قال المنقب والمرشد السياحي البحريني فريد حسن إنه عمل مرشداً سياحياً لنحو عشرين عاماً، مشدداً خلال لقاء أجرته «الوسط» معه، على ضرورة أن يقوم البحرينيون بدراسة التاريخ الأثري لمملكة البحرين، ومن ثم يقوموا بتعليم أبنائهم هذا التاريخ العظيم، حتى لا يضيع. وهنا اللقاء:

كيف كانت بدايتك مع مهنة المرشد السياحي؟

- بدايتي كانت عندما تعلقت بالتاريخ العريق للبحرين، وكانت الفرصة مواتية عندما أقامت وزارة الإعلام دورة لتأهيل البحرينيين ليكونوا مرشدين سياحيين، وبالفعل دخلت تلك الدورة التي عقدتها إدارة السياحة والآثار آنذاك في الفترة الواقعة بين 18 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 2 ديسمبر/ كانون الأول من العام 1989، وعليه أعطيت شهادة وأصبحت رسمياً مرشداً سياحياً.

بعد الدورة، هل عملت في أي شركة ذات اختصاص؟

- نعم، عملت في مجال الإرشاد السياحي لأكثر من عشرين عاماً لدى شركة المشاريع السياحية التي كانت تقع في مبنى باب البحرين التاريخي، ومن خلال عملي اكتسبت خبرة مهنية في مجال الإرشاد السياحي.

بعد أن تمت خصخصة شركة المشاريع السياحية، ماذا عملت؟

- بعد الخصخصة، لم يعد هنالك مرشدون سياحيون لمعالم البحرين الأثرية والتاريخية إلا ما ندر، ولحبي للبحرين وللتاريخ واصلت العمل بالإرشاد السياحي عبر موقعي السابق في باب البحرين بالعاصمة المنامة، فقمت حينها بترتيب عدة برامج سياحية للأجانب لتعريفهم على معالم البحرين وخصوصاً في فترة الفورمولا واحد.

أن يكون بحريني مرشداً سياحياً, كيف يكون اثر ذلك على السياح الأجانب؟

- السياحة أمر مهم والإرشاد للسياحة غاية في الأهمية، ولا يمكن أن تجلب أجنبيا مثلا ليقوم بالشرح والترشيد للأجانب، وبالتالي أن يكون بحريني مرشداً سياحياً هو بمثابة الاعتزاز بالمواطنة ورفعة هذا الوطن عالياً أمام الجميع، وهذا بالفعل ما كنت أشاهده في أعين السياح الذين ينبهرون منا كبحرينيين لأننا نهتم بالتاريخ ونؤرخه كما يجب أن يكون.

وهل يوجد برنامج مستمر لمن يرغب من البحرينيين إلى أن يكونوا مرشدين سياحيين بوزارة الثقافة؟

- حقيقة لا أعلم، ولكني أرى أن وزارة الثقافة ركزت خلال السنوات الماضية على ربيع الثقافة والموسيقى، متجاهلة الدور الكبير للمجال الإرشاد السياحي، فالبحرين لديها الكثير من المعالم الأثرية والسياحية، وفي كل عام تتزايد الوفود السياحية لزيارة البحرين ورؤية تلك المعالم، الأمر الذي يتطلب بدوره وجود عدة مرشدين سياحيين كي يقوموا بهذه الخدمة الجليلة للوطن، وبالتالي أتمنى من وزارة الثقافة وعلى رأسها الوزيرة أن تولي اهتماماً لهذه المسألة.

هل لديك ميول في التنقيب عن الآثار، أم ان الأمر مقتصر على الإرشاد السياحي فقط؟

- التاريخ بالنسبة لي حب وعشق، والتنقيب لا يختلف عن الإرشاد بل على العكس هو أحلى منه، وذلك لأنك تقوم بالبحث والتنقيب عن التاريخ وهذا الشيء بحد ذاته يعتبر تجربة رائعة وجميلة جداً.

أثناء عملك في التنقيب، هل عثرت على أي آثار تذكر؟

- نعم، عثرت أثناء التنقيب على عدة قطع من العملات الأثرية بالقرب من حلة العبدالصالح، وكانت مختلفة الأنماط (ذهبية + فضية + إسلامية) وتعود لحقبة زمنية قديمة جداً، وعلى الفور قمت بتسليمها للمسئولين بقسم المتحف الوطني، وذلك إيماناً مني بأهميتها لأنها تعتبر كنوزاً من تاريخ وطننا الحبيب.

هل تعتقد بأن الشاب البحريني بمقدوره أن يكون مرشداً سياحياً لمعالم البحرين الأثرية؟

- الشاب البحريني لا ينقصه شيء بل هو خير مثال للشاب العربي الناجح، وهذا ما رأيته خلال سنوات عملي، والشاب البحريني لا يحتاج إلا لإفساح المجال له حتى يبرهن للجميع أنه على قدر هذه المسئولية الضخمة.

كلمة توجهها عبر صحيفة «الوسط»؟

- أولاً للجهات المعنية والمسئولة عن قطاع السياحة، أنا على استعداد لتدريب البحرينيين والمساعدة في تطوير العمل السياحي بالبحرين، ولدي أفكار عديدة بناءة في مجال السياحة ولا أحتاج في ذلك الأمر سوى لإعطاء الفرصة لي، وثانياً للمواطنين ادرسوا تاريخ البحرين وتعلموه وعلموه لأبنائكم لأن التاريخ مهم، ويفوت الفرصة على المتصيدين الذين يقومون بتحريف هذا التاريخ العظيم، ومثلما قلت مسبقاً أقولها حالياً لكل شخص قصة ولكل بلد حكاية، وعليكم أيها البحرينيون الالتفات للتاريخ والعمل على توثيقه، كما أنها فرصة لأن تكونوا مرشدين سياحيين لكل زائر أجنبي يقوم بزيارة البحرين