العدد 3323 - الأربعاء 12 أكتوبر 2011م الموافق 14 ذي القعدة 1432هـ

«صدمة إيران» كشفت الوضع المر... ودقت أجراس الخطر

أخطاء إدارية وفنية ونفسية أسقطت المنتخب ولابد من وقفة عاجلة

ماذا حدث لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في طهران؟... سؤال قصير يحتاج إلى إجابات طويلة لأن الخسارة لم تكن طبيعية وعادية من حيث حجمها وكذلك الصورة المهزوزة التي ظهر عليها المنتخب في هذه المباراة المهمة والتي يجب أن تتجاوز في تحليلها نقطة الأسطوانة التقليدية «إن ذلك وارد في كرة القدم!».

هل يدرك المسئولون عن المنتخب ان «نصف دستة إيران» تعتبر أكبر خسارة يتعرض لها منتخبنا الكروي منذ 3 عقود من الزمن وأعادت بنا الذاكرة إلى زمن الهزائم الكبيرة لمنتخبنا في فترة السبعينات أمام منتخبات مثل الكويت وإيران والعراق، وبالتالي يستوجب الاّ تمر الخسارة مرور الكرام حتى لو كانت لم تؤثر على آمالنا وحظوظنا التنافسية في المجموعة الخامسة للتأهل إلى التصفيات الآسيوية النهائية لمونديال 2014.

نقول ذلك لأن ما حدث كشف الكثير من الوضع الصعب والمرير الذي يعيشه منتخبنا الكروي قبل مباراة إيران فغاب عنه الاعداد المناسب للمباراة المهمة على رغم أن أغلب عناصر المنتخب محليين وليسوا محترفين في الخارج مثلما يحدث في السنوات الماضية، وكلنا يتذكر حال التخبط التي مر بها المنتخب من بدء التدريبات ثم توقيفها وعدم القدرة على توفير مباراة ودية وخصوصاً ان المنتخب لم يلعب أي مباراة منذ شهر ونصف تقريباً، فضلاً عن ابتعاد مجموعة من العناصر الأساسية عن أجواء المباريات مثل حسين بابا «بدون نادي» وحمد راكع وعبدالله المرزوقي وداود سعد الذين شاركوا في مباراة واحدة مع ناديهم الرفاع في كأس الملك وخرج منها، وبالتالي لم تكن الفورمة الفنية والبدنية للاعبين في المستوى المطلوب لمواجهة من الوزن الثقيل!

كما أن مغامرة المدرب الإنجليزي تايلور لم تنفع هذه المرة في الزج بعناصر شابة لم يشتد عودها في مباريات ثقيلة ومليئة بالضغوط النفسية والجماهيرية مثل راشد الحوطي وسيدضياء سعيد وداود سعد «فظلمهم تايلور وظلم المنتخب معهم»، في الوقت الذي كانت لديه بعض عناصر الخبرة احتياطية وعلى رأسهم سلمان عيسى الذي فوجئ الجميع بعدم الاستعانة به في هذه المباراة الصعبة لدرجة أن المدرب لم يستعن به حتى في اللحظات الصعبة بعد طرد الحوطي بالإضافة إلى محمود عبدالرحمن «رينغو» الذي دخل متأخراً بعد خراب البصرة!


ضياع نفسي

ومن الخطأ أن نختزل ما حدث لمنتخبنا في «صدمة إيران» في طرد الحوطي المبكر بل يجب الاعتراف بأن هناك ظروفاً كثيرة إدارية وفنية ونفسية ساهمت في الظهور المهزوز للأحمر في اللقاء، فهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها منتخبنا إلى طرد أحد لاعبيه وخصوصاً في مبارياته خلال السنوات الأخيرة لكنه لا يفقد تماسكه وينهار فنياً ونفسياً بهذه الصورة الغريبة!

وبالإضافة إلى الضياع الفني كان المنتخب ضائعاً نفسياً عن أجواء المباراة بدليل إنه خرج من اللقاء واهتزت معنوياته مع أول حدث يمر به في المباراة بطرد الحوطي -مع تقديرنا للتأثير السلبي لهذا الطرد- إذ كان يتوجب تهيئة اللاعبين نفسياً جيداً لمواجهة مختلفة الظروف الصعبة وأسوأ الاحتمالات خلال سير هذه المباراة سواء من خلال الطرد أو أي أمور أخرى لكن ما رأيناه انهياراً نفسياً جماعياً للفريق واستسلام لواقع الخسارة، وحتى في الشوط الثاني الذي توقعنا فيه تحسن حال فريقنا فإن الأمور ازدادت سوءاً وشعرنا ان المباراة تحولت إلى «عبء وهم ثقيل» على لاعبي منتخبنا وعلينا جميعاً وتمنينا لو أنهاها الحكم قبل دقائقها التسعين!

وعموماً، فإنه يتوجب الاستفادة من «الدرس الإيراني» جيداً بتصحيح الأمور وإعادة ترتيب أوراق منتخبنا بما يتناسب مع أهمية المباريات المقبلة التي لا تحتمل عثرات أخرى قد تعصف بآمالنا المونديالية مبكراً، ومنها تحديد الهدف والأولويات في المنتخب في اننا إذا كنا نطمح إلى التأهل إلى المونديال فإن التجربة أثبتت أن ذلك يتطلب تعاملا آخر من قبل القائمين على أمور المنتخب إدارياً وفنياً بأن لا يصطدم ذلك مع «نغمة» بناء فريق والتجديد، فالمعادلة صعبة في ظل ظروفنا الحالية ولا توجد لدينا أرضية مناسبة لكي نسير على خطين متوازيين «المنافسة والتجديد»، ونحن نلاحظ أن جميع المنتخبات الآسيوية تسلحت بأقوى لاعبيها وأسمائها المعروفة وأصحاب الخبرة الدولية والاحترافية لخوض غمار التصفيات المونديالية، وان هدف التجديد والبناء يحتاج إلى بطولات أخرى أقل مستوى وأهمية، بالإضافة إلى ضرورة وضع برنامج إعداد واضح وبالتنسيق مع الأندية وليس على طريقة الاجتهادات

العدد 3323 - الأربعاء 12 أكتوبر 2011م الموافق 14 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً