أكدت أخصائية الإرشاد الأسري صفية رضي ضرورة التزام الآباء والأبناء بالحوار الناجح في الحياة اليومية.
وشددت رضي على أن «الحوار غذاء يومي من أجل التواصل بين الآباء والأبناء، ومن شأنه أن يجعل المسافة بين الطرفين أقرب خصوصاً حينما يلجأ الأبناء إلى آبائهم في حال حدوث أي موقف أو مشكلة لهم، إلا أنه ينبغي أن يشتمل على 60 في المئة من لغة الجسد المتمثلة في الاقتراب من الأبناء ولمسهم والتربيت عليهم.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمتها لجنة الإرشاد الأسري بجمعية التوعية الإسلامية بداية الأسبوع الجاري، والتي حملت عنوان «كيف نحاور أبناءنا».
وعرفت رضي الحوار على أنه القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع الآخرين، وهو فن الإصغاء في الوقت نفسه.
وقالت رضي إن «الهدف من إجراء الحوار في المنزل هو تعلم آداب الكلام مع الأطراف الأخرى خارج المنزل ولتكون تربية الأبناء تربية صحيحة، وذلك لا يتم إلا بالاستعانة بالله عز وجل»، موضحة أن «الحوار بين الآباء والأبناء يمكنه أن يكون من خلال الحديث غير المباشر».
ونوهت إلى أن الحوار يسمح للآباء بمتابعة آخر أخبار أبنائهم ومستجدات حياتهم اليومية، سواء كانوا أطفال أو مراهقين أو في أعمار متقدمة.
وبينت أن «الحوار مهم بين الآباء وأبنائهم في موضوعات مختلفة سواء كانت تلك الموضوعات تمثل أحداث مهمة تمرّ بها الأسرة أو يمر بها المجتمع عموماً، أو في موضوعات أخرى تخص أطراف أخرى»، مشددة على ضرورة الاستفادة من أي مناسبة للحوار فيها من أجل التعرف على أفكار الأبناء وتعويدهم على أساليب التعامل مع الآخرين.
وفي الوقت الذي أكدت فيه ضرورة إجراء الحوار في حال وقوع أي أمر ما للأبناء، نبهت إلى الابتعاد عن الأسلوب السلبي وتوجيه اللوم إلى الأبناء أثناء الحوار أو الحديث معهم، وخصوصاً إذا ما كان الحديث يدور حول الأبناء أنفسهم، وفي المقابل التركيز على الحوار الإيجابي الذي يهدف إلى اكتشاف أسلوب الأبناء في الحديث، ويتميز بحضور جميع الحواس فيه.
وذكرت أن الحوار الإيجابي يمكّن المتحاورين من تفهم مشاعر الطرف الآخر وتحديد نقاط الاختلاف والاتفاق بينهما، إلى جانب أنه يساعد على تغيير وجهات النظر.
ودعت رضي الأمهات إلى محاولة تغيير السلوكيات التربوية الخاطئة التي يتعاملن بها مع الأبناء، مستشهدة بمواقف للنبي محمد (ص) مع الفئة الشابة حينما يخطأ أي منهم، وأسلوب التعامل التربوي معهم.
كما دعتهن إلى الحفاظ على نبرة صوت منخفضة وهادئة أثناء الحوار بشأن أي مشكلة يتعرض لها الأبناء، لافتة إلى أنه «بمجرد رفع نبرة الصوت، اعرفي أن الحوار بدأ يتخذ مسار مختلف».
وشددت على عدم التعامل بأسلوب «الإسكات» وتكميم الأفواه مع الأبناء إذا تعرض أحدهم إلى موقف أو مشكلة ما وأراد الحديث فيها، بل اللجوء إلى أسلوب التحقيق الذي يتمثل في طرح أسئلة عدة من أجل معرفة حيثيات وتفاصيل الموقف.
وتخلل الدورة التدريبية تنفيذ بعض الأنشطة والتدريبات العملية التي يتم من خلالها التعرف على أنواع الحوارات التي تدور في المنازل بين الآباء والأمهات، والأساليب المتبعة لإجراء أي حوار.
ومن بين ما تطرقت إليه الدورة أهمية حوار الجسد بين الآباء والأبناء، وبنسبة تفوق الكلمات.
وفي هذا الجانب أوضحت أن التعبير بلغة الجسد ينبغي أن يصل إلى 60 في المئة من الحوار، فلغة الأصوات التي تصل إلى 30 في المئة، ثم الكلمات التي تصل إلى 10 في المئة، مبينة أن أسلوب الجسد يتمثل في لمس الأبناء والربت على أكتافهم أو أيديهم أو أرجلهم، ثم محاولة النظر باستمرار أثناء الحوار إليهم، والاستماع لجميع ما يقولونه
العدد 3330 - الأربعاء 19 أكتوبر 2011م الموافق 21 ذي القعدة 1432هـ