هناك البعض ممن يدعو إلى الكونفدرالية - وهو يعلم أو لا يعلم - أن مثل هذا الأمر يعني «تقرير مصير» مماثل لما حدث في مايو 1970 عندما قرر شعب البحرين مصيره بأن أفصح عن إرادته لموفد الأمم المتحدة في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة تامة على أراضيها. والدعوة المطروحة حالياً ليست سليمة؛ لأنها تفتح موضوع تقرير المصير الذي انتهينا منه في 1970 على مصراعيه، إذ لا يمكن تغيير مصير الدولة عبر دعوات مملوءة بالصراخ والشحن، وتنطلق بشكل صاخب وكأننا في مزاد علني.
النظام الكونفدرالي الذي عرفته يوغسلافيا السابقة ليس ناجحاً، ولم يحل مشاكلها، بل على العكس من ذلك، وشهدت تسعينات القرن الماضي مآسي البوسنة والهرسك وغيرها، وهي لم تنته إلا بتدخل أميركا وأوروبا والأمم المتحدة لفرض الأمن في تلك المنطقة التي كانت أحداثها قبل نحو قرن من الزمان تسببت في الحرب العالمية الأولى. ونحن في البحرين جزء من مجلس التعاون الخليجي، وهو تحالف استراتيجي قائم، ولكنه يختلف عن الكونفدرالية التي يطالب بها البعض.
الكونفدرالية تتطلب دستوراً واحداً، برأس دولة واحد، بوزارة خارجية واحدة، بوزارة دفاع واحدة، بوزارة مالية واحدة، بعملة وطنية واحدة، بعلم واحد، وهذا يختلف عن التحالف الاستراتيجي بين عدة دول، كما هو قائم حالياً بين مجلس التعاون الخليجي.
كما أن الكونفدرالية تختلف عن الشكل الذي يتخذه «الاتحاد الأوروبي»... فالاتحاد الأوروبي قام على اتحاد اقتصادي - اجتماعي، بدأ بسوق مشتركة، ومن ثم تطور إلى توحيد قوانين السوق والجمارك وحركة حرة عبر الحدود، وقوانين عمل متقاربة، وقوانين حقوق الإنسان خاضعة لمحكمة أوروبية، وقوانين هجرة وأمن حدود، وتوحدت العملة في عدد من الدول الأعضاء، ومؤخراً أضيف بُعدٌ وحدوي في السياسة الخارجية الأوروبية، ولكنه ضمن إطار معين. باختصار فإن الاتحاد الأوروبي يختلف كثيراً عن الشكل السياسي الذي كانت عليه يوغسلافيا.
نعم، ربما نحتاج إلى أن نطور مجلس التعاون الخليجي إلى ما يشبه الاتحاد الأوروبي، عبر توحيد السوق وتوحيد ضوابط المنافسة والتكامل، وغيرها من السياسات التي تخدم المجتمع والاقتصاد بشكل واضح. كما نرى كيف أن أي اتفاقية تضاف إلى منظومة الاتحاد الأوروبي فإنها يجب أن تحصل على موافقة المجتمعات داخل الدول الأعضاء (عبر مجالس منتخبة أو عبر الاستفتاء) قبل أن تصبح الاتفاقية ملزمة. بمعنى آخر، فإننا بحاجة إلى تطوير مجلس التعاون إلى اتحاد خليجي نابع من إرادة المجتمعات الخليجية بصورة ديمقراطية، ويتأطر بالمصالح الاستراتيجية المشتركة
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 3322 - الثلثاء 11 أكتوبر 2011م الموافق 13 ذي القعدة 1432هـ
دول مجلس التعاون
اعتقد ان اتفاقية اقامة مجلس التعاون الخليجي فيها بند يحدد ان نهاية هذا المجلس هو قيام اتحاد خليجي ونحن موقعين على هذا الاتفاق كما هو باقي دول المجلس ، اي بأعتقادي انه لايوجد مايدعوا لاخذا الموافقة من المجالس المنتخبة !
شكرا لكم
شكرا لك نورتنا
الاتحاد الكونفدرالي هو تجمع مجموعة من الدول المستقلة التي تفوض بموجب اتفاق مسبق بعض الصلاحيات لهيئة أو هيئات مشتركة لتنسيق سياساتها وذلك دون أن يشكل هذا التجمع دولة أو كيانا .. ام محمود
و يُطلق على الكونفدرالية اسم الاتحاد التعاهدي أو الاستقلالي حيث تُبرم اتفاقيات بين عدة دول تهدف لتنظيم بعض الأهداف المشتركة بينها كالدفاع وتنسيق الشؤون الاقتصادية والثقافية وإقامة هيئة مشتركة تتولى تنسيق هذه الأهداف كما تحتفظ كل دولة من هذه الدول بشخصيتها القانونية وسيادتها الخارجية والداخلية ولكل منها رئيسها الخاص بها
و الكونفدرالية تحترم مبدأ السيادة الدولية لأعضائها وفي نظر القانون الدولي تتشكل عبر اتفاقية لا تعدل إلا بموافقة كل أعضائها. ولا يوجد أي اتحاد كونفدرالي بين الدول حاليا
جعفر رسول
الكنفدرالية تختلف عن الفدرالية وعليك البحث.
نعم
نعرف الفرق ولكننا نريدها كونفدرالية ولا باس من استفتاء الشعب
لايمكن تطبيق الكونفدرالية
هناك امور تجمعنا لكن ما اعتقد انها مناسب للخليج
صعب
شكراً
يا دكتوري العزيز انت تحدث من لا يعرف ما وراء كلامك ولا يقيس الامور ببعد نظر فقط يخضع لاهواء ورغبات مؤقته ولو الكل سمع مواعظك المجانية النابعة من قلب محب للوطن لوصلنا لخير
التوهم
يمكن توهم البعض أن الكونفدرالية قائمة على أسس طائفية بحتة-لذا سارع الى الاعلان بكل قوة عن هذه الفكرة المستحيلة تطبيقها لأسباب جمة!!!.والله عيب.
لا ينطبق التشبيه , يوغسلافيا
د.منصور التشبيه ب يوغسلافيا ربما قد جانبك الصواب فيه , الاتحاد كان بعد حرب كونية و لم يكن بأرادة شعوبها , بل كانت قسرا على يد تيتو و الماكنيه العسكرية الروسية , تيتو حول بالحديد و النار ارادة شعوب الجمهورية الى عبيد . انظر ما حدث للعراق عندما حولها الغزو و فكر ديني طائفي الى كنتونات لا دولة , انظر الى وضع الشعوب المكونة لإيران و مدى التميز الذي يعانون منه بسبب التميز على اساس العرق و الطائفه
مقال أكثر من رائع
دائما تبهرني بمقالاتك لأنها تكون في صميم واقعنا وتحمل أوجاعنا و آمالنا وتتطرق لأسباب المشكلات وماهيتها وعلاجها وكيفية الوقاية منها بربطها بواقع آخر ودائما تكون عميقة الفكرة والأسلوب متجانسة مع متطلبات واقعنا وأتمنى منك ان تتطرق لمشكلة العاطلين ولا سيما قائمة 1912 التي كانت تتبع تمكين سابقا فلقد فصلنا وعدنا عاطلين مجدداً قبل إنتهاء فترة التدريب ولكم منا جزيل الشكر
ولد البلد
الكونفدرالية ليست طرطرة فهي تحتاج إلى استفتاء باشراف أممي. و قد يتحول الإستفتاء إلى هل تريد الكونفدرالية مع :
- العربية السعودي
- العربية القطرية أو
- العربية العراقية ؟
مقال رائع .. ننتظر مقال عن المفصولين المظلومين
المفصولين يعانون الامرين والناس ما تدري عنهم
والملف تتقاذفه الجهات الرسمية ولا اثر لتنفيذ مرئيةالحوار بارجاعهم ولا توصيات الملك بسرعة ارجاعهم
شكرآ
تسلم ايدك دكتور
الشكر لله على انتهاء المحاكمة وخروج الوسط قوية
يا دكتور المنادين ( بالكونفدرالية ) لا يعلمون حقيقتها وكيف تدار الأمور بها ،، ولكن يريدون فقط اثبات وجودهم والأستقواء لي الا روح الكره أعمتهم وهم مع أي توجه يضعف الآخر في مطالبه وبأي طريقة واسلوب وان كان مضحك أو غير قابل للتنفيذ على الأرض وهم يضعفون الدولة قبل أي فريق مراد تحطيم رأسه لكن ماذا نقول يادكتور الدول تقوم على عقول نخبة المجتمع والمسئولين يحتاجون لعقول نيرة تخدم الناس ولكن بابعاد تلك النخبة الصالحة يكون هذا حالنا .
صح إلسانك دكتور
دعوات مملوءة بالصراخ والشحن، وتنطلق بشكل صاخب وكأننا في مزاد علني.
.
قاتل الله الجهل.
التوافق الاسياسي قبل التوافق الاقتصادي
من اهم الشروط في انشاء اي تكتل اقتصادي هو التوافق السياسي وهذا ما يعيق انشاء وحدة اقتصادية ببين دول الخليج. وهذا النزاع السياسي واضح عندما انسحبت الامارات من الدخول في هذة المنضومة الاقتصادية بسبب خلاف على موقع البنك المركزي . كيف يمكن انشاء مثل هذه المشاريع اذا لم يكن هناك توافق سياسي. و فكرة انشاء الكوفدرالية من المستحيل ان تتم بين دول الخليج لانهم يفتقرون الى الشروط الاساسية الى انشاء مثل هذه التكتلات .
المفصولين
أتمنى أن نشاهد مقال يحكي معانات المفصولين وعدم تنفيذ التوجيهات الملكية التي اطلقت في أواخر شهر رمضان الكريم.
اتحاد الخليج لا اعتقد انه سيطبق لانه الى الان لم تطبق اتحاد العمله الخليجيه الواحده التي يخطط لها منذ زمن بعيد.
كبير يا جمري
احنا نتشرف فيك دكتور وفي صحيفتكم وفي كتاب الصحيفة , بارك الله فيك والى الامام يارب