نواصل استعراض المفاهيم الكبرى للمواطنة كما استقرت في الفكر الإنساني والنظر في الأهداف القريبة والبعيدة لتدريس التربية للمواطنة في المناهج المدرسية وخاصة في الإعدادي والثانوي ثم نعقد الصلة بينها وبين الممارسة الصحافية وخاصة في المجال المدرسي لنؤكد الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه الصحافة المدرسية في تثبيت مبادئ المواطنة وتفعيلها والخروج بها من النظري إلى العملي.
وفي هذا الصدد فإنّ الإحاطة بمجريات الحياة الوطنيّة والاطلاع على مشاغلها يمثل بعداً من أهمّ أبعاد المواطنة ومن جهة الأهداف المرجوة لتدريس التربية للمواطنة في المدرسة البحرينية فإن المتعلّم يتدرّب على بناء مواقف مستقلّة وراشدة وعلى اكتساب القدرة على المشاركة الفاعلة في الحياة السياسيّة والاجتماعيّة تحقيقاً لأهداف المواطنة المسئولة. والصّحيفة عموماً هي أحد أعضاء الجسد الإعلامي الوطني وأداة مناسبة (فاعلة) لبناء شّخصيّة القارئ لها والكاتب فيها على حدّ سواء أما داخل الإطار الإعلامي المدرسي فإنّ التردّد على مصادر المعلومة الخبر والتدرّب على توثيقها والتمرين على وضع الخبر في المشهد المدرسيّ العام ثمّ كتابة تقرير عن واقعه يساهم بشكل عمليّ في بناء شخصية الطالب الصحافيّ كاتباً وبناء شخصيته قارئاً، فضلاً عن غرس الإحساس بحب الوطن.
وإذا كان من مفاهيم المواطنة الكبرى تقدير الإنسان لمنجزات وطنه والقدرة على التفكير الشخصي واتّخاذ موقف نقديّ إزاء وطنه، فإنّ من أهداف تدريس التربية للمواطنة أن يبني المتعلّم مواقف مستقلّة وراشدة ويقدّر قيم التضامن والتعاون والتسامح بين الأفراد والمجموعات ولعلّ أهمّ هدف في هذا الإطار هو أن يدرك الطالب نسبية الأحكام والحقائق، أمّا الصّحافة بصفة عامة فهي تشحذ التفكير النقديّ، وفي هذا السياق تشجّع الصّحافة المدرسيّة الطالب الصحافيّ على اتخّاذ المواقف النّقديّة داخل المحيط المدرسيّ وهو إذ يمارس ذلك فهو يكون عنصراً إيجابيّاً مسئولاً وبنّاء ذلك أنّ الإعداد للصّحيفة المدرسية وإخراجها عرضة للقبول أو الرفض وهو ما يدعو الطلبة إلى النّظرة الموضوعيّة النقدية لذواتهم قبل أن يتعرّضوا لنقد خارجيّ.
«المواطنة مجال سلوكيات وقيم» عنوان آخرُ وليس أخيراً لفكرة المواطنة، إذ الانخراط في أعمال مسئولة وتقرير الاختيارات الحياتية يكسب المواطن العضوي مهارات التعامل مع الحياة سعياً للإتقان في ممارسة الأنشطة المختلفة وذلك بالانخراط في أعمال مسئولة. أمّا الصّحافة فهي عامل مهم يعلّم الإنسان تحمّل المسئوليّة. ويتجلّى ذلك في الصحافة المدرسية حيث إن قيام الطالب الصحافيّ بتحقيقات، حوارات، مطارحات خلافية أو حين يعقد لقاء مع مسئول تربوي يؤدّي به ذلك إلى تنويع في التجارب العملية المواطنية. وهو إذ يفعل ذلك أيضاً إنّما يتدرّب على اتخاذ مواقف مسئولة وقرارات محاسب عليها. فالطالب الصحافيّ حين يكتب بجرأة وحرّية ويعتمد على النفس تزداد ثقته بالذات ويكتسب مقوّمات شخصيّة سويّة.
وكذلك من مفاهيم المواطنة الكبرى الانتماء لمجموعة أكثر اتساعاً من الجماعات المحلية الضيّقة أي الوعي بالانتماء إلى الإنساني والكوني. ومن أهداف تدريس المواطنة في برامج وزارة التربية أن يحترم الطالب التعدد والتنوع داخل المجتمع وفي العالم كما تدرّبه هذه البرامج على أن يحترم التنوع الثقافي والحضاري وأن يربط بين الديمقراطية والتنمية. أمّا الصحافة بصفة عامّة فتمتدّ اهتماماتها إلى آفاق أرحب فتعالج القضايا العالميّة والمشاغل الكونية.
ولذلك تطبيقيات في مجال الصّحافة المدرسيّة فانفتاح الصحافة المدرسية على المحيط العالمي والانخراط في آفاق الكوني ممكن جداً للطلبة وذلك بإعداد اللّقاءات مع الصحف المدرسية الأخرى، فضلاً عن الدخول في علاقات توأمة مع صحف مدرسية بدول أخرى أو تبادل الصحف خلال الملتقيات الإقليمية والدولية.
من خلال التحليل السابق يتبين أن المرور من التربية للمواطنة إلى الصحافة المدرسيّة هو تدرج لطيف من النظريّة إلى التمرّس الميداني أو هو اختبار أوّليّ وجادّ لأبعاد التربية للمواطنة حيث إنّ ممارسة الطالب الصحافيّ لمختلف أشكال العمل الصحافيّ تجعله يتمرّس بالمواطنة إجرائيّاً ويخرج بدروس المواطنة النظرية من طابعها الجاف إلى حقيقتها الفعلية. هكذا إذاً بالصحافة المدرسية تزكو المواطنة. كما أنّ الصحافة المدرسية تستفيد من التربية للمواطنة لأن الوعي النظري بمفاهيمها وأبعادها الكبرى يقدم للطالب أفكاراً وأسساً ترتكز عليها ممارساته وتطبيقاته لمفاهيم المواطنة من خلال مشاركته في الصحافة المدرسية. وهكذا بالتربية للمواطنة تنمو الصحافة المدرسية
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"العدد 3321 - الإثنين 10 أكتوبر 2011م الموافق 12 ذي القعدة 1432هـ
المواطنة
كلمة جديدة عورتو رؤوسنا بها
كل واحد يتكلم عن المواطنة
وكانها الحل الوحيد لمشاكلنا في البلد
أين الحلول العملية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ
كيف يتحقق انفتاح الصحافة المدرسية على المحيط العالمي والانخراط في آفاق الكوني
يبدو كلامك صعب التحقيق إن لم أقل مثاليا
المواطنة مجال سلوكيات وقيم
في كلامك كثير من الصواب لكن أين من ينفذ
كل مدرسي المراكز يتخذونها للراحة لا للعمل
وذلك للأسف
المواطنة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل تعني مساواة بين البحرينيين وغيرهم في كل شيء على أساس أنهم يعيشوا في نفس البلد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
المواطنة مجال سلوكيات وقيم
نرجو أن يقع تطبيق مبادئ المواطنة في الواقع لا المدرسي فقط بل وفي الحياة العامة في الأسرة وفي المجتمع حتى يتربى الطفل على المواطنة الفعلية لا النظرية
دور الصحافة المدرسية
لها دور كبير في تنمية الإحساس بالواجب والمشاركة الحقيقية في بناء قيم إنسانية وعلاقات تعاونية تساهم في نحت شخصية الطالب