خاضت القوات الموالية للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي قتالاً عنيفاً لأسابيع في سرت بعد نحو شهرين من سيطرة مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي على العاصمة (طرابلس). وفيما يتقدم المقاتلون في مسقط رأس القذافي تظهر أدلة جديدة على حياة البذخ التي كان يعيشها هو وعائلته وأفراد حاشيته.
وعلى مدى الأعوام الثلاثين الماضية اضطر عدد من الزعماء الذين تمت الاطاحة بهم إلى الفرار على عجل تاركين وراءهم أدلة مادية تشهد على الفترة التي حكموا بلادهم خلالها. فيما يلي بعض التفاصيل:
ظل موبوتو سيسي سيكو رئيساً لزائير لمدة 32 عاماً الى أن تمت الإطاحة به العام 1997 . أنفق ملايين الدولارات على إنشاء مطار ضخم وثلاثة قصور في جبادوليت مسقط رأسه. وكانت جبادوليت آخر مكان أقام فيه في الكونغو قبل فراره إلى المغرب، وخربت قصور موبوتو منذ ذلك الحين ونهبتها جيوش متمردين متعاقبة.
بنى الرئيس الروماني السابق نيكولاي شاوشيسكو قصر الشعب ثاني أكبر مبنى من حيث المساحة (بعد وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون) وثالث أكبر مبنى من حيث الحجم. بدأ بناء المبنى العام 1984 وتطلب أكثر من 20 ألف عامل و700 مهندس معماري وما يساوي أكثر من ثلاثة مليارات يورو. واستخدم نحو 3500 طن متري من الكريستال في 480 ثريا.
وبعد سقوط شاوشيسكو نقلت الحكومة عملها إلى المبنى الذي تغير اسمه إلى قصر البرلمان.
حين فر الرئيس الفلبيني السابق، فرديناند ماركوس عثر مسئولو الجمارك بالولايات المتحدة على 24 حقيبة سفر بها سبائك ذهب ومجوهرات من الألماس مخبأة في أكياس حفاضات. كما عثروا على شهادات لسبائك ذهبية بمليارات الدولارات. - تجلى بذخه في إسراف زوجته إيميلدا. حين أطيح بماركوس العام 1986 خلفت وراءها 15 معطفاً من فراء المنك و508 قفازات وألف حقيبة يد وما يصل إلى ثلاثة آلاف زوج من الأحذية.
تمت الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين بعد أن دخلت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة العراق العام 2003 . وانتشر اللصوص في شوارع بغداد واقتحموا مباني حكومية وقصوراً لصدام.
وعثر جنود أميركيون على نحو 950 مليون دولار بعد انتهاء الحرب في عدة قصور مملوكة لصدام وعائلته وفي دور ضيافة تابعة للحكومة العراقية وحتى في بيوت للكلاب. وكانت الأموال موضوعة في 191 صندوقاً. ونهب عراقيون قصر صدام في تكريت وحملوا لوحات وأثاثاً وأبسطة حريرية فارسية ومزهريات وثريات وتذكارات من صدام مثل الأوراق التي عليها شعار المكاتبات الرئاسية. وجرد اللصوص قصر الفاو في الحلة من كل ما له قيمة. واستهدف اللصوص أكثر قصور صدام ترفاً على منحدر يطل على نهر دجلة حين تم تسليمه للسلطات العراقية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 وانتزعوا الأبواب وأجهزة التكييف ومراوح السقف ومفاتيح الإضاءة.
بعد أن فر القذافي من مجمع باب العزيزية في طرابلس عثر المقاتلون على مسدسات مطلية بالذهب وطاردة ذباب من ريش الطاووس يعلو مقبضها فيل من الذهب وألبوم صور لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس التي زارت ليبيا العام 2008 . واستولى بعض المقاتلين على عربة الغولف الخاصة بالقذافي والتي تجولوا بها في العاصمة. وفي سرت (مسقط رأس القذافي) بدت مظاهر الثروة في مركز واجادوجو للمؤتمرات وهو مجمع بناه لاستضافة الزعماء الأجانب، وعثر مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي أيضاً على عربة غولف أخرى عجلة قيادتها مصنوعة من الخشب ويحمل جهاز التبريد فيها (رادياتور) شعار شركة كاديلاك
العدد 3325 - الجمعة 14 أكتوبر 2011م الموافق 16 ذي القعدة 1432هـ