الإحباط الذي يعيشه معشر المفصولين من أكاديميين وأطباء ومدرسين وفنيين ومهنيين وعمال في الصناعات الثقيلة والخفيفة من كلا القطاعين العام والخاص؛ يكفي لتوليد طاقة تنير الكرة الأرضية، من فرط الألم الذي يستشعرون به، وهم يرون قضيتهم عرضة للمزايدات والتقاذف، كل جهة تتملص منها كما لو أن القضية خرجت من العدم.
أحسب أن كل مواطن لا تهون عليه كرامته، ولا يقبل أن يبخس حقه في ممارسة حياته الطبيعية كما سائر الخلق، لا يرضى أن تمس أسرته بسوء، ولديه الاستعداد الكافي لتحمل أقسى الظروف وأشدها وطأة على نفسه ولا يرى أحد أبنائه في حاجة لا يستطيع أن يلبيها له، لأنه عاجز أو خاضع لظروف قاهرة خارجة عن إرادته.
كل شيء يمكن التلاعب به إلا أرزاق الناس، فهي تمس جموعاً من البشر ولا تضر شخصاً بعينه، بل ينسحب أثر ذلك على كل مناحي الحياة، فالطالب على مقاعد الدراسة الجامعية لا يمكنه توفير مستلزمات البحث الأكاديمي أو شراء الكتب أو ابتياع ملابس لأن والده مفصول. والطفل في المرحلة الابتدائية قد يؤنب من مدرسيه لأنه لم يُحضر دفتر التلوين، ولم يقم بتغليف كتبه، ولم يرتدِ ملابس الرياضة المناسبة، للسبب ذاته.
والبنت ربما تواجه حرجاً شديداً وهي ترى قريناتها من الفتيات استطعن توفير كل احتياجاتهن، بينما الحياء يصدها حتى لا تثقل على عائلها أو تلح عليه في الطلب، لكونه أساساً يمر بمرحلة عصيبة على كل المستويات، فكريّاً ونفسيّاً وماديّاً ومعنويّاً.
قضية المفصولين أكبر من حصرها في إضراب أو اعتصام أو مسيرة، بل هي وضع إنساني مأساوي بحق يجب ألا يستمر، ففي كل يوم يتضخم كما المرض فلم يترك بدن الأمة إلا وقد أصيب بالوهن والتعب والإنهاك، وهو مشهد لا يليق بالبحرين التي تسعى إلى تحسين صورتها على صعيد العمل النقابي، فيما تقبع قيادات نقابية في المنازل ضحية للتسريح التعسفي.
من يدعي أن العامل البحريني خائن وولاءه لغير وطنه، إنما يزايد من أجل التسلق على ظهورهم للوصول إلى مآرب أخرى، فعلى مدى عقود أثبتت اليد العاملة الوطنية أنها قادرة على الوقوف أمام كل التحديات وتحقيق الأهداف المستقبلية المرسومة، وبلوغ مستويات متقدمة على الصعيدين التجاري والصناعي.
المتسلقون هم أشد خطراً على أهل هذا البلد، لأنهم يبرزون للعلن في الأزمات لاقتناص المكاسب والتربع على خراب بيوت الآخرين، وفي الرخاء يتربصون بغيرهم لحصد الزلات والأخطاء لنشرها في وقت الشدة، وبالتالي يتحقق لهم ما لم يتمكنوا من بلوغه بأدوات التلميع والتزيين والمديح على مدى سنوات من اللهث وراء المناصب والمكتسبات.
الإنسان الكادح المجد يبني مستقبله بعلمه وثقافته وسعيه إلى الاحتكاك بذوي الخبرة للتعلم منهم والبناء على ما اكتسبوه، لبلوغ مواقع متقدمة والتدرج في سلم الترقي حتى الوصول إلى المناصب القيادية بدلاً من الاعتماد على الكوادر الأجنبية، أما استغلال الأوضاع المضطربة لزعزعة الثقة بزملائه في العمل والوشاية بهم وممارسة التحريض ضدهم للاستيلاء على مناصبهم، فهذا مستوى أخلاقي متدن يجب ألا يرضاه أي فرد لنفسه، لأنه يعبر عن إفلاس فكري فظيع.
اللجنة الوزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، معقود عليها الأمل بمراقبة تنفيذ إرجاع المفصولين والموقوفين في القطاعين العام والخاص، فتوجيهات عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة صدرت في أواخر شهر رمضان المبارك، غير أن الوزارات والمؤسسات الرسمية لم تكن بحجم طموح جلالته بعدم التعرض لأي مواطن في أمنه ورزقه وتحصيله العلمي، فكانت النتيجة أن شهرين مضيا ولم يتزحزح هذا الملف المهم من موقعه.
والأهم كذلك، تعويض هذه الفئة عن الأشهر الماضية التي قضتها بلا دخل، فالديون تراكمت فوق ظهورهم، والفوائد المترتبة على قروضهم المصرفية تضاعفت، وإيجارات الشقق تراكمت، وأحيوا شهر رمضان وعيد الفطر واستقبلوا العام الدراسي وهم في حزن وضنك، فلم تطرق الفرحة أبواب قلوبهم والهم لايزال جاثماً على صدورهم.
التصريحات المطمئنة مؤثرة ولها وقع طيب في نفوس المفصولين، غير أن تنفيذها سيكون ذا أثر أبلغ على وضعهم الاجتماعي والمعيشي، وسيساهم في رفعهم وأسرهم من مستوى الحاجة والفقر إلى الحد المعتدل في محيط يشهد غلياناً في الأسعار، كما سيدعم جهود المصالحة الوطنية ورأب الصدع الطائفي، والتخلص من آثار الأزمة والتعافي الوطني السريع العاجل منها
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 3336 - الثلثاء 25 أكتوبر 2011م الموافق 27 ذي القعدة 1432هـ
صريحات
بإعتقادي أن التصريحات الأخيرة هذه المرة بسبب وجود وفد إمريكي مبتعث بخصوص اتفاقية التجارة الحرة وذلك بعد الضغط العمالي هناك وهاهو الوفد يناقش ويتابع و قد اجتمع بالعديد من المنظمات النقابية البحرينية وسوف لايقتصر على الاجتماع بالحكومة فقط.
للعلم ان الوفد مدته اسبوعان و قد تم إخباره أن التصريحات الرسمية لعودة المفصولين ليست الأولى من نوعها وعلى ارض الواقع غير ذلك والتسريحات مستمرة
--
اذا لم تنتهي ازمة المفصولين بعودتهم الى العمل
فالايام بيننا
رب العالمين خالق الكونين على رووسهم
نحن المفصولين والمفصولات نعاني الامرين من العوز والحاجة والنفس تتعفف وتتعزز من مد اليد، ولكن لدينا قناعة بان رب العالمين فوق رووسنا ورووسهم وسوف يعوضنا عن كل ماعانيناه من الآم فنحن ايادينا واكفنا والسنتنا لاتمل ولا تكل من الدعاء على من تسبب في قطع ارزاقنا كلما راينا اولادنا في ضنك من العيش . فهنيئا لهم انتقام الرب العظيم ونحن وكلنا رب العالمين محام لنا ولا يوجد اكبر محام منه,,,,,
أيها النواب من اين لكم قلوبكم!!؟؟
بصراحه لست من هؤلاء المظلومين المفصولين عن اعمالهم ولكني تأثرت كثيرا وكانت صدمة لالاف من هذا الشعب صاحب الكرامه ان نرى نواب كانو من المفترض ان يراعو هؤلاء وان يطالبو بارجاعهم ولكن بدلا من ذلك اصبح النواب هم من يقف لعدم ارجاعهم وكانهم يقولون اشهدو لي عن الامير انني اول من رمى ... لماذا ياترى؟
كلنا نعلم لماذا ون الحديث لذو شجون وان غدا لناضره لقريب
كل يوم وهناك اضراب في بلد من بلدان العالم
لا يكاد يمضي يوما الا ونسمع عن اضراب هنا او هناك
لعمال او موظفي طيران او سكك حديد او غيرهم
ولو أن كل من أضرب عن العمل لسبب او لآخر فصل عن عمله لأصبح موظفوا العالم او أغلبهم في خانة العاطلين
هذه هي الديمقراطية ومن يريد ان يفصل له ديمقراطية على مزاجه فذلك شأن آخر
الله يكون في عو ن المتظررين
أنها لمسات حقا حينما يتوقف دخل أسره بأكملها فمن منا يتخيل حالتها ومعيشتها وكيف لها تغطية الالتزامات الشهرية من أقساط ومصاريف اولأد وجامعات فأنني لأتذكر موقف مبكي في مستشفي السلمانية حين أفاق الولد البالغ العاشرة من تخدير العملية فقدمت له امه وجبت عشاء المستشفى رفض وطلب ساندويتش فلم توفره فواصل البكاء طوال وجودنا في نفس الحجرة حتى وصول والده في سن يقارب 30سنه فطلبت منه احظار ذالك وهنا المفاجه انه بكاء الوالد الذي لأيملك 300فلس قيمة سندوتش ليفرح ابنه بعد العملية,طبعا الأم لأتمك ما تقدم لزوارها
شكرًا شكرًا
شكرًا يا استاذ احمد على مقالك ومقالاتك السابقة لنفس القضية. هل تعلم بأن الذين تم إرجاعهم من اعمالهم وضعوا كفائض على الشركة ولم يعودو اصلا لمزوالة عملهم . مجرد اجراء ليقولوا اننا ارجعنا المفصولين. ما هو دور اللجنة الوزارية يا ترى ؟ صم بكم ام ماذا ؟
احسنت وبارك الله فيك
الحمد لله على ما اصابنا وليعلم المتسلقون على ضهورنا ان الله ليس بغافل عما يعملون ويسنتقم منهم شر انتقام لأنهم تجرأو على الله وتكبرو واستغرو وحسبوا انهم هم الرازقون ونسو ان الله سبحانه وتعالى قد خلق العباد ووزع ارزاقهم فلو اجتمعو جميعهم وتكالبوا علينا على ان يضرونا لن يضرونا بشيئ إلا ما كتبه الله علينا وقدره لنا فالحمد لله انه جعل الرزق عليه وليس على عبد من عبيده والحمد لله على ما أعطى والحمد لله على ما امتحننا به والحمد لله حمدا كثيرا
ترى الكلام ياعمي لا يجدى
تحسب الافعال فقط للرجال اما الاقوال لا تحسب لانها زبد اذا لم تكن مقرونه بافعال لو طبق كل ما قيل لانتهت الازمه من حينها او لما كانت هناك ازمه في الاساس اذا صح الكلام فان حجم الازمه ضاعفه اناس من مصلحتهم بقاء الازمه وعلى جلاله الملك محاسبه كل من لا يطبق قرارته وهذا اضعف الايمان
هل الحكومه جاده بأرجاع المفصولين
1من اعلن الخبر هو نا ئب رئس الوزراء لوكانت الحكومه جاده لخرج من هو اعلى منه واعلان الخبر لكن خوفاً من الأنتقد وقت اعلان الخبر يوم الأثنين حتى يصوت النواب بأعتراضهم على ارجاع المفصولين وتكون المسئله او المشكله شعبيه شعبيه والحكومه كان عنده رغبه في تسوية المشكله لكن النواب الدين يصوت لهم الشعب ويمثلونهم رفضو
انني اعمل مند 6شهور براتب مقداره 40%من الاجمالي وانا المتورط بالالتزامات فكيف الحل
اقول ماحدث هو عبارة عن انتقام شديد وتشفي لكسر الظهر واقول ماهي النتيجة هاهم الامريكان واتفاق التجارة الحرة بين ظهرنينا؟وماذا عملنا لنحصل على هكذا عقاب اعتصام واضراب ولماذا عملت النقابات واصدرت القوانين المنظمة فقط للديكور والمتعب والمؤلم هو توقيع بيان اعضاء مجلس النواب على رفض ارجاعنا عجيب مايحدث عندنا؟ما حدث لدينا سيدرس في الجامعات الكبيرة والمتقدمة في سوء ادارة الازمات
شكراً لكم
اشكرك من عميق قلبي على هذه الانسانية التي لم تعرف ان تسكت لاجل الكرامة، اشكرك على جميل مقالاتك وبالخصوص عن المفصولين وانا واحد منهم ،
اتنما ان تكتب لكل من ظلم ومن ساهم في فصل اي فرد أسألهم وهم كثر الذين سيذهبون الى بيت الله هل طلبوا براءة الذمة؟ من الذين ظلموهم وهذا ماتعود عليه كل انسان يريد الذهاب الى بيت الله ؟
الوعود كثيرة ولكن من غير تطبيق
تعزعزعت الثقة فيكم فأعذرونا. أنتم تسببتم في ذلك.
نحن سنطالب وسنطالب ولن نعجز أبداً في المطالبة بارجاعنا الى أعمالنا معززين مكرمين.
مع تحياتي
مفصول من بتلكو