العدد 3325 - الجمعة 14 أكتوبر 2011م الموافق 16 ذي القعدة 1432هـ

قاسم: إرادة الشعوب تحوَّلت إلى لغة مفهومة... والمحمود يطالب بنظام لا يثير النزاعات

قال إمام وخطيب، جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى أحمد قاسم، إن إرادة الشعوب في مختلف الدول، أصبحت لغة مفهومة ومعشوقة في العالمين العربي والإسلامي. وأوضح قاسم، في خطبته أمس الجمعة (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) أن هناك لغتين تتصارعان الأولى «لغة حكومات لشعوبها، أما اللغة الأخرى، فهي لغة شعوب أفاقت من غفوة طالت، وهي لغة سلاحها الإيمان بقيمة الإنسان وكرامته».

ورأى قاسم أن «لغة الشعوب أخذت تتحول إلى لغة عامة ومفهومة ومستذوقة، بل معشوقة في العالمين العربي والإسلامي، وأخذت في التعمق والتجذر يوماً بعد يوم (...). هذه اللغة بدأت تفرض نفسها على الأجيال بقوة بعيداً عن العدوانية، وإنما هو عشق الحرية والكرامة».

وفي سياق آخر من خطبته، اعتبر قاسم أن «أظلم الظالمين للدّين، من انتسب إلى دين أو مذهب أساء إليه بإساءته للناس، وشوّهه بممارسته للظلم أو مساندته له، وإذا جاءت الإساءة أو الظلم أو المساندة له من عالم دين عظمت بذلك الإساءة إلى الدين، أما أن يحدث ذلك من عالم دين وباسم الدين أو المذهب فهو من أظلم الظلم للدين والمذهب».

وبيَّن أنه «ليس هناك ما هو أشد عداوة على دين أو مذهب من عالم يسيء لخلق الله، أو يمارس ظلماً في حقهم، أو يعين على الفساد بما يفهم منه».

وأشار قاسم إلى أنه «ما أكثر العلماء اليوم، ممن يصدرون فتاوى تحرم المظاهرات والمسيرات والاعتصامات ومختلف أنواع الاحتجاج السلمي التي تطالب بالحقوق والإصلاح في صالح الإسلام والمسلمين».

وأكد أنه «لا يخلو بلد من بلاد المسلمين اليوم، من علماء تعتمدهم الحكومات لمحاربة الشعوب بفتاوى التحريم والتكفير، لمن يعلنون الإنكار على السياسات ويطالبون جهراً بالإصلاح بطرق الاحتجاج السلمي، وهذا من أسوأ ما يواجه الدين».

وتطرق قاسم الى «الوضع المقلق» للمعارض المعتقل حسن مشيمع، مشيراً الى «الناحية الصحية كما أتت بذلك الأخبار»، مؤكداً مسئولية الحكومة عن أي تدهور في الصحة بسبب «الإهمال الغذائي أو المنع عن العلاج أو الدواء الذي تتوقف عليه الصحة أو الحياة، وهذه المسئولية ثابتة ما ثبت الأذى أو الإهمال والمنع، وثابتة كذلك في حين يكتنف الموضوع الغموض، ولا ترتفع هذه المسئولية إلا بقيام دليلٍ قطعي على انتفاء كل هذه الأسباب ما اتخذ منها صفة إيجابية أو سلبية».


المحمود: نطالب بالاتحاد الكونفدرالي

إلى ذلك، أشاد إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين الشيخ عبداللطيف المحمود، بإقامة المنتدى التأسيسي لوحدة دول الخليج والجزيرة العربية، وبتحرك الطاقات الثقافية والسياسية والدينية الشعبية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، معتبراً أن ذلك «من القوة التي تحتاج إليها شعوب دول المجلس، لتحقيق نوع متقدم من الاتحاد وخاصة أن دولنا ترتبط فيما بينها بمنظومة مجلس التعاون الخليجي». وقال المحمود عن المنتدى، في خطبته أمس (الجمعة)، «إن هذا الاجتماع يعتبر انتفاضة من شعوبنا ضد الذين يريدون أن يمزقونا على أسس طائفية، ويثيروا العداوات العرقية والدينية خدمة للكيان الصهيوني ومصالح الدول الكبرى في ثروات المنطقة».

وأوضح «لقد أصبح الاتحاد الكونفدرالي هو أمل شعوبنا للمحافظة على أمننا وسلامنا وثرواتنا ومصالحنا ودمائنا وأبنائنا وديننا»، مناشداً زعماء دول مجلس التعاون الخليجي من الملوك والأمراء والسلاطين والرؤساء، بأن «يستجيبوا لهذه الدعوة الشعبية، وأن يسعوا لتقوية دولنا بهذا الاتحاد، وليس هناك وقت للتأخير، فنطالب بأن يتكون الاتحاد الفيدرالي حالا من الدول المستعدة لإقامته، إلى أن تتهيأ الظروف في بقية دول مجلس التعاون الخليجي للانضمام إلى هذا الاتحاد الفيدرالي».

ونوّه المحمود «نريد نظاماً للاتحاد محكما لا يثير النزاعات، ويستفيد من خبرات الدول الاتحادية كدولة الإمارات العربية المتحدة، والدولة الاتحادية في ماليزيا، والدولة الاتحادية الألمانية، وغيرها من الدول التي طبقت هذا النوع من الاتحاد الكونفيدرالي، حتى نستدرك أوجه الضعف التي ظهرت عند التطبيق ليبدأ اتحادنا هذا من حيث انتهى الآخرون، فلا يكون ضعيفاً، ولا تمزقه الخلافات، ولا توهنه التوجهات الفردية، على أن تعطى شعوب دول الاتحاد صلاحيات المشاركة في تسييره على المستوى التشريعي والتنظيمي والإداري».

ورأى المحمود أن قوة الأمة الإسلامية تحتاج إلى جميع أنواع القوة «من القوة العسكرية، والقوة العلمية، والقوة المعرفية، والقوة الفكرية، والقوة الإبداعية، والقوة الصحية، والقوة الاقتصادية، والقوة المالية، والقوة السياسية، والقوة الإدارية، والقوة التصنيعية، والقوة الإنتاجية، والقوة الإعلامية، وغيرها من القوى».


عيد: الأزمة سياسية تهدد الأمن والاقتصاد

قال إمام وخطيب جامع كرزكان الكبير، الشيخ عيسى عيد إن البحرين تعيش منذ 8 أشهر، أزمة سياسية، تهدد الأمن والاقتصاد، ومعيشة المواطن البحريني.

وأوضح عيد، في خطبته أمس (الجمعة)، أن «ثمانية أشهر مضت من تاريخ البشرية عامة، ومن تاريخ البحرين على وجه الخصوص، والبحرين مازالت تعيش حراكا سياسيا صعبا، أصبح كل شيء في البحرين مهدداً، فالاقتصاد مهدد، وأمن الجميع فيها مهدد، حتى أن المواطن لا يأمن على نفسه وعرضه وماله وهو في منزله، ومعيشة المواطن فيها محاربة».

وبيَّن عيد «كأن البحرين الآن ليست البحرين ذات الذهب الأسود (البترول)، والأمور آخذة في التصعيد والتعقيد، والخرق في اتساع، واستمرار الاستدعاءات القضائية لكثير من الموظفين والعاملين في القطاعين العام والخاص، وحركة الفصل التعسفي والإيقاف غير المبرر قائمة على أشدها، من دون هوادة، على رغم النداءات والقرارات الرسمية المحلية، والخارجية بإيقافها، والاستنكار العالمي لها».


المفتاح يدعو العلماء لرأب الصدع

دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ فريد المفتاح، العلماء والخطباء والوعاظ، وأهل الفقه والشريعة، إلى رأب الصدع، وسد أبواب الطائفية والتفرقة، ولمِّ المجتمع البحريني، معتبراً أن دور العلماء والخطباء ينصب في أن يكونوا مفاتيح للخير، وقادة إصلاح ودعاة وحدة وفلاح.

وأكد المفتاح، في خطبته أمس (الجمعة)، ضرورة «العمل المخلص لرأب الصدع ومحاصرة الخلاف، ونبذ التطرف والدعوات الطائفية المقيتة الكريهة التي تُفرِّقُ بين أبناء الوطن الواحد».

وقال: «نؤكد دعوتنا ومناداتنا للعلماء والدعاة والخطباء والوعاظ والموجهين والمرشدين ليكونوا إيجابيين متفائلين بالخير، وليكونوا كذلك مفاتيح للخير مغاليق للشر، قادَة إصلاح ودُعاة وَحْدَةٍ وفلاح، وليضطلعوا بدورهم المحوري في توجيه الناس إلى العَمَل النافع، ودعوتهم إلى الترابط والتراحم والتصافي والتلاحم، وتحقيق الأخوة الإسلامية والوحدة المجتمعية في أجواءَ إيمانية تظللها المودة وتملؤهَا نسماتُ المحبة».

وأضاف «نثق في النهج السوي الحكيم الذي لابد أن يلعَبَه ويَتحَمَّله علماءُ ودعاة وخطباء البحرين، للتهدئة والمصالحة ونشر ثقافة التسامح»، مؤكداً ضرورة أن «يأخذ العلماء والدعاة والخطباء بزمام المبادرة لإطلاق مصالحةٍ وطنيةٍ شاملة، تبدأ بتصفيةِ القلوب، وتنقيةِ النفوس، والعَمَل الجَادِ على إصلاح الترابط الاجتماعي، لتعُوْدَ أجواءُ المحبةِ والألفة بين أبناء المجتمع، ونشر وتعزيز ثقافةِ التعايش السلمي المشترك، والاحترام المتبادل».

ورأى أن «مَهَمَّةَ العلماء والدعاة والخطباء، هي غَرْسُ قِيَم التراحم والتعاطف والوحدة بين أبناء الوطن؛ ونحن واثقون بصدق وعزم الجميع، وبخاصةٍ العلماء والعقلاء والحكماء، على نشر ثقافة المصالحة والإصلاح والوحدة».

وتابع «حيث ان أمانة الإصلاح بين الناس، لإشاعة أجواء المحبة والألفة بينهم، وظيفة المصلحين الحكماء والعقلاء من أهل العلم والفقه والشريعة؛ فقد أمر الله تعالى جُمُوْعَ الأمةِ بالاستجابةِ لدعوات المصالحة التي يضطلع بتوجيه مسيرتِهَا عُلمَاءُ الأمة ودُعَاتهَا».

وأشار المفتاح في خطبته إلى مرئيات حوار التوافق الوطني، مشدداً بقوله: «نؤكد العزم على تحقيق مرئيات حوار التوافق الوطني، من خلال منابر الإصلاح وملتقيات التواصل والتعاون الإيجابية البناءة، لإعادة جمع الكلمة وتوحيد الصف وَلمِّ الشمل، وصولاً إلى وحدة وطنية محمية بحرص أبناء الوطن ورغبتهم الأكيدة في العيش السلمي المشترك والاحترام المتبادل، وتحقيق النسيج الاجتماعي المتآلِف، بعيداً عن دعوات التفرقة والانقسام والتشرذم، وغرس بدلاً من ذلك قِيَم الولاءِ للدين والوطن والقيادة واحترام الدستور والنظم والقوانين، وتأكيد المواطنة الصالحة»

العدد 3325 - الجمعة 14 أكتوبر 2011م الموافق 16 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 2:09 م

      امنية

      ياشيخ المفتاح
      اقول ، ياريت يحطونك امام للحرم النبوي بالمدينة المنورة بدلا من الذي يسعى بالخطب الخرقاء لتقسيم الامة على اساس طائفي مقيت.

      ياشيخ المحمود
      شنو اللي اتحاد فيدرالي او كونفيدرالي
      بالنسبة لاستقلال دول الخليج عن بعضها
      هل تقدر انت واخوانك ، تسكنون في بيت واحد لكل منكم غرفة ، مو كل واحد بشقة مستقلة او بيت؟

      ياشيخ عيد
      ما اغلى ثمن الحرية.


      الشيخ قاسم
      مواطن احرق نفسه بتونس ، فسقطت الحكومة
      واندلعت الثورات

      ومشيمع أغلى.

    • زائر 16 | 1:19 م

      بحرين الكرامة

      أنا أشعر شخصيا بأن بعض الخطباء ليس موجودا مع معاناة شعب البحرين.. يطالب الحاكم والحكومات بأشياء وكأنه يريد أن يجد بديلا لمطالب المعارضة العادلة

    • زائر 15 | 12:22 م

      الشيخ فريد المفتاح

      أنحني إحتراماً لفضيلة الشيخ فريد المفتاح إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، فهو يستحق منا كل التقدير والإحترام في وقتٍ أصبحت الكثير من منابر رسول الله (ص) تستغل لنشر البغض والكراهية والفرقة بين الإخوة في الدين والوطن الواحد!! فلم أسمع لفضيلته خطبة تدعو لمثل ما يدعو له غيره، بل العكس فهو يشعر بثقل الأمانة الدينية والشرعية التي كلفها بها الله تعالى، لذا لا تسمع من فضيلته غير دعوات المحبة والإخاء و كل ما من شأنه رأب الصدع وإعادة اللحمة الوطنية. فضيلة الشيخ أحبك في الله، و كثر الله أمثالك

    • زائر 14 | 11:06 ص

      عصر الامبرطوريات التي بادت

      لم تقم هذه الاتحادات الكنفدرالية الا بعد ان تحولت هذه الدول الى دول ديمقراطية تشارك فيها شعوبها ، وجود دول قوية ومحصنة ليس اولا اواخيرا بالقوة العسكرية وما دكرته يا شيخ من قوة اقتصادية وعلمية وفكرية واجتماعية لم تاتي الا بعد القوة الديمقراطية التي لم تدكرها في خطبتك ، الا تلاحظ يا شيخ وكانك تتكلم عن عصر القوى والامبرطوريات التي استعبدت الانسان والتي بادت بدون رجعة

    • زائر 11 | 2:49 ص

      فضيلة الشيخ المحمود

      هل مطالبة الناس بحقوقهم تخدم المصالح الصهيونية؟ هل عندما بتساوي المواطنون ويخدم الشيعي الى جانب السني في الجيش والداخلية والخارجية والإعلامية وغيرها من الوظائف الحساسة يسمى ذلك عمالة الخارجي؟ لا ضير ان يكون جانب العقيد السني شيعي والسفير والدبلوماسي وغيرها. ان انها للاستفراد بجميع ذلك للبنات طائفة محددة وكما قال سمو ولي العهد البحرين ليست لطيف واحد!

    • زائر 3 | 1:08 ص

      سلمت يا ابا سامي

      روحي فداك هكذا انت وستظل الرجل الحكيم والقريب الى قلوبنا " حفظك الله "

اقرأ ايضاً