العدد 3321 - الإثنين 10 أكتوبر 2011م الموافق 12 ذي القعدة 1432هـ

خيانة الأوطان... هل لها ما يبررها؟

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

من المتفق عليه من البشر أن الإنسان يحب وطنه بالفطرة، ويدافع عنه بكل ما يملك، وقد جاءت الأديان لتؤكد أن هذه المحبة واجبة شرعاً، وأن الذي يموت دون وطنه فهو شهيد، مثل الذي يموت دون عرضه أو ماله أو دينه. وقد حرصت الأمم على تكريم شهدائها الذين دافعوا عن أوطانهم وفاءً لهم ولجعلهم نموذجاً لسواهم.

لكن الواقع يخبرنا أن هناك من يخون وطنه وبطرق متنوعة، والمؤسف أن خونة العرب في هذه الأيام يفوقون نظراءهم من الأمم الأخرى، وهنا يطرأ هذا السؤال: لماذا؟

رأينا في بعض الدول العربية جواسيس عرباً يعملون لصالح الصهاينة، ينقلون إليهم أدق تفاصيل ما تقوم به دولهم، كما أن بعضهم يساعدون الصهاينة على قتل بعض قادة بلادهم، كما حصل في فلسطين ولبنان.

بعض خونة العرب كان يقاتل جنباً إلى جنب مع الصهاينة ضد بلده لا يهمه أعداد قتلى أبناء وطنه، المهم عنده أن يحقق بعض المكاسب التي باع نفسه من أجلها.

البعض الآخر وقف مع انفصال بعض أجزاء وطنه ليكون هذا الجزء وطناً مستغلاً للآخرين، وهذا البعض كان يعلم أن الوطن الجديد سيكون شوكة حادة في خصر بلده، ومع هذا استمر في توجهه الانفصالي حتى النهاية.

رأينا أنواعاً من الخيانة في العراق إبان الاحتلال الأميركي، ومثل ذلك في أفغانستان، وكانت صور الخيانة متنوعة ما بين وقت وآخر.

الوقوف إلى جانب العدو الذي يريد الإساءة للوطن خيانة، وكذلك الوقوف إلى جانب دولة معادية ضد الوطن خيانة، والصمت على المخربين للأوطان خيانة، وكذلك كل الفاسدين والمفسدين الذين ينهبون ثروات الوطن ويسيئون إلى سمعته ومكانته إلى الذي يستتبع السوء ضد وطنه خائن للوطن، وكذلك من يساهم في بث الإشاعات المغرضة التي تضعف الوطن ومكانته. يبقى أن أعيد السؤال مرةً أخرى: لماذا يخون الإنسان وطنه؟ وهل بالإمكان ألا يفعل ذلك؟

الخيانة ليس لها ما يبررها، لكن بعض من يفعل ذلك يحاول تبرر هذا الفعل! البعض يقول إن الوطن لم يعطني حقوقي بتركي من دون وظيفة، أو صـحة أو تعلـيم، والبعض يدعى أن الظلم المسـتشري في وطنه دفعه لخيانته، وآخر يرى أن الإغراء جزء من السـبب، كما أن آخر يرى أن التهديد هو الـذي دفعه لهـذا الفعل.

الخائن يحاول أن يبرر أفعاله، لكنها غير قابلةٍ للتبرير، مع أن كثيراً مما يقول هؤلاء صحيح، والعدو يعرف هذه الحقائق ويحاول استغلالها بكل الوسائل.

إن من واجب الدول ألا تعطي مبرّرات لخيانتها، وعليها أن تدرك أن المواطنة الحقة أخذ وعطاء، فالمواطن يجب أن يأخذ حقه كاملاً ثم عليه أن يعطي كل ما هو مطلوب منه، ومن دون ذلك ستكون المعادلة ناقصة وهنا تنشأ الخيانة بكل تفاصيلها

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3321 - الإثنين 10 أكتوبر 2011م الموافق 12 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 9:54 ص

      رد على رقم 2

      من يقول الحقائق لا يخون وطنه

    • زائر 16 | 9:52 ص

      من الخائن؟

      ولماذا تفترض مسبقاً ان من يطالب بالتغيير والاصلاح خائن؟ ولماذا لا تتهم الأنظمة نفسها التي باعت الأوطان بالخيانة؟ جماهير مصر ام مبارك؟

    • زائر 11 | 6:08 ص

      زائر 1

      تقول العقلية العربية مريضة لأن من يطالب بالأصلاح و الدمقراطية يصبح خأئنا لوطنة السؤال هل من طلب الاصلاح والدمقراطية طلبها بدمقراطية او بالعنف والتخريب

    • زائر 9 | 5:52 ص

      مجرد سؤال

      هل هناك فرق بين العراقيين والليبيين والسوريين والآن الاقباط في طلب الحماية الدولية؟ هل تعتبر حلال في ليبيا وحرام في العراق؟ هل تعتبر خيانة في العراق وعمل مشروع في سوريا؟

    • زائر 8 | 5:49 ص

      وينكم

      وينكم يا القراء والمعلقين عن هذا العمود والله يا استاذ جبتها في الصميم استاذ والمضحك من هو في موقع صنع القرار ومن المثقفين وكبار التجار يتباكى بهذة الاعذار

    • زائر 7 | 5:26 ص

      آه ياوطني

      الله يعافيك ويشفيك من طعنات عيالك اللي تربو فيك

    • زائر 6 | 5:22 ص

      العقلية العربية

      العقلية العربية مريضة لأن من يطالب بالأصلاح والديمقراطية يصبح خائنا للوطن .

اقرأ ايضاً