في عقود سابقة، كانت الدول تُصنَّف على أساس تقدمها الاقتصادي، ولذا فقد كان العالم الرأسمالي المتطور يطلق على نفسه مسمى «العالم الأول»، وكان يطلق مسمى «العالم الثاني» على دول أوروبا الشرقية سابقاً وما كان يماثلها في المستوى الاقتصادي... أما الدول الأخرى الأقل تطوراً من الناحية الاقتصادية فقد كانت تسمى بـ «العالم الثالث». هذا التصنيف انتهى وليس له وجود، لأن موازين التطور الاقتصادي اختلفت، ولم يعد العالم مقسماً بين معسكرين كما كان في الحرب الباردة.
حالياً، فإن الدول تصنف بأسلوب مختلف، فهناك «الدول الفاشلة»، وهي دول انهارت فيها النظم والقيم وأصبحت تعيش ما دون الحداثة. الدول الفاشلة على درجات، ولعلَّ من أسوأ نماذجها «الصومال» التي يكاد ينساها المرء لولا أخبار المجاعة أو أخبار شبابها الذين يمتهنون القرصنة، أو أولئك الذين يمارسون القتل لأيَّ سبب كان.
هناك «الدول الاستبدادية» وهي دول قد تكون متطورة في مستواها المعيشي على أساس امتلاكها لاقتصاد متطور أو اقتصاد ريعي، ولكنه مستبدة. وهذه الدول تسعى إلى الحديث عن خصوصيتها وإنها يجب أن تستثنى من أيِّ تطور تاريخي له علاقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان (بحسب المعايير والمواثيق الدولية). الدول الاستبدادية قد تبحث عن أعذار ومبررات غير الخصوصية، إذ يمكنها أن تشغل أجندتها السياسية بأطروحات أيديولوجية ثورية، أو عنصرية، أو اجتثاثية لا تعترف بوجود الآخر.
وهناك «الدول الديمقراطية»، وهي التي توازن بين متطلبات التنمية وحقوق شعبها والتزاماتها الدولية، وتسعى نحو «راحة الضمير» فيما يتعلق بشأنها الداخلي وعلاقاتها الخارجية. ومثل هذه الدولة تتناغم مع بيئة عالمية مفتوحة ومتداخلة اقتصادياً وسياسياً وبيئياً، وعلاقاتها الدولية والإقليمية لا تكون على حساب شعبها، وهي تخضع داخلياً لعملية سياسية تداولية بين مكوناتها.
ومن دون شك، فإن هناك تفرعات، إذ إن هناك دولاً في «طور الانتقال نحو الدولة الديمقراطية»، وهناك دول في «مسار تراجعي نحو الدولة الفاشلة». كما إن هناك دولاً لها تأثير دولي أكبر من غيرها، وقد تراها ديمقراطية في داخل حدودها، ولكنها تساند الاستبداد في خارجه... أو العكس من ذلك، إذ إنها قد تكون دولة استبدادية ولكنها تساند الديمقراطية والعدالة في خارج حدودها. هذا التناقض بين النهجين الداخلي والخارجي مكلف، وكثيراً ما ينقلب بصورة موجعة وغير متوقعة على أصحابه.
وما نأمله لوطننا الغالي هو أن نكون من تصنيف الدول الساعية للانتقال نحو الديمقراطية التي ينتصر فيها الجميع، ويرتاح ضمير المجتمع والدولة في ظل بيئة عادلة وإنسانية
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 3323 - الأربعاء 12 أكتوبر 2011م الموافق 14 ذي القعدة 1432هـ
عجيب خوش رد على ...?
اشكرك خوش رد على اي يعتبر الدولة الديمقارطية هي الدولة التي جمعيات سياسية معارضة تطلق بيان ولا يعتقل افرادها بعد الغداء ؟ خل اشوي يكون عندهم ثقافة ؟!
القلب مازالت به نكته لن تزول
هذه الايام وطني فيه نكتة في القلب لن تزول بسهولة فقد تستغرق عشر او عشرين سنة اخرى فان سرنا من الان لتطبيق ما ذكرت يادكتور عبرنا شوية للامام والا فمركبنا قد أوشك على الغرق بنا ونحن نتأمل .
الأعمال بنتائجها لا بأهدافها!!
نتيجة عمل الفنان للوحة فنية عندما نصفها بالرائعة و التي لا تقدر بثمن ما هي الا نموذج لناتج عمل إنسان.
"عمل الإنسان لا يتغير وإنما تتغير الظروف التي يؤدي فيها الإنسان عمله"
فنتائج الأعمال معروفة إما متقنة أو دون ذلك.
لذلك يعرف العامل بعمله والعمل بالعامل، فمتي ما كانت نتيجة العمل رائعة ولا ثمن يقدرها دل ذلك على إتقان. و أما نتيجة العامل المرتبطة بالمال أو شهرة .. لا تكون بالمستوى الرائع. فالرغبات والاستعداد هنا تبدو مقيدة لنتيجة العمل.
فلا إبداع بلا حرية.
كلام قليل ويعني الكثير هكذا انت
حقيقة انت فخر كبير وفيك علم كثير يستنير به الكبير والصغير
ان مقالاتك لها طعم مميز دائما اقول لايمكن ان اقارن شخص له ثقافة ويبحث جاهدا عن المعلومة المفيدة والحقيقة في كل مكان مع ايمانه بها والتي تفيد المجتمع وبين شخص جالس في المقاهي يقراء الاخبار ويختار مايفيده هو دون ان يعرف شيئى من الحيثيات بل ويفبرك مايرى والا اصبح الكل صحفي وكاتب (الصحافة تريد حكمة ووعي ومعرفة لانها تحرك القرار وتغير المسار فهي امانة يجب المحافظة عليها فلا توضع الا في يد من يعرف قدرها) رحمك الله ياجمري
الدوله المدنيه
ولكن الديمقراطيه بشكلها الغربي لم تنجح في اي دوله عربيه. في العالم العربي لدينا ديمقراطيات على اساس قبلي وطائفي ومذهبي و عرقي واثني. اتمنى ان اكون مخطئا واتمنى ان نصل للدوله المدنيه التي تساوي بين الجميع في الحقوق على اساس المواطنه وبعيدا عن الاصطفاف الطائفي و الفئوي الذي ينهش في دولنا العربيه.
الممللكة
البحرين اشهر من النر ع لى على في مسيرت الديمغراطيه ولاكن للاسف هناك من يمسح كل هذا الرقي وانكار ماوصلة له الدوله من قيم وزدها في كل شي حفظ الله البحرين في ظل حكومتها الرشيده
ابو ابراهيم: توازن القوي وخسارة الوطن
ويوجد تصنيف اخر غريب ربما فيه خصوصية بعض الشيء حيث تتوازن فيه القوي داخل السلطة بين من يطلب التغيير ومن لا يقبل التغيير وتتوازن قوي المجتمع بين من يطلب التغيير مع من لا يقبل التغيير وينتج عن ذلك سيل من التضحيات من دون نتائج بسبب توازن القوي
شكر دكتور
لله احفظ دكتور
جمري
سؤال الى ابن القرية ما هو تصنيف البحرين حاليا في نظرتكم؟؟؟
وشكرا على المقال الرائع ...
شكرا لك يادكتور
كثر الله من امثالك يادكتور
كلام جميل
كلام جميل ...ومقالة في الصميم
#23
وما نأمله لوطننا الغالي هو أن نكون من تصنيف الدول الساعية للانتقال نحو الديمقراطية التي ينتصر فيها الجميع، ويرتاح ضمير المجتمع والدولة في ظل بيئة عادلة وإنسانية
الدول الاستبدادية
حسب تصنيف مايكل تروث ان الدول الاستبدادية هي تلك التي تاخذ الشخص او الجماعات التي تختلف معها في الراي والمعتقد احياء يرزقون ثم ترجعهم جثث ممزقة مهمشة مع قائمة من التهم في علب جاهزة
الاسرة مثال لذلك
كم ارتاح حينما اعدل مع ابنائي في البيت واستمع لهم واشجعهم واستثمر اموالي في دراستهم عندها يرتاح ضميري واتمناه الى الاخرين بمختلف مشاربهم .
الفكر المؤدلج
المشكة يا دكتور ان الفكر لدى البعض اصبح مؤدلج على ذلك ومن الصعب في الوقت الراهن تغيير هذا الفكر لانه يحتاج لشن حرب معه وصراع نفسي طويل لكي يتمرد على هذا الفكر
نحن نحلم معك يا دكتور
نحن نحم معك يا دكتور بأن يكون وطننا من الدول الساعية للانتقال نحو الديمقراطية ولا نريد له أن يكون من الدول التي تسير في مسار تراجعي نحو الدولة الفاشلة.
ودياني غيور على وطنه
عظيم الشكر لك يادكتور نتمنى ممن يتصيدون فى الماء العكر الزوال ولمحبين تراب هذا الوطن بصدق كل الخير والازدهار الهم اجمع شملنا وحفظ لنا البحرين حكومة وشعبا امين يا رب العالمين
سلمت يداك
دكتورنا الغالي كل يوم ننهل من فكرك النير ووطنيتك المخلصة هذه الكلمات التي تدل على حبك وغيرتك على ابنائه وطنك ، وما تكريم المنظمات والهيئات الدولية والعالمية لشخصك الكريم إلاتكريم للقلم الحر النزيه الجريء .221
خطوة بخطوة..
«طور الانتقال نحو الدولة الديمقراطية»..
ونحن كذلك، ولكن خطوة بخطوة.. وكل عقد لنا خطوة.. فبشّروا الأبناء بآيام لم يروها من قبل..
شكرا يا دكتور
الامنيات جميلة وقد تتحقق في يوم من الايام
ولكن الدول المستبدة لاتفهم هذا المنطق وتسلك الطريق الوعر في تجريد البشر والحجر من كل القيم الانسانية. واخيرا
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تأخذ الدنيا غلابا
سلمت يا دكتور على احلى مقال
الجميع ينتظر ان تتحول البحرين الى دولة ديمقراطية و لا ننكر بان هناك للاسف عوائق كثيرة و لكننا بوعينا سنتخطاها ففي النهاية لا يصح الا الصحيح
الذين لا يملكون الضمير
استغرب من الذين لا يملكون الضمير كيف يعشون في هذة الحياة بدون ضمير؟؟؟
أحسنتم
مقال مميز
شكرا لك و لقلمك الراقي
ان شاء الله
(وما نأمله لوطننا الغالي هو أن نكون من تصنيف الدول الساعية للانتقال نحو الديمقراطية التي ينتصر فيها الجميع، ويرتاح ضمير المجتمع والدولة في ظل بيئة عادلة وإنسانية)
تعجبنى مقالاتك قصيرة الكلمات وكبيرة الاهداف
تعجبنى مقالاتك قصيرة الكلمات وكبيرة الاهداف و نأمل غلى قولك "لوطننا الغالي هو أن نكون من تصنيف الدول الساعية للانتقال نحو الديمقراطية التي ينتصر فيها الجميع، ويرتاح ضمير المجتمع والدولة في ظل بيئة عادلة وإنسانية"
ابو سعد