دأب عظمة الملك، ومنذ توليه زمام الحكم في مارس/ آذار 1999، على التصدي بنفسه لجميع القضايا الحساسة والمهمة التي من شأنها عرقلة التنمية الاقتصادية أو الاستقرار السياسي أو العلاقات الخارجية.

وكانت زيارته لايران في 17 - 18 أغسطس/ آب احدى تلك الزيارات المهمة التي قام بها عظمته منذ توليه الحكم. فلقد كانت العلاقات الايرانية - البحرينية خلال الثمانينات والتسعينات سيئة لأسباب عديدة، ربما اكثرها ليس له سبب حقيقي يستحق ما حدث بين الجارتين المسلمتين.

فبسبب سوء العلاقات في تلك الفترة خسرت كل من ايران والبحرين سياسياً واقتصاديا. فمن الناحية السياسية استفاد البعض من العلاقات السيئة واختلق لنفسه اهمية وهمية قائمة على اساس اكتشاف «المؤامرات الانقلابية» كل سنة او سنتين خلال عقدي الثمانينات والتسعينات.

ومن جراء ذلك خسرت البحرين اقتصاديا اكثر من اي دولة اخرى في الخليج. فلقد اصبح صعباً على التاجر البحريني التعامل مع السوق الايرانية المهمة، بينما كان غيرنا من الخليجيين، دبي مثلاً، ينعمون بعلاقات تجارية ساهمت بشكل كبير في تعزيز وتنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة لديها.

تضرر القطاع التجاري البحريني كثيراً لعدم سماح وزارة الداخلية بتبادل الزيارات والوفود والتسهيلات المطلوبة لدخول السفن التجارية الايرانية إلى موانئ البحرين.

كل هذا كان يحدث في الوقت الذي كانت كل تلك الامور في توسع وازدياد مع الدول المجاورة الاخرى.

إن تاريخ الشعوب الاخرى يخبرنا بأن دولاً تحاربت عقوداً من الزمن إلا ان اياً من تلك الدول لم تمنع الحركة التجارية بينها، وكان التبادل التجاري يستمر في احلك الظروف، وكان هذا التبادل هو البوابة الاولى لإصلاح العلاقات السياسية لاحقاً.

فحسناً فعل عظمة الملك عندما اذاب الجليد بين البلدين وقام بزيارته التاريخية فاتحاً المجال امام التعاون السياسي والاقتصادي وربما الامني لاحقاً. ان هذه الزيارة تعتبر من اهم المبادرات السياسية لما لها من تبعات حسنة على مختلف الاصعدة، والمستقبل هو الدليل على ذلك