العدد 3330 - الأربعاء 19 أكتوبر 2011م الموافق 21 ذي القعدة 1432هـ

مبادئ الإسلام تنجينا من الغرق وتحفظ بلدنا

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

إن قيم الدين الإسلامي (التسامح والإصلاح والعفو والمغفرة والعدل والإحسان والوفاء بالعهد والتعاون بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والابتعاد عن الظلم والنفاق... إلخ) تعتبر من أعلى المؤشرات وأفضل ناموس لحفظ الأمن، وأقوى وازع ورادع للنفوس الشريرة، فبقيم الدين وأخلاقه يتجاوز المسلم الشر نحو الخير والصلاح والتسامح مع الآخرين.

بهذه القيم السمحاء يعلو العبد مراتب عليا عند الله ومزايا دنيوية لا حصر لها، منها النفس المطمئنة وحب الناس والابتعاد عن الفاحشة، وكذلك بهذه العادات والقيم تروض نفسه الأمارة بالسوء تجاه الآخرين، وعدم الرضوخ لملذات الدنيا الفانية باللهث وراء الفساد والظلم الذي يهدم المجتمع، أو التنكيل بالعباد لأهداف انتقامية أو مصلحة ذاتية.

فلو تحلى الإنسان بقيم المبادئ الإسلامية بابتعاده عن ظلم الآخرين، لما رزح أخوه المواطن في ضير أو غبن أو بلاء، كالذي حصل للمفصولين من أعمالهم أو كما حصل لمن سلبت منهم بعثاتهم المستحقة، بسبب حقد أو كراهية أو ظلم، بما يدل على تجرد من القيم الإنسانية والنخوة والوطنية واللحمة الإسلامية. فالبطش بأخيك المسلم برضوخه تحت بلاء المحن وشظف الحياة، وسرقة قوت يومه لا ينفع في دنيا زائلة فانية، فهل نحن مستبصرون؟

يعز على نفسي أن أرى أخوة تربو في بلد واحد ويجمعهم مصير مشترك ودين واحد أن ينهش بعضهم بعضاً، أو أن يتشرذم كما تنفلق الأرض بزلازل كونها. فالإنسان السوي دائماً ما يتأقلم في العيش مع بني نوعه بحفظ كل منهما لبعضهم البعض على قاعدة كل يكمل الآخر.

لا نريد لبلدنا أن يهوي إلى الأرض كما تهوي الرياح والزوابع بعاليات الشجر إلى أسفل الحضيض، ولا نريد لسمعة وطننا أن تنال سوءاً في أخبار الفضائيات أو أن تتصدر الصحف العالمية أخباراً عن بلدنا نستهجنها. فلنتعاون جميعاً لنتجاوز الأزمة ونوقف هذه الترهلات والسياسات الخاطئة بالمجتمع من قبل جميع الإطراف.

الوضع مقلق ومخيف في ظل تزايد السياسات غير المدروسة، التي أفرزت لنا أحقاد لم نتعود عليها، وأفقدتنا جادة الطريق للحل، فالرجوع إلى لغة العقل والابتعاد عن كل ما يعكر صفو المجتمع والتئامه وترابطه على الخير أهم نقطة للانطلاق نحو الصواب. لذا نتمنى لهذا البلد العزيز أن يتجاوز الأزمة وأن نقضي على كل مسببات الحرب الباردة بين المعارضة والنظام بالحوار الهادئ والبناء والابتعاد عن منحى الانتقام والحقد والتشفي، فهل نحن مستعدون لذلك؟

قبل الختام لا نفشي سراً، بأن وضع البلد ينذر بالخطر، والشعور العام لدى كثير من الناس تشاؤمي، ولكن بتصوري يمكننا السيطرة على الوضع لو تم إيقاف الظواهر السلبية التي تفرق بين أبناء الشعب بشكل عاجل في الإعلام والصحافة، والتي نتجت بسبب التأخر عن وضع الحلول، ورفع شعارات تصالحية من قبل القيادات العليا بالتعاون مع الرموز الدينية والسياسية وكتاب الرأي والواعظين بالمساجد، ومن ثم وضع دراسات لمعالجة مشكلة البلد وتطبيق ما يرتضيه الأطراف بكل شفافية.

وختاماً، لتجاوز هذه الأزمة، وجب علينا الجلوس مرة أخرى على طاولة الحوار بقلب منفتح، وعقول إصلاحية منضبطة ونفوس طيبة، مع مجموعة مختارة توافقيه تجمعها حب الوطن والناس، لا من تدعو إلى الشقاق والكراهية بين أبناء الوطن

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3330 - الأربعاء 19 أكتوبر 2011م الموافق 21 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:16 ص

      ستراوي

      مشكور على الطرح الجميل ذو مغزى بعيد واهداف نبيلة

    • زائر 4 | 6:38 ص

      الدين القيم وقيم الدين

      المعروف أصبح مجهول والمنكر بات معروف..

      قد تكشف علاقة الدين بالقيم عن المعروف الغير معروف...
      لكن بديهية أن المعروف لا يحتاج لتعريف يفصح عنه ويعرفه ليدل عليه..

      فهل ضاع المعروف وأصبح الناس تبحث عن غير معروف لتستدل به على المعروف؟؟؟

    • زائر 3 | 3:40 ص

      اوقفو المنابر البغيضة

      من تحولت خطبهم من دين الي سياسة هولاء المأزمين الحقيقين لأنه الناس تمشي بأمرهم كون كلامهم عند البعض هو كلام الخالق سبحانة واسغفرة من شركهم

    • زائر 2 | 12:56 ص

      يا استاذ احمد

      المحمل يتصابي وخوفنا عليه من الغرق كونه محملنا و اللي مو هامنا امرنا مو منا ترى عنده محمل غير محمل وناس غير ناس اذا تركناه يواصل النقر في قاع المحمل بيغرق الكل ان تركناه هلك وهلكنا وان اخذنا على يده نجا ونجونا نحن في بحر غبه ولا لنا مريال فيه علينا نلحق على اعمارنا وهذا اضعف الايمان

    • زائر 1 | 11:45 م

      المصلي

      مقال رائع جميل في مضمونه ولكن هناك الم شديد مما حدث ويحدث حتى هذه اللحظة هناك حالة من التشفي والشماته ايضا هناك حالة الا وعي لكثير من المواطنين بسبب هجمة المكينه الأعلامية ومن خلفها اناس موتورون ومئدلجون ضد مكون رئيس من المجتمع البحريني لا لاشىء ارتكبوه وفعل فعلوه غير انهم طالبوا بحقوق مسلوبة منذ امد بعيد كنا نئمل من الجميع الوقوف للمطالبة بالحقوق والتي كفلتها لنا الشرائع السمواية وقيم الأرض والتي اسس لها ميثاق الأمم لحقوق الأنسان ولكن جرت الرياح بما لاتشتهي السفن

اقرأ ايضاً