يتأثر حاليا، في القرن الإفريقي، أكثر من 13 مليون إنسان بواحدة من أسوأ موجات الجفاف التي تشهدها المنطقة منذ 60 عاما. وتعتصر المجاعة مساحات شاسعة من جنوب الصومال. غير أن الجفاف ينبغي ألا يصبح مجاعة بالضرورة ولا أن يُسمح له أبدا بأن يصير مجاعة، سواء بسبب إخفاق النظم أو من خلال ذلك النوع من الحرمان المتعمد الذي نشهده في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب‎.

والجوع في القرن الإفريقي ما هو إلا جزء صغير من خطر عالمي لا مبرر له. فكوكبنا به من الغذاء أكثر مما يكفي لإطعام كل إنسان فيه، ومع ذلك يوجد اليوم نحو مليار شخص سيصبحون جوعى. إني أحث زعماء العالم في البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء على أن يستثمروا ما يلزم من طاقة وموارد لكسب المعركة ضد الجوع، وذلك ركن أساسي في جهودنا الرامية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. ولكي تكون الحلول دائمة فلابد لها من أن تشمل كامل نطاق الأمن الغذائي، بدءا بتحسين قدرة المزارعين من صغار الملاك على التكيف وانتهاءً بتنفيذ برامج لشبكات الأمان تساعد في حماية من هم أشد انكشافا أمام الأخطار.

ويُبرز يوم الأغذية العالمي هذا العام مسألة التقلب الحاد للأسعار. فهذا التقلب يمكن أن يكون له تأثير مدمر على أشد سكان العالم فقرا، الذين ينفق كثير منهم ما يصل إلى 80 في المئة من دخلهم على الغذاء. وقد دفع تضخم أسعار الأغذية في الفترة 2007 - 2008 نحو 80 مليون شخص إلى دائرة الجوع. وأوصلت القفزات الحادة لأسعار الأغذية أخيرا 70 مليون شخص آخرين إلى الفقر المدقع.

ويتعين علينا أن نقطع الصلات التي تربط بين الفقر وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. فالأسر التي تـُفقرها حدة تقلب الأسعار تواجه خطر تعرض عقول أطفالها وأجسامهم لعطب دائم بسبب سوء التغذية؛ وأخذ أطفالها من المدرسة ودفعهم إلى العمل وذبح حيواناتها المدرة للدخل من أجل الغذاء. ويكمن الحل في وضع سياسات، من قبيل تلك التي تدعو إليها حركة توفير التغذية على نطاق أوسع، لضمان حصول جميع الأشخاص على التغذية الكافية.

وسيتجاوز عدد سكان العالم هذا الشهر السبعة مليارات شخص. ولدى العالم من المعرفة والموارد ما يمكنه من إنهاء الجوع؛ ولدينا الأدوات التي تمكننا من منع ارتفاع الأسعار من التأثير على أفقر الفقراء. فلنستخدمها، الآن، للتغلب على الجوع