معمر القذافي الذي أسره مقاتلون ليبيون حياً قرب معقله سرت كما تثبت تسجيلات فيديو عديدة التقطت مباشرة، مات بعيد اعتقاله في ظروف مازالت غامضة.
وقد طلبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس الجمعة (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل الزعيم الليبي المخلوع.
وفي صور ولقطات فيديو ظهر «قائد الثورة» السابق جريحاً لكنه حي ويتم جره إلى آلية من قبل حشد هائج. وقد بدا نصف وجهه مغطى بالدماء يحيط به رجال يتناوبون على دفعه ويشدون شعره. وقد قاموا بصفعه وضربه على كتفه.
وبعيد ذلك اختفى من على الشاشة بينما سمعت أصوات رصاص.
وفي سرت أكد مقاتل يدعى محمد الهويب شعبان لصحافية من وكالة «فرانس برس» أنه كان حاضراً عند أسر القذافي وانتزع منه سلاحه وهو مسدس من ذهب. وأضاف أن القذافي كان يزحف في أنبوب أسمنتي.
وعند المدخل الغربي للمدينة قاد مقاتلون موالون المجلس الوطني الانتقالي مصوراً من «فرانس برس» إلى قنوات اسمنتية تحت الطريق، قالوا إن القذافي أسر فيها.
وقالت مصادر متطابقة إن القذافي كان في طريقه للهرب من سرت في قافلة من الآليات استهدفتها ضربة لحلف شمال الأطلسي .
وصرح وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أن الطيران الفرنسي «أوقف» القافلة. وتدخل مقاتلون بعد ذلك ليدمروا الآليات «التي أخرجوا منها القذافي».
وكان صحافيون من وكالة فرانس برس على بعد نحو خمسين كيلومتراً عن سرت سمعوا في وقت مبكر من صباح الخميس دوي انفجارات كبيرة من المدينة المحاصرة، أقوى من تلك التي تنجم عن القتال كل يوم.
وبعد ثلاثين دقيقة، ارتفعت في سرت أعمدة من الدخان الأسود في السماء عند المدخل الغربي للمدينة حيث كان يسمع تبادل لاطلاق النار.
واكد أحد القادة في مصراتة، محمد ليثغرب سرت أن الدكتاتور المخلوع توفي متأثراً بجروح أصيب بها عند اعتقاله.
وقال إن «القذافي كان في سيارة جيب أطلق المتمردون النار عليها. خرج منها وحاول الفرار ولجأ إلى أنبوب لتصريف المياه. أطلق الثوار النار من جديد فخرج حاملاً رشاشاً بيد ومسدساً باليد الأخرى».
وتابع أنه «تلفت يمنة ويسرة وسأل (ماذا يجري) فأطلق المتمردون النار من جديد مما أدى الى جرحه في الكتف والساق وتوفي بعد ذلك».
من جهته، اكد رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل أن القذافي قتل برصاصة في الرأس.
وقال «عندما وجدوه كان في صحة جيدة ومسلحاً، لكن «عندما تحركت الآلية علق في تبادل لإطلاق النار بين المقاتلين الموالين للقذافي وثوار وقتل برصاصة في الرأس»، مؤكداً أنه كان «على قيد الحياة حتى وصوله إلى المستشفى».
وقبيل مساء الخميس، رأى شهود عيان جثة معمر القذافي على متن سيارة إسعاف في مركز تجاري في ضاحية مصراتة.
وبعد ذلك لاحظ مصور من فرانس برس وجود الجثمان في أحد منازل المدينة والتقط صورة بدا فيها القذافي عاري الصدر وبطنه مغطى بالدماء. وقد بدت آثار رصاصة في صدغه.
وقال المتحدث باسم مفوضية اللاجئين روبرت كولفيل للصحافيين إنه «فيما يتعلق بمقتل القذافي فإن الملابسات لا تزال غير واضحة. نعتبر أن إجراء تحقيق هو أمر ضروري».
وأضاف «لا بد من إجراء تحقيق بالنظر إلى ما شاهدناه».
واكد أن «شريطي الفيديو» اللذين تم بثهما ويصوران القذافي بعد القبض عليه «مقلقان للغاية».
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لشبكة «سكاي نيوز» إن القذافي قتل على ما يبدو.
وأضاف «كنا نريد أن يحاكم على جرائمه أمام محكمة دولية أو ليبية ولا نوافق على إعدامات خارج إطار القضاء لكننا لن نبكي عليه»
العدد 3332 - الجمعة 21 أكتوبر 2011م الموافق 23 ذي القعدة 1432هـ