العدد 3339 - الجمعة 28 أكتوبر 2011م الموافق 01 ذي الحجة 1432هـ

الرهان الخاسر

سلمان المحفوظ comments [at] alwasatnews.com

.

إن المواطن في أي بلد ينظر الى تكامل بلاده من خلال فاعلية مؤسساتها الرسمية والأهلية، والتي تعكس نتائج عملها على الواقع العام سواء السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي، وتؤثر بشكل مباشر على المجتمع من خلال خلق بيئة حضارية راقية، تساهم في رفعة إنسان هذا البلد أو ذاك.

وبالتأكيد، فإن المواطنين يتطلعون ويأملون من السلطة التشريعية، والتي تعتبر أهم مؤسسة من مؤسسات أي بلد، أن تحمي مصالحهم، وتدافع عن قضاياهم، وتعمل من أجل تحسين مستوى عيشهم، وتسن القوانين التي توفر فرص العمل الكريم لهم، والسكن اللائق والصحة والتعليم وغير ذلك، كما أن من واجبها خلق نسيج اجتماعي واع بعيد عن التشطير أو الانقسام أو التمييز، وأن تقف في وجه أي سلطة تحاول بأي شكل من الأشكال إضعاف المجتمع أو حرمان المواطن من حقه في كل ما تقدم.

ونحن في البحرين البلد الصغير، الذي عاش مئات السنين شعبا واحدا لا يعرف السني الشيعي أو العكس، بل يعرفون الإنسان والإنسانية، واليوم، وللأسف الشديد نعيش أمرا عجبا، حيث يريد البعض أن يأكل لحم أخيه، وما السبب فقط إلا لأنه من هذا المذهب. إنه أمر مهول، والأدهى والأمر أن يفزع نواب الشعب ليقفوا ضد الشعب، وكان يعتقد المواطنون بأن نواب الشعب يقفون ضد الحكومة، متى ما كان هناك مشروع أو قرار في غير صالح المواطن، ويدعمون كل ما ينفع الناس، غير أننا أصبنا بالذهول وخيبة الأمل لما قامت به مجموعة من السادة النواب، في رد على تصريح سمو نائب رئيس الوزراء برفض أي تحرك من قبل الحكومة في سبيل حلحلة ملف المفصولين، واقفين بقوة ضد أي قرار من شأنه إرجاع المفصولين الى أعمالهم، وكنا نتوقع أن يقف السادة النواب المحترمون مساندين وداعمين بل هم من يتبنى الدفاع عن المواطنين الذين تعرضوا للفصل بسبب رأي سياسي أو مشاركة في مسيرة احتجاجية مكفولة دستوريا الأمر الذي هو من صميم عملهم ومسئولياتهم وكان عليهم ان يدركوا انهم نواب شعب وليس طائفة أو فئة معينة كما انهم تناسوا ان تمثيلهم ليس عقائديا أو دينيا.

وكان يجب ان يكون لهم دور مفصلي ومحوري في الأزمة التي مرت بها البلاد يصب في طرح الرؤى التي تنقل البلاد الى محطة يلتقي فيها الجميع دون استثناء، وان يقدموا الحلول السياسية التي تتلاءم مع طبيعة المفهوم الديمقراطي الحقيقي المنشود، الذي ينعكس على المواطن بالخير والرفاه، وعلى الوطن بالاستقرار والازدهار، وكان المؤمل منهم كنواب شعب لا طائفة أن يلعبوا دورا بارزا في تعزيز اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي بدل التشطير والتقسيم والتعامل مع أبناء الشعب في قضاياهم على أساس المذهب أو الانتماء، غير أنهم وبهذه التصريحات التي تنم عن محاربة المجتمع فإنهم يؤججون الوضع ويتركون الأمر يزداد تأزما وتوترا في الساحة، الأمر الذي نستهجنه ويستهجنه العالم. وان هذه التصرفات المبتغى منها خلق حرب طائفية... إلا أنه رهان خاسر

إقرأ أيضا لـ "سلمان المحفوظ"

العدد 3339 - الجمعة 28 أكتوبر 2011م الموافق 01 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 3:35 م

      الله يعطيهم على قد نيتهم يارب عاجلا

      المراهقة أنواع ياسيدنا
      هؤولاء وغيرهم سيتمنون لو إنهم لم يكونوا نوابا،
      إن بطش ربك لشديد، وإنهم غافلون ونحن نسمع حسيسة، وإنهم مواقعوه ووشيكا بهم إنشاء الله.

      دعينا لهم بالهداية ولكن على قلوبهم غلف، ماذا نفعل بهم حسبي الله عليهم..

      مواطن دمستاني محروم من كل الحقوق للدولة المدنية...

    • زائر 9 | 6:25 ص

      نعم يا سلمان انه الرهان الخاسر

      الغريبه من فؤائد التجويع الممنهج ان الناس رتبت انفسها اقتصاديا وخرجت بلجع اقوى من تجارب الشبعه واعلم ياسلمان ان صعوبه الامر اول يوم تفنيش وعندما تقتنع انك ضحيه موقف شريف اتخذته صدقني فان الامر لايكون من صوم طوعي طلبا طاعه الرب الناس تلاحمت اكثر بعد قطع ارزاقها وسانقل لك حادثه ولا في الخيال جيران في قريه مضى على خصامهما 13 سنه تصور بعد فصل احدهما من العمل عادت العلاقه وقسم الجار كل ما يملكه مع جاره الموقوف عن العمل وكفى الله النوائب كل خير ها نحن كالبنيان المرصوص وقت المحن

    • زائر 8 | 5:55 ص

      نائب

      وفي دائرة بها عدد كبير من المفصولين وجميعهم من طائفة واحدة وقف ضد ارجاع المفصولين..

      هو فاز بالتزكية لمن ولماذا وماذا سيفعل وماذا يريد؟؟
      هل لابناء دائرته يعمل ام لنفسه؟؟؟؟

      اما بقية النواب الذين وقفوا ضد المفصولين اقول لهم من اين انتم الستم من اهل البحرين الا تعرفون ما حل بها الا تريدون لها الخير ؟؟؟

      لكن
      لكل المفصولين نقول : سترجعون بكرامة وعزة وفخر

      هم يريدون ونحن نريد والله يفعل مايريد

      الله يمهل ولا يهمل ..قضيتنا حق وفصلنا ظلم فرجوعنا للعمل حق...

    • زائر 6 | 2:29 ص

      اي والله

      اقتطافا من المقال:
      وكنا نتوقع أن يقف السادة النواب المحترمون مساندين وداعمين بل هم من يتبنى الدفاع عن المواطنين الذين تعرضوا للفصل بسبب رأي سياسي أو مشاركة في مسيرة احتجاجية مكفولة دستوريا الأمر الذي هو من صميم عملهم ومسئولياتهم وكان عليهم ان يدركوا انهم نواب شعب وليس طائفة أو فئة معينة كما انهم تناسوا ان تمثيلهم ليس عقائديا أو دينيا.

    • زائر 5 | 2:08 ص

      شكرا لك سعادة الامين العام

      شكرا
      سعادة الامين العام لنقابات عمال البحرين
      إننا كمواطنين قبل ان نقرأ هذا المقال في حيرة من الامر، حيرة مابعدها حيرة في نواب يفترض ان يكون للشعب كل الشعب وإذا بهم يصدرون بيانا يرفضون فيه إعادة المفصولين وما الى ذلك مما كان في البيان
      أجل لقد اصبنا بحيرة ما بعدها حيرة:هل هؤلاء نواب لللشعب؟

    • زائر 3 | 12:51 ص

      سلمت يا سيد

      الرهان خاسر لا محالة والأيام ستثبت ذلك ونكرر سلمت يا سيد وسدد الله خطاك وأعانك على نصرة المظلوم وشد أزره . شكرا لكم

    • زائر 1 | 12:13 ص

      وماذا عندما يصل الحقد لاقصاه فلاحلم ولابصيرة حينها

      وماذا تقول هم يعرفون ماتقوله ويعرقون خطأ ذلك لكن القرار ليس في ايديهم وهم المنتخبون من قبل الشعب

اقرأ ايضاً