بعد جهد جهيد استطاع مرزوق ان يجمع عشرة أشخاص لإقناعهم بضرورة تأسيس «جمعية من لا برج لهم». وتتكون هذه المجموعة من ثمانية رجال وامرأتين احداهما زوجته. ستة من الرجال تفوق أعمارهم الأربعين، واثنان من الشباب اليافعين. أحد الشباب (الاصغر سنا) واسمه احمد قبل الحضور لأنه غير مرتاح للبرج المخصص له بحسب تاريخ ميلاده المسجل في شهادته. فقد ساءت الاحوال بأحمد يوما من الأيام وحاول البحث عن حظه في كتب الابراج، لعله يجد النبأ السار فيها.

قرأ كتاب عالمة الفلك «ت» فوجد برج الحمل يبدأ في 20 مارس وينتهي في 19 ابريل وفي اليوم الاخير من الحمل يبدأ الثور.

فاختلط عليه النبأ فذهب الى برج الاسد فوجد آخره في 23 اغسطس بينما برج العذراء يبدأ في اليوم نفسه.

كذلك القوس ينتهي في 21 ديسمبر ويبدأ الجدي في اليوم نفسه. وهكذا الابراج كلها... فآخر الحمل معلق بذنب الثور وآخر الحوت (20 مارس) هو اول الحمل وكذلك آخر السرطان واول الاسد.

ترك احمد تلك العالمة وتوجه الى قراءة كتاب العالم «ع»، فاكتشف مفارقات في الحظوظ. فآخر الحمل مثلا غير مرتبط بذنب الثور... كذلك آخر الثور لا صلة له بأول الجوزاء والاسد ينتهي في 21 اغسطس بخلاف ما هو الحال عند المصدر الأول. والعقرب عند «ع» غيره عند «ت». كذلك الدلو، فعند «ت» ينتهي في 19 فبراير وعند «ع» ينتهي في 18 فبراير.

غادر احمد الكتب الى الصحف فقد تحمل معها النبأ المشوق في قراءات علماء الفلك.

قرأ الصحيفة «ي» فوجد مثلا ان الحمل ينتهي في 20 ابريل ويبدأ الثور في 12 ابريل بينما يبدأ عند العالمة الفلكية في 19 وعند العالم الفلكي في 21 ابريل.

انتقل بعد ذلك الى الصحيفة «س» التي قد يجد فيها الحل ويكتشف في ابراجها لغز السعادة، فوجد ان الحمل ينتهي في 20 ويبدأ الثور في 21 ابريل والدلو مثلا ينتهي في 18 فبراير وعند العالمة في 19 بينما ينتهي عند العالم في 18.

ضاع حظ احمد بين العلماء والعالمات والصحف... فالمصدر الاول «ت» غير الثاني «ع» غير الثالث «ي». والثالث غير الاخير «س» واحتار في اكتشاف حظه العاثر فاختلطت عليه الانباء بتعدد المصادر. واخيرا وجد الحل في كلمات الابراج المتقاطعة، فجمع الاحرف الاولى من مصادره الفلكية فكان حظه: تاء، عين، ياء، سين (تعيس). وعلى هذا الأساس قرر احمد المشاركة في تأسيس «جمعية من لا برج لهم» للاحتجاج على الذين يكتبون الأبراج في الكتب والصحف