تنتشر منذ فترة قوائم تضم أسماء بالمحلات والمؤسسات التجارية التي يجب مقاطعتها لأنها مملوكة من تجار من الطائفة الأخرى، فيما ينشط البعض لإقناع الناس بأهمية المقاطعة كعقاب لهؤلاء التجار على مواقفهم خلال الأزمة الأخيرة، مبرراً ذلك بأن من حق الجميع أن ينفق ماله أينما أراد ولا يمكن لأحد أن يجبر الناس على الشراء من أماكن محددة.
من يدعو للمقاطعة لم يكتفِ بفصل ما يقارب من ثلاثة آلاف مواطن من عمله ما يعني بقاء ثلاثة آلاف عائلة بحرينية دون مصدر دخل، وفصل المئات من الطلبة من جامعاتهم ومدارسهم ليبقى مستقبلهم مجهولاً، وإنما يريد أكثر من ذلك من خلال معاقبة كل هذه الفئة الأساسية من المجتمع، وإفقارها بجميع الوسائل المتاحة سواء من خلال دعوته لعدم عودة المفصولين لأعمالهم أو مقاطعة التجار وسحب المناقصات الحكومية التي يتم إرساؤها عليهم أو حتى سحب الوكالات التجارية التي حصلوا عليها في السابق.
لقد أثبتت جميع دعوات المقاطعة السابقة فشلها سواء مقاطعة البضائع الأميركية أو الدنماركية، وإن كان لها أثر فلم يكن هذا الأثر إلا بشكل بسيط ومدة محدودة جداً. ومن المتوقع تماماً أن تسقط دعوة مقاطعة التجار البحرينيين بعد فترة بسيطة، ولكن ما ستتركه هذه الدعوة من حاجز نفسي بين الناس لا يمكن له أن يزول ببساطة، فالمقاطعة يمكن أن تطبق من الجانبين ما يعني المزيد من التباعد والفرقة وانشقاق المجتمع إلى فئتين.
ما يجب أن يفهمه البعض هو أن البحرين بصغر حجمها وعدد سكانها لا يمكن لها أن تتحمل مثل هذا الشقاق، حتى وإن بدا الوضع كذلك في الوقت الراهن. وما يحدث الآن ما هو إلا ظرف طارئ استغله كل من أراد أن يجني أرباحاً على حساب الآخرين، ولكن القادم من الأيام سيثبت أن الشعب البحريني بطيبته وأصالته أكبر من أن يعيش على البغض والكراهية وبث الضغائن وحب الانتقام.
ما يؤسف له هو أن غرفة تجارة وصناعة البحرين والتي كان لها دور وطني ولم تعرف الاصطفاف الطائفي في الفترات السابقة، لم ترد على دعوات المقاطعة التي ينشرها البعض، حتى أنها لم تصدر بياناً واحداً حتى الآن، توضح فيه الآثار السلبية لمثل هذه الدعوات على الاقتصاد المحلي، إضافة لما سيترتب على ذلك من نشر الخلافات في الأسرة التجارية في البحرين واستغلال البعض لحالة المقاطعة والاستفادة منها بطرق بعيدة عن المنافسة الشريفة.
كان يجب على الغرفة أن تقف مع جميع أعضائها، وأن ترفض هذه الدعوات الطائفية التي تقسّم المجتمع التجاري في البحرين كما كان مؤملاً من غرفة التجارة وهي المؤسسة الأهلية الوحيدة في البحرين التي تجرى فيها الانتخابات بقوائم مختلطة تضم الطائفتين، أن تلعب دوراً إيجابياً في إعادة اللحمة الوطنية لسابق عهدها
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 3331 - الخميس 20 أكتوبر 2011م الموافق 22 ذي القعدة 1432هـ
ثناء على 5
كلامك عين الصواب يارقم 5
بل طالب لإدخال فصيله بدلاً منهم.. لكن الظلم ظلمات..
من يدعو للمقاطعة لم يكتفِ بفصل ما يقارب من ثلاثة آلاف مواطن من عمله ما يعني بقاء ثلاثة آلاف عائلة بحرينية دون مصدر دخل..
المقاطعة موجودة
المقاطعة موجودة من الطرفين فليس من الانصاف ان تنسبها لمكون واحد لما دائما ترون بعين واحدة ؟؟؟
نحن تعلمنا من أوليائنا أن نُعامِل الناس بما نحب أن نُعامَل..
لو يعلم من ينادي بالمقاطعة بأنه لو طبقها الطرف الآخر (المعاملة بالمثل) لهلك أصحابه.. بالبساطة لأن النصف المسالم الآن هو قوة شرائية كبيرة.. فلا يعتمد على النصف الموجود من فصيله لأن الأجنبي فيه يرحّل جل الراتب إلى بلد الأم.. فيا المنادي والمطبق للمقاطعة ينتبه قبل فوات الأوان..
المقاطعه اتفه ما في الموضوع
من يدعوا للمقاطعه يدعوا الى اي نوع من المقاطعه هل هي السياسيه ام الاجتماعيه ام الاقتصاديه اذا كانت الاقتصاديه فهو واهم اولا كل العقال لا يصغون ولا يستسيغون هذا اضف الى هذا ان التجار من اي طرف لا يمكن ان يميلو لهذا الخيار السياسيون الشرفاء من الطائفتين منصهرين في بوتقه ظلم واحده بقى الخيار الاجتماعي من مستعد من الطرفبن ان يهدم علاقات ازليه ان صح تعبيري صحبه نسب مصاهره اي انسان عنده ذره عقل ما يسويها اذا يا جميل جميل ان كل خيارات المفاطعه سقطت من اجنده العقلاء وليفعل المجنون مايريد
تيار الرجعية نالت من تيار الحداثة
نال تيار الرجعية من تيار التحديث مستغلا الازمة و خسر في المعركة الى حد الآن وقد تتغير لاحقا لصالح تيار التحديث في الحكومة والشعب .
حشر البعض نفسه فيما ليس له
بعض الاشخاص جعل من نفسه طرفا في الازمة ودخل على خط التحريض على هذا وذاك معتقدا ان ما يقوم به من شق للصف هو عين الصواب في حين انه سوف
يجر الوبال على هذا البلد واهله