العدد 3340 - السبت 29 أكتوبر 2011م الموافق 02 ذي الحجة 1432هـ

الفتنة أشد من القتل!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ما حدث في منطقة المحرّق يوم الخميس الموافق 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2011 من اشتباكات بين أهالي المنطقة، أمرٌ لابد لنا من التطرّق إليه، خاصة وانّ منطقة المحرّق عاشت سنين طويلة بمنأى عن التقسيم الطائفي وعن الفتنة التي تحدث هذه الأيام، ولكن سبحان مغيِّر القلوب، فبعد أن تكون صديقا طوال الدهر، يحدث شرخ وتصبح بعده عدواً لدوداً!

ليس من صالح الوطن أن تحدث هذه الاشتباكات فيما بيننا، والتقسيم الطائفي لا يخدم أحداً، بل هو مدعاة إلى تردي شئون الدولة، وبدل أن نبني ننشغل ببعضنا البعض، فنسب ونشتم ونشتبك حاليا بالأيدي.

لم يتوقع أحد أن أهالي المحرق سيقعون في فخ الطائفية، وسيشهدون هذه الطائفية باشتباكات وصراعات وتكسير للسيارات، بعد أن كانوا مثالا هم وأهل عراد في نبذ الطائفية والسعي من أجل البحرين.

يجب أن تكون البحرين هي المحور الرئيسي لدينا، فإن كنا نخلص للوطن بالفعل، وجب علينا إطاعة أولي الأمر في نبذها والبعد عنها، فنحن قوَّة عندما نكون واحداً، وضعفاء عندما نكون متفرقين.

هذه الكراهية التي نشأت بعد أحداث 14 فبراير/ شباط 2011 ليست منبتنا الأصلي، وإنما هي صناعة مُستحدثة من أجل إضعاف المجتمع البحريني الأصيل، حتى ينشغل بأمور تافهة عن أموره المهمة، ولكن لا أحد يستوعب هذه اللعبة القبيحة، لعبة الطائفية والبقاء لطائفة معينة على حساب طائفة أخرى يجب أن تهمَّش.

نحن في مجتمع صغير متنوِّع بطوائفه، ولكن يحمل في طياته هموماً واحدة وهوية واحدة، ومن الأولى الالتفات نحو المصالح العامة، عن مشاغبة الناس في حياتهم الاجتماعية، فما دخل لنا في طقوس أحدهم وفي معتقداته، إذ إن معتقداته له، ولكن هويته وانتماءه للوطن.

أهل المحرق هم أهل البحرين الأصليين، وهم الذين أسسوا الأجيال وبنوا الاقتصاد، لم تكن الطائفة هي العائق نحو التنمية ولا الإصلاح، أما اليوم فإنها جدار صلب يُبعدنا عن بعضنا البعض، ويدمّر فئات المجتمع جميعها.

لا نريد للفتنة أن تتخلل البحرين، ولكن معالمها بدأت تتضح من خلال الشتم والسب والعراك والتكسير، وهذا لا يفيد أحدا من أطياف المجتمع، بقدر ما يضعضع الثقة المهزوزة أصلا بعد الأحداث، وبقدر ما يزيل نعما كانت في يوم من الأيام ملتصقة بنا.

رسالة نوجهها إلى أهالي المحرق والى الأحرار من أهل البحرين، أبعدوا عنكم التعصّب، فلكل دينه ومذهبه ومعتقده، وهذا لا يجعلنا نخسر من حولنا أو وحدتنا، فالأمور قد تهدأ ولكن اشتعال الفتنة لن يجعلنا نحصد إلا الخسارة والجفاء والحقد!

صدق من قال إن الفتنة أشد من القتل، فالقتل قد يكون رحمة لأن الإنسان تنتهي حياته عند ذلك، ولكن الفتنة تبقى مسيطرة على الرجال وعلى عقول الناس، فلا تذهب بالماء والبرد، ولا تختفي عندما نزيدها ونعطيها مبرّرات، وعليه، فإننا يجب أن نتصدى الى هذه الفتنة قبل أن تأكل الأخضر واليابس، فكظم الغيظ له حدود، ولا نعلم متى ستنفجر هذه الفتنة لتولد عهدا شنيعا في تاريخ البحرين، والعياذ بالله

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3340 - السبت 29 أكتوبر 2011م الموافق 02 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 50 | 5:17 م

      رب ارجعوني

      الأعجب من ذلك كله هو أن دعاة الفتنة صاروا ينصحون الناس بنبذ الفتنة على طريقة ( كلمة حق يراد بها باطل !!!!!)

    • زائر 47 | 1:04 م

      في المحرق لم نكن نعرف السني من الشيعي !!! .

      السنه و الشيعة كانوا أكثر من إخوان , يدخلون بيوت الأمهات و الجدات و الشيعي ينادي أم صديقه السني يمه و نفس الشيء مع السني .
      تراهم في المآتم و لا تفرق بين الشيعي و السني .
      في المباريات كانو يهتفون السنه و الشيعة (( كاس على كاس **** العب علي عباس )) .

    • زائر 46 | 12:54 م

      الدخلاء

      كلام عين العقل ،، شخصيا انه كنت في قلب الحدث كل المحرضين والمخربين للسيارات كانواعرباء للمنطقة ومعروفين كاسماء متطرفة للتحرص المذهبي فهذا ما تعتاش عليه. أنا شيعية ولنا جيران سنة ونتزاور حتى اثناء الازمة وكلانا من فكرين وتوجهين سياسيين مختلفين من بحرين مختلفين لكن المحبة وحق الجار والاسلام يمزج البحرين وأصبحنا نعرف من هو عدونا الحقيقي فهو يملك مصدر القوة لكن المجتمع يملك القدرة على التوحد والتلاحم لن يخترق ان شاء الله لتصل للقطيعة
      شكرا للمقال

    • زائر 45 | 10:11 ص

      الهند

      ذهبت الى الهند فرايت بيت المسلم بجانب بيت المسيحي وفي الجانب الاخر بيت الهندوسي وبين هذه البيوت يعيش شخص شيعي رايت نساءهم يجلسن ويتبادلنا الاحاديث الودية من عصر كل يوم والاعجب من ذلك الماتم والمعبد والمسجد وحانوت الخمر كلهم في نقطة واحدة ووددت لو اني حملت معي الة تصوير لالتقاط تلك المشاهد المعبرة عن التعايش في هذا البلد

    • زائر 42 | 8:54 ص

      صح لسانج

      صراحه المقال روعه و فوق الروعه
      وكل الكلام المكتوب صح
      والي صار في المحرق مب في صالح أحد
      و تقبلي مروري ومشكوره ويعطيج العافيه

    • زائر 40 | 8:30 ص

      اه يا محرق م الشجعان

      المحرق المدينة التاريحية طانت قلب المعارضة النابض في مختلف الحركات الشعبية . هذا عدا التقراب والتعايش بين الطوائف والمحرق هو المكان الوحيد الذي لا تنستطيع ان تميز طائفة الشخص من كلامه او ربعه او ناديه ..ولكن اين محرق اليوم من الأمس حيث حلت المشانق الشكلية مخل العقلانية . الهم فك اسر المحرق ام الرجال الشجعان والنساء العظيمات . بلد الباكر والشملان والنعيمي والزياني وقخرو والذواذي وعيرهم من الشرفاء

    • زائر 39 | 8:28 ص

      لم يكن الدخلاء من اهل المنطقة

      شكرا اختي الكريمة
      انني من سكان المحرق بالاخص من احد المناطق التي حدثت فيها الاشتباكات
      لم يكن اي احد من الدخلاء من سكان المحرق التابعة لمنطقتنا
      لماذا التهجم على مناطق ليست مناطقهم ولما يزعمون انهم من اهالي المنطقة والمحرق
      لا يحق لاحد التدخل في شءون منطقتنا
      فنحن سنة وشيعة نعرف بعضنا جيدا
      هذة الفتنة اتت من الخارج وليس من الداخل

    • زائر 38 | 8:22 ص

      نشتاق للمحرق العريقة

      اكاد اجزم ان ما حقته المحرق من تمازج وتجانس بين الطائفتين حلال العقود الماضية لم يتحقق في اي مكان في العالم العربي والإسلامي وحتى نحن في المنامة ورغم كوننا من العاصمه ورغم تعايشنا وتمازحنا لم نصل لما وصلت له المحرق .. ولكن المحرق لم تعد هي المحرق لأنه عبثت بها ايدي العابثين منذ1990 . نتمنى كل الخير وان تعود المحرق كما كانت بفضل العقلاء ونبذ العابثين وان تاحذ دورها الريادي والجماهيري وتقود البحرين والخليج نحو الخير والعزة والكرامة كما كانت

    • زائر 30 | 5:15 ص

      الشعب يريد ارجاع العلاقة

      نريد ارجاع علاقتنا الى قبل، نريد ان نكون معا بيت بيت دار دار داعوس داعوس بدون فرق، اخوان اخوان بدون شروط، هل من الممكن ذلك؟!!!!!!!!!!!1
      مشكورة يا عصفورة الوسط

    • زائر 29 | 5:14 ص

      أستاذة مريم الشكر موصول

      الشكر موصول لك ، ويتبع الفتنة الطائفية أماكن عدّة طالتها يد المخرّبين وعلى رأسهم مدينة عيسى اللي بيت السني لاصق في بيت الشيعي ومدينة حمد اللي بيت الشيعي لاصق في بيت السني، ما ندري ويش السالفة يا أستاذة ، صرنا نشك في ظلالنا بسبب هذا المأزق، احنا اخوان عمر لكن الحين محّد يكلم الثاني والجميع يسب في بعض، انا مو متدّين ولا رحت دوار لكن صديقي صار ما يطلع معاي وكله عند أسباب، لكني عرفت ان السبب هو مذهبي.. الله يصلح الجميع

    • زائر 25 | 4:35 ص

      أهل المحرق أرفع الطائفية.. ظلمتينهم!

      اعتقد اختي مريم انك طلمتي اهل المحرق بهذه التعبيرات، فأهل المحرق من سنة وشيعة كانوا وسيظلون رممز المحبة والوئام في هذا الوطن يتعايشون ويتزاورون، السنة لا يتوانون في دخول مآتم الحسين وسيظلون الحامين لها، وماحدث يوم الخميس ليس من أبناء المحرق وهذا هو الظلم، فآن من قام بمهاجمة المواكب هي أشباه رجال

    • زائر 24 | 4:29 ص

      أخوان سنة وشيعة

      اخوان سنة وشيعة الى الابد ، وإن ما حدث في المحرق هو شاذ عن مجتمعنا البحريني الاصيل ،وخصوصا هذه المناسبات الدينية هي قاسم مشترك مابيننا لان مناسبات آل البيت لا تخص الشيعة فجميع المسلمين يحبونهم .

    • زائر 22 | 4:02 ص

      نحن المحرقيون وقفنا وقفة واحدة ضد الدخلاء

      شكراً لمقالك الداعي للخير.
      وقف السنة والشيعة من أهالي المحرق وقفة صامدة ضد الدخلاء.

      فمنذ طفولتنا كنا وما زلنا نعيش في وئام نشارك جيراننا أفراحهم وأتراحهم دون التفكير في المذهب الذي يتبعه أو العقيدة الدينية التي يعتقد بها.

    • زائر 19 | 3:06 ص

      عبد علي البصري

      شكرا اختي العزيزه الله اوفقك

    • زائر 18 | 2:25 ص

      شكرا

      شكرا لوقفتكم الشريفة، نحن منذ سنين سنة و شيعة عشنا مع بعضنا البعض، لا يعرف بعضنا ان كنا شيعة أو سنة... كل طائفة تحترم شعائرها الدينية، و لكن الآن و بسبب التحشيد الطائفي الذي لا يتم التصدي له مع الأسف أصبحت الطائفة الشيعية في البحرين مستهدفة و يتم استهداف شعائرها الدينية... أين قوات الأمن عن هذا؟؟ استفزاز الشيعة أثناء ممارستهم شهائرهم الدينية لن يثني الشيعة عن هذا، بل سيزيدهم اصرا و وحدة و عزيمة. و اخواننا السنة الأصليين وقفوا مع الشيعة في المحرق لانهم بحرينيين على عكس من قاموا بالفعل الشنيع

    • زائر 17 | 2:21 ص

      السبب

      انا و انتي نعرف السبب , هذه الفتنه ليست وليده اللحظه و لعلك لاحظت ازدياد شديد في الجمعيات الاسلاميه بدون ذكر الطائفه و لكنها كانت تحرض طوال عشر سنوات الماضيه على الكراهيه و تريد فصل السني عن الشيعي و ها هو يحصل بعد ان تعلم جيل من الاطفال و الكبار على يدهم و اصبح دين الاسلام حصرا على طائفه معينه , شخصيا تعرضت للشتم لانني كنت اقرا الفاتحه على قبر احد اصدقائي رحمه الله و هو مدفون في مقبره البستين !!

    • زائر 15 | 1:47 ص

      عفواً يا أستاذه

      جميل منك يا سيدتي الفاضلة التطرق إلى ما حدث في منطقة المحرق .!
      ولكن هل تنقصنا الشجاعه بأن نذكر تفاصيل ماحث وأن نلقي اللوم على المتسبب لكي يعي خطاءه ؟!!
      أليس التعرض لموكب عزاء والإنقظاظ عليه يعد جريمة ؟ 

    • زائر 14 | 1:38 ص

      بارك الله فيك

      شكرا اختي العزيزة على هذا لمقال . ومثل ما تفضلتي به لانريد للفتنة ان تتخلل البحرين . المواطن البحريني مثقف ويدرك ما حوله و لا يمكن ان ينجر لمثل هذه الامور .

    • زائر 13 | 1:37 ص

      شكراً على هذا المقال

      المستفيد الوحيد من هذه الفتنة هم الفئة الدخيلة على بحرييننا الذي يطبقون مبدأ فرق تسد.. و الا اهالي المحرق عاشو منذ القدم بشيعته و سنته في سلام و مودة .. الشيعي جار للسني .. و هذا الشيء لن يتغير مهما زادت ابواق الفتنة

    • زائر 6 | 12:42 ص

      ليس من الاسلام ولا من العروبة ولا من المواطنة ولا من الانسانية

      ما يقوم به البعض من تأجيج لنار الفتن الطائفية هو في مصاف القتل العمد بل هو اكبر من قتل النفس المحرمة عمدا وكما استشهدتي ايها الكاتبة المحترمة بآية من القرآن فهنا آية اخرى ايضا تقول الفتنة اكبر من القتل
      فليتعظ من يمارسوا دور الفتنة الطائفية واذكاء نار الفتن وتأجيجها ان عقابهم عند الله هو عقاب اشد من عقاب القاتل واكبر من عقاب الزاهق للنفس المحترمة
      كلامك لمن يخاف الله ويجعله امام عينه في قوله وفعله
      ولا تغلبه عصبية ولا قومية

    • hashim | 10:55 م

      الامر خطير

      المحرضون معروفون بالاسم فياريت توجه السهام لهم علنا

اقرأ ايضاً