يبدو أن دورة الألعاب الخليجية التي تنطلق في البحرين الأسبوع المقبل، تجاوزت كل التحديات ما عدا تحد واحد هو (الحضور الجماهيري)، فالتنظيم يبدو أنه في مستوى مثالي ويتناسب مع الحدث وعدد الرياضيين المشاركين فيه، والجانب الإعلامي واضح بألا خوف منه على مستوى الإعلام المرئي في وجود قناة «أبوظبي الرياضية» المتخصصة وصاحبة الخبرة والإمكانات وعلى مستوى الإعلام المقروء، فالملاحق الرياضية في الصحف الخمس ستكون سخية في فرد صفحات خاصة بالاستحقاق الخليجي.
بدأت تتضح الأمور بالنسبة إلى الألعاب الجماعية (القدم، اليد والسلة) بالنسبة إلى الشارع الرياضي، وأتصور بأن عدم الرضا بدأ يساور الجمهور على رغم أن اللجنة الأولمبية البحرينية نجحت نجاحا كبيرا في الجانب الإعلامي للبطولة، فقدت وفقت في وضع المواطن البحريني في قلب الحدث قبل أن يبدأ وبوقت مناسب، وهذا يحسب للجنة بكل تأكيد، وعدم الرضا هذا قد يؤدي لمدرجات خاوية أو مدرجات لا تعبر عن العدد المفروض تواجده.
استطاعت بطولة مجلس التعاون الخليجي لكرة القدم أن تستقطب الخليجيين في مكان واحد خلف منتخباتها الوطنية، وصار للجمهور الخليجي طقوس أثناء هذه البطولات، ومنهم من يقطع مسافات طويلة عبر البر للتواجد ولو ليوم واحد أثناء البطولة، ولعل أهم دافع التضحية بالوقت والمال بالنسبة للمواطن الخليجي لحضور البطولة هو مشاركة النجوم وحدة المنافسة في الوقت الحالي، أتساءل هنا: كيف ستستقطب منافسات كرة القدم جمهورا من البحرين وليس من الخليج وبعض المنتخبات تشارك بمنتخب الشباب؟!
وفي كرة السلة البحرينية، هناك علاقة ود غير طبيعية بين جمهور كرة السلة العريض والأندية الوطنية، ولذلك نجد في بعض المباريات أن من يبحث عن مكان في مدرجات الصالة أكثر ممن داخلها وهي ممتلئة عن آخرها، في هذه اللعبة التعويل على الجمهور البحريني لا الخليجي، إذ إن هذه اللعبة لا تستهويه، أتساءل هنا: كيف ستستقطب منافسات كرة السلة جمهورا والمباريات تلعب ما بين الثانية عشرة ظهرا والرابعة عصرا؟!
وبالنسبة إلى كرة اليد، فإن الحال لا يختلف، وضعها الراعي الإعلامي الرسمي في أفضل الأوقات الممكنة، إلا أن ترتيب الجدول أشبه ما يكون قد (قتلها)، فهل يعقل أن المنتخب الذي يستضيف المنافسات يلعب في أسوأ الأوقات؟، ومن الذي يجد تفسيرا منطقيا لمنتخب بغض النظر عن كونه المستضيف يلعب في وقت واحد كل مباريات غير أن الجدول برمته فيه مشكلة ترتيبية؟، وهل لا يهم اللجنة التنظيمية الخليجية تواجد الجمهور البحريني حتى تعتمد جدولا كهذا غير منصف؟
هذه الظروف، يضاف إليها الظرف الأمني، بالتأكيد هي قاصمة لظهر المساعي التي بذلت من أجل تحقيق أعلى درجات النجاح الجماهيري، ووقت تقييم الاستضافة لابد وأن تراعي اللجنة المنظمة في هذا الجانب، إنما هناك حلول واقتراحات من الممكن العمل بها من أجل الخروج بأفضل حضور ممكن، كإشراك وزارة التربية والتعليم بحضور طلابها وفق تنسيق معين (كتجربة قطر في آسيا 2006)، ومن خلال هذا التنسيق يمكن للأندية نقل لاعبيها في الفئات السنية، كما يفترض أن يكون هناك تعاون من قبل الجهات الحكومية مثلا في توقيت نهاية الدوام الرسمي خلال الأيام المحددة للسلة واليد وفق ترتيبات معينة، كل الجهات مطالبة بالمساهمة الإيجابية في إنجاح الاستحقاق.
يقال (الوقاية خير من العلاج). المنتخب الأول لكرة اليد للبطولة الثالثة يدخلها بحارسين فقط، في حين أن العادة 3 حراس، لا أدري إذا كانت هذه سنة سنها المدرب الدنماركي أورليك وسيواصل عليها المدربون اللاحقون أم ماذا؟ وهل ينتظر اتحاد اليد أن يقع المنتخب في حرج أثناء بطولة بإصابة حارس (لا سمح الله) أو عقوبة ما ليأخذ موقفا؟
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3317 - الخميس 06 أكتوبر 2011م الموافق 08 ذي القعدة 1432هـ