قال متعهد الرحلات إلى العراق محسن المدحوب لـ «الوسط» إن موسم السفر إلى العراق الذي سيبدأ مطلع الشهر المقبل (نوفمبر/ تشرين الثاني 2011)، يواجه فترة كساد بسبب عدم وجود إقبال من قبل المواطنين على الرحلات لغياب الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين.

وذكر المدحوب أن «قرار إيقاف الرحلات المباشرة الساري المفعول حاليّاً كبَّد جميع شركات الطيران المسيرة لرحلاتها لمطاري النجف وبغداد الدوليين خسائر كبيرة، كما أدى إلى تناقص أعداد المقبلين على السفر خلال الموسم القريب إلى أعداد لا تزيد على المئات بعد أن كانت تقدر بالآلاف سنويّاً.

وأشار إلى أن «هناك رغبة ملحة من قبل شركات الطيران المحلية في إعادة تشغيل الجسر الجوي المباشر بين المنامة وبغداد، إلا أن عدم وجود قرار رسمي يقضي بافتتاح الخط المباشر يظل عائقاً أمام شركات الطيران لاتخاذ مثل تلك الخطوة».

ولفت المدحوب إلى أنه «مع تضاؤل الأمل في إعادة تشغيل الخط المباشر خلال هذه الفترة؛ قامت مكاتب الطيران بتحويل اتجاه حجوزاتهم عبر عواصم خليجية أخرى، عن طريق التعامل مع شركات تلك البلدان، كإمارات دبي وأبوظبي والشارقة التي تمتلك أساطيلها الجوية رحلات ثابتة مجدولة أسبوعيّاً، وكذلك إضافية، إلى كل من بغداد والنجف والبصرة».

وأضاف «مع تعذر السفر المباشر حاليّاً على الزائرين، فسيتعين عليهم الحجز غير المباشر (الترانزيت)، الأمر الذي من شأنه زيادة كلفة التذاكر بنسبة 20 إلى 30 في المئة عن سعر التذاكر المباشرة، إذ يجب عليهم حجز تذكرتين؛ إحداهما من وإلى البحرين، والأخرى من وإلى بغداد أو النجف».

وأردف «يأمل المسافرون، بعد أن توزع عدد منهم بين دبي والكويت والشارقة، في تشغيل الخط المباشر للمواسم المقبلة، ولاسيما موسم الأربعين منها والذي يحييه آلاف البحرينيين سنويّاً، إضافة إلى زيارة عاشوراء، وكان الأمل يحدوهم بافتتاح الخط المباشر إلى العراق فيما بدأ يتضاءل تدريجيّاً مع اقتراب موعد السفر».

إلى ذلك ذكر عدد من متعهدي السفر للعراق، أنهم ألغوا رحلاتهم خلال الموسم المقبل، بسبب قلة إقبال المواطنين على التسجيل في الحملات، فيما عمد آخرون إلى التكتل في حملة واحدة لجمع أكبر قدر من الزوار في رحلةٍ واحدة تلافياً للخسائر المتوقعة، مؤكدين أن عودة تشغيل الرحلات الجوية المباشرة بين البحرين والعراق سيكون له مردود إيجابي كبير على شركات الطيران التي تواجه حاليا صعوباتٍ مالية بعد إقفال عددٍ من الخطوط الجوية المربحة اقتصاديّاً، والتي كانت تشهد إقبالاً واسعاً من المواطنين وخاصة في مواسم السفر المعهودة سنويّاً.

يذكر أن شئون الطيران المدني، أوقفت رحلات شركتي طيران الخليج وطيران البحرين، من لبنان وإليه في شهر مارس/ آذار 2011، وقد أعقب وقف السفر إلى لبنان، وقف آخر للسفر إلى العراق وإيران.

وقد أعيد فتح خط السفر إلى لبنان بعد أن زار عددٌ من الجالية اللبنانية في البحرين عاهل البلاد، وناشدوه إصدار أوامره بفتح خط السفر إلى لبنان، فيما لايزال حظر السفر إلى العراق وإيران مستمرّاً إلى الآن.

ويشار إلى أن فتح خط النقل الجوي بين الجانبين العراقي والبحريني وتسيير خطوط الطيران المباشرة أدى إلى مضاعفة عدد الزوار الذين يذهبون إلى العراق سنويّاً، إذ جرى تسيير أوّل رحلة إلى بغداد من مطار البحرين الدولي في الثاني من سبتمبر/ أيلول 2009 بعد توقف دام عشرين عاماً، وتلاه افتتاح الرحلات الجويّة إلى مطار النجف الدولي الجديد في السابع من الشهر نفسه.

كما تعد السفارة البحرينية في بغداد من أسبق السفارات العربية التي افتتحت في العراق، وقد أسهم افتتاح القنصلية البحرينية في النجف (يوليو/ تموز 2010)، في التسهيل على السياح البحرينيين الذين يتواجدون هناك