العدد 3322 - الثلثاء 11 أكتوبر 2011م الموافق 13 ذي القعدة 1432هـ

استمرار ممارسة التعذيب في تونس بعد رحيل بن علي

أكدت منظمة مكافحة التعذيب في تونس اليوم (الأربعاء) أن ممارسات التعذيب القديمة متواصلة في تونس بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقالت رئيسة المنظمة الناشطة التونسية راضية نصراوي اليوم بمناسبة تقديم تقرير بعنوان "التعذيب تواصل بعد الثورة": "تلقينا شهادات من سجناء تعرضوا للتعذيب بعد الثورة"، موضحة أن أطفالاً في الرابعة عشرة والخامسة عشرة شاركوا في تظاهرات سلمية تعرضوا أيضاً للتعذيب.
وأضافت نصراوي المعروفة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان "كان في اعتقادنا أن التعذيب وكذلك العنف البوليسي سيرحل مع رحيل بن علي لكن صدمنا لاستمرار هذه الانتهاكات".
وقدم هذا التقرير الأولي شهادات عن هذه الممارسات خلال الفترة من 15 يناير إلى 30 سبتمبر/ أيلول 2011 في عدد من المدن التونسية لاسيما العاصمة (تونس).
ومن المتوقع أن تصدر المنظمة تقريرا نهائيا نهاية العام الجاري "حول الحالات الاكثر خطورة" وفق ما كشفت نصراوي.
وأورد التقرير الذي يقع في 27 صفحة بعض الانتهاكات من بينها استعمال رجال الأمن للقوة المفرطة لتفريق الاعتصامات، والضرب المبرح والتنكيل خلال عمليات التوقيف في مراكز الأمن وكذلك في السجون.
وقدم الشاب التونسي فؤاد البدروشي (17 عاماً) خلال تقديم التقرير شهادته حول ما تعرض له من انتهاكات أثناء توقيفه في مايو/ أيار الماضي إثر تفريق تظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي.
وقال الشاب إنه تعرض للضرب المبرح نتج عنه كسر في عموده الفقري. كما وضع في زنزانة برفقة عشرات الأطفال الموقوفين وتم جلب كلاب لتخويفهم.
ونبه التقرير إلى "خطورة تلك الانتهاكات على المسار الانتقالي برمته لأنها تعطي الانطباع للضحايا أن الأمور لم تتغير نحو الأحسن".
وأضافت نصراوي "أعتقد أنه لا توجد رغبة سياسية على الأقل في وقف هذه الممارسات الوحشية بطريقة حازمة. لدينا انطباع بأن لدى الشرطة ضوءاً أخضر لممارسة التعذيب".
ودعت إلى "اتخاذ إجراءات عملية لفتح تحقيق مستقل حول التعذيب ومحاسبة مرتكبيه" و"إنشاء مركز طبي ونفسي لمساعدة ضحايا الانتهاكات وعلاجهم".
وأوصت المنظمة بـ "إصدار قانون تعترف فيه الدولة بوقوع أعمال تعذيب في الماضي والاعتذار للضحايا" و"إقرار عدم سقوط جريمة التعذيب بمرور الزمن" و"أحداث محكمة لحقوق الإنسان".
وبعد سقوط النظام صادقت السلطات الانتقالية في الأول من فبراير/ شباط على انضمام تونس إلى المعاهدة الدولية ضد التعذيب وثلاثة بروتوكولات دولية أخرى حول حقوق الإنسان.
وكان الاتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان أعرب في تقرير صدر في يوليو/ تموز عن قلقه إزاء "الخطر الذي يمثله تكرار ممارسات النظام البائد وجرائم الماضي حتى وان كان في درجة أقل".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً