عندما كنت عضواً ضمن البعثة الإعلامية في الألعاب الأولمبية الآسيوية التي أقيمت في مدينة جوانزهو الصينية، جمعنا لقاء مطول مع هرم الرياضة البحرينية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، وحينها قال بأن جميع الألعاب لن تحقق الذهب عدا ألعاب القوى التي عودتنا دائماً على تحقيق الذهب.

حديثه كان عين الصواب، حققت البحرين الكثير من الميداليات الملونة في هذه اللعبة، لكن ما أود التطرق إليه ما وصلنا إليه الآن من تخبطات واضحة في اتحاد ألعاب القوى الذي أصبح يفضل "الغريب" على أبناء الوطن، فليست المرة الأولى التي أتطرق فيها في هذه الزاوية عن هذه الإشكالات الكثيرة.

لو قارنا بين حجم البطولة الآسيوية والبطولة الخليجية التي اختتمت حديثا في البحرين، فسيرى المتابع بأن البحرين هي الأقرب لنيل الميداليات الذهبية، فالبداية كوننا مستضيفي الحدث، والأمر الآخر أن البحرين عرفت على الساحة الآسيوية لذلك باتت حظوظها قوية على الساحة الخليجية، لكن حدث العكس تماماً، خرجنا بخفى حنين.

أعود لصلب الموضوع وأتساءل، ما هي الخطط التي يسير عليها اتحاد ألعاب القوى؟ هل هناك أهداف مرسومة يسعى للوصول إليها؟ فإذا كان خطه واضح وضوح الشمس فمن غير المعقول أن تكون تلك هي النتائج المطلوبة في الدورة الخليجية! أما الأمر الآخر فأعتقد – من وجهة نظري المتواضعة – فإن أهدافه كانت غير واضحة، فهل يعقل أن تكون الاستعداد للبطولات بهذا الحجم من المعسكرات الخارجية وتكون النتائج عكسية تماماً!

يُقال بأن العقل كـ "الحقل"، وكل فكرة يفكر الشخص فيها لفترة طويلة هي بمثابة عملية الري، ولن يحصد الشخص سوى ما يزرع سواء من أفكار سلبية أو إيجابية. هذه السطور تنطبق على الاتحاد المعني، وأنا هنا لا أقول بأن عقولهم صغيرة بل على العكس فهم يجتهدون ويكافحون من أجل النجاح لكن نجاحهم ناقص بدرجة كبيرة كونهم يعولون على المستوردين وينسون أبناء الوطن، فأين الحصاد من زراعته الميتة؟

أخيراً... أتمنى من الاتحاد أن ينظر للسنوات المقبلة ويعيد حساباته بالكامل، فليس من المهم أين أنت الآن، ولكن الأهم هو إلى أين تتجه، فكل ما أتمناه أن يعيد حساباته ويعتمد على الإمكانات البشرية المتاحة له بدلاً من الفضائح المتكررة التي لا تشبع الجائع