نفذت الشرطة البريطانية اليوم الأربعاء عملية مثيرة للجدل لإجلاء عدة مئات من الأشخاص من موقع يقيم فيه رحالة غير شرعيين في مزرعة جنوب شرقي انجلترا بعد نزاع قضائي دام عشر سنوات. وتوجهت شرطة مكافحة الشغب إلى موقع ديل فارم قرب باسيلدون بمقاطعة إيسيكس فجر اليوم حيث قام المتظاهرون برشقها بالطوب والزجاجات، وأشعلوا النار في عربة كارفان ليس بها أحد حسبما أعلنت الشرطة.
وقالت الشرطة إنها استخدمت مسدسات الصعق الكهربي مرتين للسيطرة على الاحتجاج وأسفر ذلك عن إصابة شخص واحد. وألقي القبض على العديد من الأشخاص.
وقال ناطق باسم الشرطة إن الموقف كان ينطوي على احتمال باندلاع "أعمال عنف خطيرة" حيث أظهرت المعلومات أن كميات ضخمة من الصواريخ والسوائل مخزنة داخل الموقع.
وأعطى مجلس بلدية باسيلدون الضوء الأخضر للشرطة لإخلاء الجزء غير الشرعي من المخيم الصادر به أمر قضائي بعد معركة قانونية طويلة الأسبوع الماضي.
وبعد كسر حاجز في الجزء الخلفي من منطقة المزرعة، دخلت الشرطة الموقع في مسعى للوصول لبوابته الأمامية المحصنة بمتاريس وحواجز حيث كان المحتجون يتمركزون فوق منصة ارتفاعها 12 متراً.
واستخدمت الشرطة رافعات ضخمة واوناشا لإنزال المحتجين من فوق المنصة في عملية بدت خطيرة.
وكان معظم المتظاهرين من الشباب الذين انتقلوا للإقامة على أطراف المخيم دعماً للرحالة في معركتهم للبقاء والحيلولة دون تنفيذ أمر الإجلاء.
وأصبحت ديل فارم - أكبر مركز تجمع للرحالة في بريطانيا - موطناً للرحالة الأيرلنديين في ستينيات القرن الماضي، غير أن نزاعاً قضائياً طويلاً بدأ عندما أقامت أسر أولئك الرحالة معسكرات على الأراضي الخضراء.
يذكر أن هؤلاء الأيرلنديين، وهم ليسوا من الغجر، يعيشون على طريقة البدو واستوطنوا في 51 موقعاً غير شرعي في ديل فارم في سبعينيات القرن الماضي.
وكان الرحالة الأيرلنديون جاءوا في الأساس إلى إنجلترا بعد مجاعة البطاطس في خمسينيات القرن التاسع عشر ومرة ثانية بعد الحرب العالمية الثانية. لكن الكثيرين من سكان المخيمات ولدوا في بريطانيا.