يقدم «أحمر الطائرة» هذه الأيام أداءً فنياً تصاعدياً في المعسكر الخارجي الذي يقيمه في تونس حتى 12 من الشهر الجاري، إذ مع عودة اللاعبين الموقوفين وكذلك التحسن المستمر لإصابة «الجلاد» فاضل عباس بدأ الأداء في تصاعد مستمر وهذا ما أراح كثيراً الجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب نزار الشكيلي، بل واتحاد اللعبة أيضاً، وهذا ما جعله يصرح عبر أكثر من مسئول أن الرغبة الحقيقية رغم التنافس الشرس المنتظر هو تحقيق الذهب ولا شيء آخر.

نعم، نتابع عن كثب أخبار المعسكر التونسي، فنرى المستوى التصاعدي متواجداً مع انتصارات متتالية مع تركيز للوصول للتشكيل المثالي أيضاً، إذ في هذه المباريات الانتصار قد يكون له دورُ معنوي ولكن الأهم هو الاستفادة الفنية بتصحيح الأخطاء وتطوير العمل الإيجابي أكثر وأكثر، ومن خلال سؤالي لأكثر من فرد في بعثة المنتخب هناك، تكونت لي فكرة إيجابية عن هذا المعسكر، ولهذا السبب أقول أن الأداء الحالي للمنتخب وكذلك النتائج المحققة أمام فرق قوية وغالبية لاعبيها يشكلون المنتخب التونسي الأول والشباب يدعو للتفاؤل، ولكن لابد أن يكون ذلك بحذر. علماً بأن الكل بانتظار الشكل الذي سيظهر عليه المحترف جاسم النبهان في آخر تجربتين وديتين مع المنتخب ضد الصفاقسي والترجي.

هنا، لابد أن أوضح أن قبل شهرين من الآن، كانت الرؤية ضبابية بشأن المنتخب وخصوصاً أنه كان يفتقد لأبرز نجومه، ولكن بعد آخر التطورات، بات المستوى الفني يبعث برسائل مهمة للاطمئنان عليه (الأحمر)، وهذا ما ينذر بمنافسة شديدة الوطيس مع «العنابي القطري» و»الأخضر السعودي»، وهذا يعني أن البطولة لن تكون ثنائية المنافسة بل ثلاثية وربما رباعية مع دخول «الأحمر العماني» أيضاً.

على كلٍّ، «أحمرنا» قادر على تجاوز المحن دائماً، وهذا ما أظهره في عدة استحقاقات سابقة وبالنسبة لهذا الجيل بالتحديد، ففي بطولة الألعاب العربية العام (2007) تمكن من الوصول للنهائي مع قطر على رغم الإصابات التي لاحقت صناع اللعب آنذاك، وأيضاً تجربته في البطولة العربية التي أقيمت في البحرين العام 2008، إذ كان المعسكر الفرنسي دون المستوى لكن تعامل اللاعبين والاتحاد مع تلك الإشكالية بشكل إيجابي جداً أدى للتتويج باللقب العربي، وأما آخر الأمثلة فكان بقيادة يوسف خليفة عندما حقق اللقب الخليجي في السلطنة العمانية العام 2009 على رغم أنه غير مرشح بسبب قوة بقية المنافسين بالمقارنة بمستوى منتخبنا في تلك الفترة، لكن «نجوم الأحمر» عودونا على تجاوز المحن وبتقديم أفضل المستويات في وقت الشدائد، ولهذا أكرر نحن متفائلون قبل «الحدث الخليجي»، ونسأل الله التوفيق