق الشرفاء با أصحاب النخوة والعزة والكرامة

    • زائر 17 | 1:27 ص

      نحن اهل المحرق اذا صارت مناسبة نفرح مع الكل في الافراح والاحزان

      على حساب راحتنا لكن نقول خلهم يفرحون ويستانسون وكلها ساعة او بعض ،وهذا المفروض ينطبق على الجميع لان عدم التعدي على الغير يحفظ الجيرة والمودة لاهل المنطقة وهذا يكون التنازل من الطرفين حتى تستديم العلاقات الطيبة كما كانت عند الآباء والاجداد ،كما المحرق تسع الجميع ، اما اليوم لما جاء الغرباء هؤلاء يعيشون على الفرقة والمشاكل ، ولكن اهل الخير والتسامح بالمحرق لا يرضون بهذه الفرقة وسيعودون اللحمة مرة ثانية كما كانت حسب الاصول والعادات الطيبة لان الطيب يجري في عروقهم ودمهم .

    • زائر 15 | 1:05 ص

      المشكلة

      المشكلة إن إحنا نعيش في بلد القصتين كما قال احد السياسيين ،انت تقول هكذا وغيرك يقول نفس الكلام ، ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل ، وكلٍ يدعي انه معتدى عليه

    • زائر 14 | 12:56 ص

      المحرق

      صغيرة ولابد من حلول جذرية لموضوع الشعارات في الشوارع او ممارسة طقوس في الشوارع لأنها تعطل مصالح الناس في أستخدام الطرق للعبادة علما" بأنه هناك دور عبادة فما الداعي للشارع؟

    • زائر 13 | 12:54 ص

      لنستفتي الدستور

      لا اعرف كيف لمجموعة ان تتحدث بهذه اللهجة وبهذة الحدة وبشعار الجاهلية وفي العلن وامام مسمع الجميع لا وتهدد وتعمل وتنفد ما براسها من فتنة ضاربة عرض الحائظ كل المواثيق وقوانين وانظمة جاء بها دستور البلد وكفلها للمواطنين فى القيام بطقوسها الدينية والتي تقرها كل القوانين والاديان على ارض المعمورة مستغلة حملها لصور بعض رموز الدولة, هذا الفئة تسيء وتضر بسمعة الدولة م حيث تعي ام لا, لان هذا التصرف لا يمكن ان يقبله عاقل اينما كان, فهل يعقل ان ترفع مثل هذة الشعارات !!! لنسفتي الدستور القائم

    • زائر 12 | 12:52 ص

      آآآه يالمحرق

      انا من مواليد المحرق العتيده الشامخه التي كلما ذهبت اليها أستشعر روح الطمأنينه والنفس الطيب من اهلها,, لي كثير من الاصدقاء مازالو الي يومنا هذا متواصلين معي ,, احبك يالمحرق

    • زائر 11 | 12:38 ص

      نعم يبن فردان انهم البحرينيون الجدد

      لاينتمون لاهل المحرق ولا لسنتها انهم غرباء الوطن لو فحصت الحمض النووي لاهالي المحرق لعرفت انهم وطنيون للنخاع لم يزايدو على الديره ولم ينجروا الى الفتنه الطائفيه طوال التاريخ واذا كان من افتعل المواجهه يوهم العالم انه محسوب على الطائفه السنيه الكريمه فهذا قمه الخبث والدهاء لان كل من استوضحته الامر قال مانعرفهم ولا يشرفنا ان نعرفهم انهم الغرباء اليوم ضد طائفه وغدا ضد اخرى وهذا هم صناع الفتنه قاتلهم الله

    • زائر 10 | 12:37 ص

      شكرا لكم على هذا الصوت الوطني الابي

      هذا عشم المخلصين الوطنين الذين يعتبرون الوطن وسلامته واهله فوق كل اعتبار وفوق كل المصالح الذاتية والفئوية الآنية ، هذ هو الاحساس الذي يعالج الالم ويداوي الجراح والبلسم الشافي الذي يحتاجه كل وطن يراد له الرفعة والشرف والسمو ، اما من يقتات على جراحات المواطنين ويزيد من غور الجرح فليس له مكانة في هذا الوطن الاشم .
      لان الزبد فيذهب جفاء ، اما ما ينفع الناس فيبقي ما بقي الدهر ، وستذكره الاجيال مهما تقادم الزمن وغبر وشكرا لكم وللوسط والاقلام الوطنية الحرة .

    • زائر 9 | 12:32 ص

      شكرا على المقال

      مقال جميل استاذ هاني ، فيه الكثير من الوحدة بين الطائفتين الكريمتين.

    • زائر 4 | 11:45 م

      للأسف

      لقد هاجر بعض قاطني مدينة المحرق ليسكنوا مناطق أخرى في نفس الجزيرة (المزاج العام لجزيرة المحرق يمثل البحرين الأصلية). لذا من الطبيعي أن نرى نتيجة التغيير الديمغرافي بالضرر على نسيج الأسرة البحرينية المتمثلة في عاصمة البحرين الأولى (المحرق الغالية).

اقرأ ايضاً