الشيخة ماجدة هي بطلة إحدى حلقات برنامج «البرنامج»، للإعلامي الشاب باسم يوسف، على قناة ONTV المصرية الجديدة، وهي تعرّف نفسها بأنها معالِجةٌ بالقرآن الكريم.

باسم يمثل أحد وجوه الإعلام الجديد الزاحف على القنوات الإعلامية التقليدية، إذ بدأ بتقديم أول برامجه السياسية الساخرة عن طريق موقع اليوتيوب، في أعقاب الإطاحة بحكم حسني مبارك، وبعد عرض ثماني حلقات تجاوز عدد المشاهدات 5 ملايين.

إحدى الزميلات في صحيفة محلية، أرسلت معلومة تقول إن «باسم يوسف طبيب وجرّاح قلب ماهر، لم يكن يحتك بالسياسة بالمرّة قبل ثورة 25 يناير المجيدة، ولكنه أصبح ناشطاً إعلامياً ومقدّماً بارعاً... وهذه إحدى إيجايبات الثورة». فالأوضاع السياسية المزرية تُخرج مثل هذه الطبقات الآمنة اقتصادياً، وتقذف بها قسراً وسط معمعة السياسة، لتجد نفسها في مقدمة صفوف المناضلين من أجل الحرية وكرامة الشعوب.

مقابل هذه الفئات المتعلمة ذات الثقافة العالية، تبرز فئاتٌ أخرى منتفعة لتنتهز الفرص التي لا تتكرّر، تحرّكها مصالحها الضيقة وطموحاتها الشخصية. فئاتٌ متسلقة على حساب مبدأ الكفاءة، تشدّ هذه المجتمعات إلى الوراء، على أمل أن توقف عجلة التاريخ. وقد اختار مقدم برنامج «البرنامج» السيدة ماجدة الشريفة نموذجاً لهذا الصنف المتهافت من البشر.

عند البحث عن أصل المادة التي اعتمدها في حلقته عنها، اتضح لي أنها ليست مادة مفبركة، وإنما أخذت من تقرير بثته «الجزيرة مباشر»، من أمام أكاديمية الشرطة، يوم محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك لمسئوليته عن قتل المتظاهرين يوم «الجمل».

في التقرير ظهرت الشريفة الشيخة الماجدة، وهي ترتدي نظارة شمسية تخفي عينيها بالكامل، وتتحدّث بطلاقة تحسد عليها كما يفعل المنجّمون! واستهلت كلامها بتبرئة مبارك وولديه (علاء وجمال)، ووزير داخليته (حبيب العدلي)، ووجهت التهمة إلى أطراف خارجية: دولتان مختلفتان من الخليج وحركتا مقاومة في الشام، مع بعض العراقيين من طائفة معينة، إضافةً إلى فلسطين (كل فلسطين)، بجميع فصائلها وقبائلها وأحزابها القومية واليسارية والإسلامية دون تمييز!

الشيخة الماجدة اتخذت منحى الدفاع المستميت عن حبيبها الدكتاتور المخلوع الذي أضاع مصر، وحكم مصر، وهيبة مصر. وممّا قالته في تجلياتها أن مبارك «شريف وهو حفيد سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم». وفي عملية المونتاج يتم عرض مانشيت لإحدى الصحف المتخلفة تقرن اسم مبارك بعبارة (صلى الله عليه وسلم) التي يستخدمها المسلمون عند ذكر الرسول الأعظم (ص). ويثنّي بعرض لقطة لأحد المتهافتين في برنامج تلفزيوني يذكر مبارك ويقول (كرّم الله وجهه)!

الشريفة الماجدة تروي تفاصيل يوم الجمل، إذ تصادف وجودها عند ميدان عبدالمنعم رياض، مع بدء «الهجوم الأجنبي» على ميدان التحرير، الساعة الثالثة فجراً... ولا ندري ما الذي أخرجها من بيتها تلك الساعة!

الماجدة فوجئت لحظة الهجوم بمجموعة «رجالة» بلباس شرطة، فسألت أحدهم: إنتم مين يا أخويا؟ فردّ عليها باللهجة المصرية: «إحنا مش شرطة يا حاجّة، إحنا أشراف مثلك، جايين من ايران وفلسطين وبعض الشيعة العراقيين نساند الثورة، ولا نريد أن يعرفنا أحد». ثم أخذ يشير إلى رجاله ليتوزعوا على المباني والعمارات... ويأخذوا مواقعهم استعداداً لإطلاق النار على المتظاهرين! وعرض البرنامج الساخر لقطات لمناورات جرت قبل سنوات يتكلم فيها المذيع بلغة فارسية ترافقها ترجمة عربية مضحكة تؤكد خيالات الست الماجدة. ويخرج المذيع الطريف الساخر صرّةَ دنانير كما نراها في الأفلام التاريخية أيام محمود المليجي ... ويلوّح بها قائلاً: «أحسنتِ يا امرأة»