بينما يسعد غالبية الأطفال بمجرد الذهاب إلى المدرسة واللعب بألعاب بسيطة فإن الطفل العراقي حسين حافظ لعيبي (12 عاماً) سجل اسمه كأصغر مخرج سينمائي عراقي بفيلم "العازف الصغير" الذي ألفه وأخرجه وأنتجه أيضا بإمكانياته المتواضعة.
ودعم مخرجون وممثلون عراقيون معروفون حسين الذي باع جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به ليتمكن من تمويل فيلمه.
وقال المؤلف والمخرج الصغير لتلفزيون رويترز "الفيلم كلفني تقريباً 8 ملايين دينار عراقي (6650 دولار). أنا أنتجته وساعدني المخرج عزام صالح"
وتدور قصة الفيلم حول تلميذ يقدم لمعلمه لحناً موسيقياً في يوم المعلم إلا أن سيارة ملغومة يقودها انتحاري تستهدف المدرسة أثناء عزفه اللحن للمعلم.
واستلهم حسين قصة الفيلم من وفاة عمته وأطفالها في هجوم انتحاري العام 2007.
وقال حسين لتلفزيون رويترز "بدأت كتابة النصوص من سنة 2009 لكن تعلمت من 2007. كان بتأثير استشهاد عمتي وأطفالها فبدأت أكتب نصوص ضد الإرهاب وتخدم العراق وتخدم السينما العراقية".
ولاقى آلاف العراقيين حتفهم أو أصيبوا بجراح في موجة عنف طائفي تفجرت العامين 2006 و2007.
وقالت الممثلة العراقية سوسن شكري التي شاركت في الفيلم إنها سعيدة لعملها مع مخرج عمره 12 عاماً لدعم موهبته. وأضافت لتلفزيون رويترز "هذا الطفل عنده موهبة إخراج وتأليف وتمثيل. طبعاً ما صايرة وماشايفة أن طفل بعمر 12 سنة يخرج فيلم ويرى النور. بالنسبة لي شاركت دون أي شروط لمساندة هذا الطفل لأن احنا لازم نرعى هذه البذرة لحد ما تكبر والمكسب لنا لما يكبر راح يكون فنان كبير ومخرج".
وقال الممثل حافظ لعيبي والد حسين إنه اكتشف موهبة ابنه حين كان الطفل في الرابعة من العمر. وأضاف لتلفزيون رويترز "ابني حسين وجدت بيه بذرة في 2004 عندما عمل معنا في مشهد. وجدت فيه قضية متابعة النصوص اللي أمثلها. يفرق المشاهد ويضع اسم المشهد ومكان المشهد وأحياناً يضع حتى الراكور. بدأت عنده بعد استشهاد أختي الله يرحمها هي وأطفالها... بدأت عنده موضوع الكتابة".
وألحقت عقود من الحروب والعقوبات ضرراً بالغاً بالسينما العراقية. لكن المستقبل يبدو مضيئاً بفضل موهبة وطموح أناس مثل أصغر مؤلف ومخرج عراقي.