الدول الثلاث التي أطاح بها الربيع العربي، كلها كانت جمهوريات، وكلها كان يحكمها العسكر، وكلهم كانوا يطبخون لتوريث الحكم.
الجمهوريات الثلاث كلها في الشمال الإفريقي، وكلها كانت تعاني من فسادٍ، وتحكّمٍ واستبداد، وظلمٍ واستئثار، وتزييف إرادة الشعب، وتشكيل مجالس مزوّرة لا تمثل الشعب. كل تلك العوامل أنتجت مثل هذه الثورات الصاخبة التي أطاحت بكل شيء.
من كان يظنّ أن مصر ستنتفض بعد عقود طويلة من الطأطأة والركون؟ ومن كان يتخيل أن تونس التي كان يصفها زوارها بالجنّة الخضراء، سيخرج من إحدى قراها المنسية شابٌ عاطلٌ فقيرٌ يحرق نفسه احتجاجاً على الظلم، فيدفع ملايين المهمّشين للنزول بالميادين؟ ومن كان يظن أن في ليبيا، يعيش شعبٌ كتوم، اختزن كل هذا الغضب والاحتقار للحاكم، حتى دسّ بعض من أسروه عصا خلفه، ثأراً وانتقاماً لما تعرّضت له بعض نسائهم من اغتصابٍ على يد كتائبه، وهذا عمل مدان لأن التعذيب لا يجوز لأي سبب، ولأنه بالأحرى كان خارج القضاء.
تونس انتخبت مجلساً تأسيسياً، واختارت تشكيلةً متوازنةً من الإسلاميين والعلمانيين المعتدلين ليرسموا لها طريق المستقبل، ومصر مقبلة على انتخابات، بينما تحاول ليبيا طيّ الحقبة المظلمة. ولأن إرث الاستبداد قديم، فإن الخوف كل الخوف أن تعاود هذه الشعوب إنتاج الدكتاتوريات.
أحد العارفين الشكّاكين بالحكام القدامى والجدد، كتب ينصح الشعوب بالحذر كل الحذر، حتى يضمنوا وضع دستور عصري يحفظ حقوق الجميع، ويفصل بين السلطات؛ وبرلمان حقيقي يضمّ كل مكوّنات الشعب ومناطقه وطوائفه وأعراقه، بحيث يمثل المجتمع تمثيلاً حقيقياً. والاهتمام بالمجتمع المدني ومؤسساته، فهي التي ترفد البلاد بأفضل الكوادر وأكثرها إخلاصاً، مع العمل بمبدأ الكفاءة، وإلغاء الواسطة إلغاءً تاماً إن أرادت أن تعيش بخير.
يقول: الشعوب خارجة من حقبٍ مظلمة، والقادمون الجدد إلى القصور عرضة للإصابة بداء الجشع والنهم للأموال كمن سبقهم، فلابد من تشديد الرقابة المالية. اجردوا أموالهم وممتلكاتهم يوم يتسلّمون المنصب، حتى الخردة في جيوب بناطيلهم. حدّدوا رواتبهم وراقبوا حساباتهم البنكية، لكي تكتشفوا الشريف ممن اكتسب ثروته من الحرام وأكل مال الأرامل والأيتام.
النصيحة الأهم والأغرب: لا تتركوا للحكام الجدد فترةً حتى ينبت ريشهم، ويشتد ساعدهم، ويفكّروا بالانقضاض عليكم بعد سنوات، وسفك دمائكم في الشوارع وطحن عظامكم في السجون. راقبوهم. حاسبوهم. سائلوهم. فالحكم مفسدةٌ... وأي مفسدة.
أيها التوانسة! أيها المصريون! وأنتم أيها الليبيونّ! لا يخدعنكم الحكام الجدد... فكلهم مشاريع دكتاتوريات كما حدث للذين من قبلهم، ولن ينجيكم من شرورهم إلا وضع الضمانات التي تقلّم أظافرهم، وتعرّفهم قدر أنفسهم يوماً بيوم، وعاماً بعد عام. ذكّروهم بأنكم أتيتم بهم خُدّاماً وليس حكّاماً، فمن شاء فليخدم ومن شاء فليرحل.
يا شعوب مصر وتونس وليبيا: حدّدوا فترة الرئيس بأربع سنوات فقط، لا تزيد يوماً واحداً، وما يصلح للغرب لا يصلح للشرق الذي اُبتلي بحكّامٍ كلما طال على أحدهم الأمد قال أنا ربكم الأعلى.
وأخيراً... حذارِ حذارِ من التمديد، لا تسمحوا لأيٍّ منهم بالتمديد ساعةً واحدةً، حتى لو كان وليّاً مخلصاً، فإذا زاد حكمه على الأربع سنوات فسد. وقد أعذر من أنذر
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3336 - الثلثاء 25 أكتوبر 2011م الموافق 27 ذي القعدة 1432هـ
توجد نصيحة واحدة أو أكثر نسيتها يا سيد قاسم ..... ام محمود
كان عليك تحذير الحكام بعدم الاعتماد و الثقة بالغرب فهؤلاء لا يعترفون بصداقات و لا عهود و لا اتفاقيات ما يعرفونه هو نهب الأموال و تحقيق المصالح فقط
يعني بعد سقوط حسني مبارك و زين العابدين بن علي و القذافي لم يقف معهم أصدقاء الأمس من الاوربيين و غيرهم و تركوهوهم للمصير الأسود الحالك الذي ينتظرهم و لم يرموا اليهم بأطواق النجاة و لم يسمحوا لهم بالهبوط في بلدانهم و الاقامه في الفنادق و المنتجعات
و عاملوهم مثل المريض بمرض معد والمنبوذ
_
و النصيحة الأهم لا تسمحوا لحكامكم يا شعوب بشراء السلاح الجنوني
الجمهوريات الثلاث مصر - تونس و ليبيا حصلت أخيرا على الحريه وتنفست الهواء بعد كتم للأنفاس دام عقوداً طويلة .. ام محمود
الذي ساعد نجاح الثورات الصاخبة في الربيع العربي في القرن الافريقي الحماسة والتكاتف والاراده و التوكل على خالق الكون والقوة الجسدية التي يتمتع بها الشباب .. وفي ليبيا رأينا ميزة تفوق سلاح الثوار و ايمانهم و اصرارهم الغريب على الانتصار و دحر الظالم
و أيضا نقول ان شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكيه كانت سببا لنيل الحرية الغالية
و لكن هناك آلام ومآسي و اغتصابات و ذكريات صعبة النسيان
نتساءل أحيانا هل الثورات نجحت بشكل كلي أم جزئي؟
_
اؤكد لك يا سيد اننا على موعد مع دفعة ثانية من الظالمين الجدد
زائر27
اذا يذكر سوريا لازم وضروري يذكر البحرين ...
اتفقنا..
ننتظر وتنتظرون..
هالله هالله يا غيور
زائر رقم 6 بالنيابة عن السيد ولا تؤاخذني على ردي كما أنني لا أعرف تفسير السيد لك ما هو بس اعتبرني أكبر فضولي واسمح لي اسألك بأي حال من الأحوال لو كنت في ليبيا وذقت ما ذاقه أبناء هذا الشعب من ويلات وحسرات وآهات وظفرت بهذا النجس ماذا أنت فاعل به ، أظن بتقول لي كنت ستأخذه بالأحضان وبتعاتبه شوي وبتقول له عاد سامحني أوديك محاكمة. والله ما أطيبك والله ما أظن أنه لو كان اللي في بالك غايب عنهم بتجيك فكرة جهنمية على غرارها في وقت لا تعرف كيف تتعامل مع مجرم جرمه يعادل آثام العرب. آه منك يا غيور
اورادوس الحره
ويش سيد مادركرت اوال فى مقالك , ما تدرى ويش يحصل فى شعبها . أو فى الحلقه الجايه بتتكلم عنها , زين جان جدى بننتظر .
يا له من يوم يقف الظالم صاغرا أمام المظلوم
من يكون الخصم ومن هو الحكم ومن هو الشاهد
ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا
ومن لم يتخذ سبيلا فسوف يتخذ فلانا خليلا
وفلان هذا الذي أظله عن الذكر سوف يتبرأ منه
اذا تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا
هنالك تبلوا كل نفس ما اسلفت
احفروا قبوركم
خلال اربع سنوات تدرى ماذا سيحدث ؟ سيكون ويعين الرئيس الجديد حوله جماعات واحزاب تؤيده وتشد من عضده فاذا هم بعد ذلك وبتحريض منه يطلب التمديد اربع سنوات أخرى ثم بعد زمن يطلب ان يكون رئيسا دائما ثم بعد ذلك يطلب ان يكون ابنه بعده وريثا وهكذا ...
لذلك ايها الشعوب لا تفرحي فقبوركم سوف تحفرونها بأنفسكم
سوريا الحره
ويش سيد مادركرت سوريا فى مقالك , ما تدرى ويش يحصل فى شعبها . أو فى الحلقه الجايه بتتكلم عنها , زين جان جدى بننتظر .
سقوط
دائما يأتي السقوط مدويا بقدر الجرم والطغيان والاستبداد على العباد
الله هما وفق الجميع الى الامن والامان
ليس المهم هو استبدال كما يسمون (طاغية) بآخر فالمهم هو هل بالإمكان وضع حد وقانون إلى القادة الجدد بعدم تكرار أسلافهم كما هو في الدول الاوربيه ؟أم أنه تكرار لنفس سيناريو الخمسينات حيث تحولت بعض الدول العربية إلى أسؤ مما كانت عليه فلحد الان لم نرا رجل تسلط وعدل حتى في المؤسسات الدينة والخيرية.فالظلم من شيم الرجال فان تجد ذا عفتا فلعلتآ لأيظلمو.
####
أحسنت يا سيد ... مقال عجيب
لا تأذن في خرابة,,,
اسمح لي يا سيد, العقلية العربية لن تتغير,ليس يأساً أو تيئساً و لكن الواقع يقول ذلك والدليل هو البدأ بالتقديس الأعمى للمعارضين الذين لم يصلوا بعد و لم يمسكوا بدفة الحكم فكيف إذا وصلوا ؟؟؟؟
و أكرر قول ابو العلاء المعري:
الدهر كالدهر والأيام واحدةٌ
و الناس كالناس و الدنيا لمن غلب
و صباحك فل,,,
رائع
أعجبني جداً
تحياتي لك استاذي الموقر:
أم يوسف
اي والله
اي والله صح الله لسانك
تحذيرك تقابله فتوى
رحم الله والديك يا سيد على هذا التحذير ولكن نسيت أمرا مهما جدا ، أنه لا يجوز الخروج على ولي الأمر ، يالله علمني شلون نتجاوز هالمحنة؟؟ كفاك الله شر المحن
اخرست الالسنة ياسيد السادات
كلما جاءت امة لعنت اختها نعم هكذا يتوارثون الحكم طاغيغ عن طاغ ومستكبر عن مستكبر نعم النصيحه ياسيدي اسديت ولكن من يستمع بل ران عل قلبهم برين الجاه والمنصب
النصائح إلى الجميع
أتمنى أن توجه هذه النصائح لجميع الدول العربية وليس إلى مصر وليبيا وتونس، الكثير من الدول بحاجة إلى الأخذ بهذه النصائح وأن يأخذ الحكام العبر من تلك المصائب التي حلت بأصدقائهم الثلاثة.
لماذاا؟
إنما يصلح للغرب يصلح للشرق يا سيدي . بن صالح
أنتهت الثورى المبدئية وبقيت الثورة الاساسية والاهم ... في تونس ومصر وليبيا والله يوفق باقي الدول.
اسقطت الانظمة المجرمة وبدأ الجد والعمل المهم .. وهنا يكم مدى نجاح هذه الثورات.
.
المطلوب معروف للجميع ... دولة تحكمها دستور وانظمة وتشريعات تحترم المواطن وتكون فوق الجميع.
.
دول ذات سيادة حرة لا تسيطر عليها الدول الغربية خصوصا أمريكا وتناصر الحق في الارض خصوصا ما يتعلق بالشعب العربي.
.
أتفق تماما مع تحديد فترة الحالم بأربع سنوات ويفضل فعلا ان غير قابلة للتجديد..فترة الحكم تصيب الفرد بالمرض وكلما طالب المدة تطور المرض من السيادة الى أن يصل مرحلة التصنيم والتأليه. فاحذر كل الحذر.
.
رحم الله والديك
اذا زاد ساعة صارت اربعين
اعذرني ايها الكاتب والزوار لهذ الا ستفسار
حتى دسّ بعض من أسروه عصا خلفه، لم افهم هذه العبارة وان كما تخيلتها صحيح فانها من اكبر الفواحش وعارآ على دولة وثوره ولو بذكرها عند افتراض حصولها من ناحيه انسانيه واخلأقية .
هذا ماكنتت ان اذكر به ياسيد
ترى هذا م اول ربيع عربي فبين 1967 و1970 انتفضت الشعوب العربيه وتمخضت تلك النتفاضه عن وصول هولاء الى السلطه ولاكن ذاك زمان هذا زمان الحكام الجدد لا يمكنهم الا ان يكونوا خدام لشعوبهم كي يستطيعوا مواصله الجلوس على كرسي الحكم والا استبدلوا بلافضل الكراسي الجديده سيد تفتقر للماسير الفولاذيه التي تثبت الحاكم في الكرسي يعنى على قلت النصاري ما فيه (ROLL BOLT) يعني بس دزه من على الكرسي اذا ما ادى واجبه صح وغيره بداله زمان الكراسي البديه ولى ياسيد
ماتجوز ياسيد حقيقة انك مبدع في الكتابة
موضوع جميل ومبدع من كتبه واقول نتمنى التوفيق لهم والفال للباقي من امم العرب
الله الله الله
لا اجد غير كلمات الاعجاب: ذكروهم بانكم جئتم بهم خداما وليس حكاما فمن شاء فليخدم ومن شاء فليرحل.
لكأنك سطرت قرآنا لا يحتاج لغوبا ولا علاجا شكرا لكم
حذاري من التمديد
احسنت اخي قاسم , الحذر ثم الحذر من التمديد والتوريث
نبارك لهم الاعراس الوطنية
نحن في البحرين نفرح للاخرين