جميل أن نرى رياضتنا تحظى بملاعب وصالات جديدة تزيح حملا ثقيلا عن كاهل الاتحادات الوطنية، نظير العملية التخطيطية البعيدة الأمد، هذا ما تشاهده العين هذه الأيام مع انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الخليجية «بحرين 11»، من افتتاح لملاعب وصالات جديدة، غير أن المشكلة هي الجدية في الاستفادة من التخطيط في الرقي بهذه المنشآت.
بلدنا يمتلك الكثير من العقول القادرة على التخطيط بعيدا والوصول بالرياضة إلى مراكز متقدمة، إن لم نقل من المنافسة على البطولات، فعلى أقل تقدير لعب الأدوار المتقدمة منها. هذه العقول في أي مكان ترى أن العنصر الأهم في رقي أي رياضة هي وجود المنشآت والملاعب الجاهزة القادرة على استيعاب الأنشطة الرياضية بشكل متواصل وسلس، وأن تكون هذه المنشآت عونا في طريق النهوض بمستوى رياضتنا ومنتخباتنا، وهو ما يعني وجود الجدية في تطبيق هذه المنشآت المفيدة، لا المنشآت التي تضع حملا آخر بدل إزالته.
موضوع المنشآت الرياضية أحد الموضوعات المهمة والشائكة التي لم تلقَ الاهتمام المفروض سابقا، -أكرر سابقا- إذ كان الكل ينتظر حصول البحرين على شرف تنظيم بطولة خليجية أو قارية من أجل الحصول على منشآت جديدة جميلة، كما هو الحال مع صالات مدينة عيسى ومدينة خليفة الرياضية الجميلة جدا، ولا ننسى القرية الشاطئية التي نفذت فقط للبطولة الخليجية، وإذا بها اليوم تمحى من الخارطة، بعد أن أشاد بها الجميع وأشاد بجماليتها.
غير أن المشكلة، هي الجدية في الاستفادة من التخطيط في الرقي بهذه المنشآت كما قلنا، فتلك صالتا لعبتي الطائرة والسلة، تؤكد القلق الذي يكرره الجميع مرارا، من بناء صالات ذات استيعاب بسيط لمقاعد الجماهير، الأمر الذي سيكرر المأساة التي نشاهدها كثيرا في مباريات القمة، من بقاء الكثير من الجماهير خارج الصالات، تبحث عن مقعد شاغر، لا أتكلم عن مسابقات الألعاب الجماعية التي تقام حاليا في الدورة الأولمبية، لأن الحضور الجماهيري لن يصل كما يتوقعه المسئولون بالتأكيد، والأسباب معروفة للجميع، وإنما بعد أن يعود الوطن لحالته الطبيعية، وتعود معها المسابقات المحلية لنشاطها وقوتها المعروفة سابقا، أقله في لعبة كرة السلة.
ما حدث في مباريات كثيرة المواسم قبل الماضي، في ألعاب اليد والسلة والطائرة، تؤكد على ضرورة أن تحظى الرياضة البحرينية بملاعب وصالات متميزة، لا نقول كتلك المتواجدة في الدول الخليجية المجاورة وإنما على أقل التقادير كما هو الحال في صالة مدينة خليفة.
هذا الصرح الكبير وغيره من المشاريع الكبيرة كحلبة البحرين الدولية ومدينة القدرة أمثلة عريضة على القدرة الكبيرة لدى الدولة من أجل تنفيذ كل هذه وغيرها من المشاريع التي تخدم أكبر قدر ممكن من الشرائح في هذا البلد وأحد أهم الفعاليات التي بإمكانها إبراز وإبهار العالم بقدرات البحرين، وهم الشباب والرياضة، لكن وعلى العكس، فإن ما يتم إنجازه وبسرعة فائقة لا يمكن الاستفادة منه طوال العام، بل لمناسبات بسيطة جدا ولفئات قليلة.
مسألة الأندية النموذجية مثال آخر، أصبحت تثير الضحك والاشمئزاز أكثر من كونها فكرة جيدة، ولاسيما أن المؤسسة غير قادرة على الوفاء بالعهود التي وقعها مسئولوها، حتى أن بعض الأندية التي اندمجت حين بدأت الفكرة عادت لتفك دمجها لتعيش بعض الارتياح بعد أن كان البؤس والمعاناة يغلف حياتها اليومية، وهذا دليل على فشل هذه التجربة التي لا يزال البعض يطبل لها من أجل ماذا؟
في البحرين نطمح إلى تحقق ذلك لما له من أثر على إنعاش العملية الرياضية، ليس فقط في الملاعب التي تجرى فيها المباريات، وإنما حتى الأندية التي تحتاج لهذه الملاعب للتدريب، وما يعانيه فريق كرة القدم بالنادي الأهلي وبحثه عن ملعب بديل لملعبه المسلوب، يتدرب عليه استعدادا لنصف نهائي كأس الملك، إلا دليل على حاجة الأندية أيضا لمنشآت تزيل أعباءها
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3322 - الثلثاء 11 أكتوبر 2011م الموافق 13 ذي القعدة 1432هـ