كشف استطلاع رأي واسع أجري عشية ذكرى مرور عشر سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، عن تحول ملفت للنظر في آراء المواطنين الأميركيين بشأن دوافع تلك الهجمات، حيث أجاب عدد متزايد منهم على سؤال: «لماذا يكرهوننا؟»بأن سياسة بلادهم في الشرق الأوسط هي الدافع وراء الهجمات.
وبيَّن الاستطلاع الذي أجراه مركز بيو للأبحاث بعض التحولات المهمة في الرأي العام الأميركي في هذا الصدد على مدى العقد الماضي، فكان غالبية المجيبين (55 في المئة) على هذا السؤال بعد وقوع الهجمات مباشرة قد استبعدوا مثل هذا التفسير، مقابل مجرد الثلث الآن.
كما كشف الاستطلاع عن شبه تعادل في وجهات نظر الرأي العام بشأن هذا السؤال، بنسبة 43 في المئة من القائلين إن الدافع وراء الهجمات هو «خطأ ما ارتكبته الولايات المتحدة في تعاملها مع الدول الاخرى»، مقابل 45 في المئة من أولئك الذين خالفوا هذا الرأي.
لكن هذا التحول يقتصر أساساً على الديمقراطيين والمستقلين، الذين يعتقد نصفهم أن سياسات الولايات المتحدة قد تكون دفعت تنظيم «القاعدة» إلى الهجوم على بلادهم، فيما يصر الجمهوريون على مواقفهم، كما هو الحال بالنسبة إلى الكثير من القضايا الرئيسية الأخرى، بأن الدافع وراء الهجمات ليس أي شيء قد تكون الولايات المتحدة قد فعلته.
كذلك، فقد بيّن الاستطلاع اختلافات كبيرة بين الفئات العمرية بشأن هذه القضية، فقال أكثر من نصف (52 في المئة) المجيبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، إن تصرفات الولايات المتحدة قد تكون الدافع وراء الهجمات، في حين أبدى مجرد 20 في المئة فقط من المستطلعة آراؤهم الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، ميلهم إلى القبول بمثل هذا التفسير.
وكشف عن اختلافات كبيرة أيضاً بين الفئات العمرية بشأن تبرير ممارسة التعذيب للحصول على معلومات مهمة من الإرهابيين المشتبه بهم. فكان غالبية 43 في المئة قد أجابوا في يوليو/تموز العام 2004 قائلين «غالبا» أو «أحيانا».والآن بعد مرور سبع سنوات على هذا الاستطلاع تحولت تلك الأقلية النسبية إلى غالبية بنسبة 53 في المئة، بزيادة 10 في المئة.
وبالمثل، قالت أقلية أكبر من المستطلعين إنهم يعتقدون أن هجمات سبتمبر أشارت الى «بداية صراع كبير بين شعوب الولايات المتحدة وأوروبا والمسلمين» بدلاً من مجرد «صراع مع مجموعة متطرفة صغيرة».
هذا؛ وقال ستة من كل 10 شملهم الاستطلاع إنهم يعتقدون أن هجمات سبتمبر قد غيرت نمط الحياة في الولايات المتحدة وبشكل كبير، بينما قال مجرد واحد من كل 10 إنهم يعتقدون أن الحياة الأميركية لا تزال مستمرة على الأساس نفسه الذي كانت عليه قبل عقد من الزمن.
ويذكر أن غالبية المجيبين أعادوا النّظر في تقييمهم لكيفية تناول الرئيس جورج بوش هجمات سبتمبر .فبعد وقت قصير من هذا الحدث، أعرب 86 في المئة من جميع المجيبين عن موافقتهم على أدائه، بما في ذلك 81 في المئة من الديمقراطيين و96 في المئة من الجمهوريين.
أما الآن فقد قال 56 في المئة فقط منهم إنهم يوافقون على أداء بوش عقب الهجمات مباشرة، كما كشف الاستطلاع عن استمرار ولاء 84 في المئة من الجمهوريين للرئيس السابق، فيما انخفض رضاء الديمقراطيين عن أدائه الى 39 في المئة على مدى عشر السنوات الأخيرة
إقرأ أيضا لـ "انتير برس سيرفس"العدد 3318 - الجمعة 07 أكتوبر 2011م الموافق 09 ذي القعدة 1432هـ