مرزوق مشغول هذه الأيام وقرر أن لا يهدأ حتى يحصل على العدد المطلوب قانونياً لتشكيل جمعيته الأهلية التي أطلق عليها «جمعية من لا برج لهم».
ومرزوق لديه مشكلة يشاركه فيها كثيرمن الناس، إذ لم تخبره أمه بتاريخ ميلاده، كما أن شهادة ميلاده لا تذكر اليوم أو الشهر.
والدته تصرُّ أنه ولد قبل سنة من السنة التي ولدت فيها بنت عمّه، وأن بنت عمه ولدت في السنة التي (طبعت فيها اللنج).
ومرزوق حاول جاهداً التعرف على ميلاده دون أن يربطه بغرق «اللنج» ودون أن يتذكر بنت عمّه التي ربطوه بها منذ ولادتها. فلا هو اختارها ولا المسكينة اختارته، وكلاهما لا يعرفان برجيهما ليستعينا بهما على معرفة طريق الخلاص من بعضهما الآخر.
أما «اللنج» التي غرقت، فهي طالع سوء كأنها تقول له أن ميلادك معناه مصائب ونحس ولا يرتبط إلا بالغرق وبالزواج من بنت العم، والذي هو بحد ذاته غرقٌ من نوعٍ آخر.
ولكن المسكين مرزوق محتار وهو يجمع حالياً أسماء المؤسسين لجمعيته الأهلية، فهو لا يريد أن يُتهم بأنه ضد المرأة ويحاول الحصول على أسماء لنساء دون أبراج. إلا أن المشكلة إن أول اسم يرد على باله هو اسم زوجته (بنت عمّه). وهو لا زال متورطاً، هل يجمعها معه في جمعيته الأهلية بينما هو يحاول تأسيس الجمعية للتخلص منها؟
على أن مرزوق تواجهه مشكلة أخرى، وهي: هل ستكون جمعيته ستكون «سياسية» أم «غير سياسية»، وإذا أعلن أنها سياسية هل سيتمكن من الدخول في الانتخابات النيابية والفوز ولو بمقعد واحد لكي يقترح قوانين وتشريعات تساعده على تحقيق أهداف جمعيته؟
قرأ مرزوق قوانين المشاركة السياسية ولكنه لم يستطع تحديد رأيه، لأنه لم يفهمها. وزاد من تعقيد الأمر لديه ما قرأه لاحقاً بأن من حق جمعيته «الانشغال» بالسياسة ولكن ليس من حقها «الاشتغال» بالسياسة. وتبادر إلى ذهنه إذا كان بالإمكان تطبيق هاتين العبارتين على بنت عمه!! ولكنه لم يخرج بجواب واضح
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد -3 - السبت 24 أغسطس 2002م الموافق 15 جمادى الآخرة 1423هـ