العدد 3317 - الخميس 06 أكتوبر 2011م الموافق 08 ذي القعدة 1432هـ

مؤتمر عاشوراء 6... خطوة أخرى على طريق الإصلاح

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

افتتح مؤتمر عاشوراء السادس مساء الاثنين الماضي، الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول، تحت عنوان: «مؤتمر عاشوراء والحراك العاشورائي»، في مأتم السنابس الكبير.

في هذا المأتم، تستقبلك الآيات والعبارات والأدعية الدينية المكتوبة بالخط الثلثي الجميل: «إلهي عميت عينٌ لا تراك عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبدٍ لم تجعل له من حبك نصيباً»، من دعاء الإمام الحسين (ع) المشهور يوم عرفة. وتقرأ «السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة»... محفلٌ يحفه حبُّ أهل البيت النبوي الشريف.

كان واضحاً تأثر المؤتمر بالأوضاع العامة هذا العام، فقد اختير شعار العام «الإسلام سياسة وسلام... عدالة وكرامة وأخوة». وبينما كان يستمر سابقاً لمدة ثلاثة أيام، اقتصر هذا العام على ليلة واحدة، بدأت بكلمة افتتاحية، وتلتها ورقتان بحثيتان. الأولى للشيخ رائد الستري عن «مؤتمر عاشوراء الفكرة والتجسيد»، والثانية للأكاديمي والنائب الوفاقي المستقيل عبدعلي محمد حسن «مؤتمر عاشوراء خطوات نحو التطوير». وكما هو واضحٌ، هناك اتفاق وإجماع على أهمية إحياء وتطوير هذا الموسم الديني الثقافي الكبير، الذي يتميز بمشاركة شعبية واسعة، من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية والطبقية.

هذا المعنى تردد أيضاً في الكلمة الافتتاحية، فقد طرحه الشيخ عيسى قاسم من موقعه الديني، فـ «الإحياء ثابت ولكن التطوير في المؤسسات والخطباء وكل ما يتصل بأساليب التبليغ والإحياء قابل للتغيير وللتطوير». ودعا إلى تطوير المنبر الحسيني وما يستدعيه من تطوير الخطيب، فالمنبر يمتلك من التأثير والحضور الدائم ما لا يمتلكه أي منبر آخر، وهو يأخذ من مال ووقت وجهد الأمة ما لا يأخذه غيره، وبالتالي يأتي تطوير مستوى الخطيب، روحياً وأخلاقياً، في المقدمة لتطوير إحياء القضية الحسينية... وكل ذلك يحتاج إلى «مؤسسةٍ إشرافيةٍ على أعلى درجة، دقة والتزاماً، وأقل ما يمكن للخطيب هو اكتساب درجة علمية، في كلية تتعهد بتخريج الخطباء».

حديث قاسم يعتبر مهماً جداً، إذ أشار إلى أن المنبر حقيقٌ به أن يعطى من الاهتمام من الحوزات العلمية ما لم ينله حتى الآن. وذهب بعملية التشريح إلى العمق، فالخطيب الذي يعتمد جزئياً على قوة حافظته ومخزونه من القصائد، يجب أن يحسن اختيار ما يفيد مما لا يفيد... «فهناك روايات وقصص، بعضها محقق وقليل، وكثير غير محقق»... فضلاً عن وجود «لغة عامية، ومشاعر عامية، وعقلية متدنية، يصنع رأياً عاماً، ومشاعر وتوجهات، وهذا أمرٌ مضر. والاكتفاء بهذا التكوين له تأثيره السيئ على مستوى الوعي والشعور». ويذهب اكثر فيقول: «لا شيء من أساليب الإحياء مطلقاً، بما فيه المنصوص عليه غير قابل للتطوير؛ فالتطوير يأتي على كل الأساليب المنصوصة وغير المنصوصة بما يحافظ على الهدف ويخضع كل الخضوع للحكم الشرعي».

في هذا المؤتمر، طرح اقتراح «مركز للدراسات الحسينية»، اعتبره قاسم فكرة جيدة، على أن تخضع للدراسة الكافية لإعطائها فرصة النجاح من الناحية الموضوعية العملية. ويمكن لمن يتابع الشأن الديني، أن يتذكر تجربة رائدة قبل سنوات، حين تم إصدار كتابٍ عن أهم فعاليات الموسم، وأهميته أنه وثـَّق كل ما كـُتب ونشر ليصبح جزءًا من الذاكرة المحفوظة، بينما السنوات الأخرى سقطت منها لعدم التدوين. أحد أسباب توقف المشروع كان الافتقار للدعم والتمويل، بينما تصرف عشرات الآلاف على المضايف التي تضاعفت أعدادها عدة مرات خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.

في ذلك المساء الروحاني العبق، عرض فيلم قصير عن المؤتمرات الخمسة السابقة. وفي مثل هذا المؤتمر، يتم تقديم إطار نظري لعملية إحياء موسم عاشوراء، تأسيساً لثقافة صحية لا يغيب عنها النقد والتقويم. وتصدر عنه توجيهات وإرشادات ونصائح على طريق الإصلاح والنقد الذاتي، يؤمل أن تجد طريقها للتنفيذ... استلهاماً للآية الكريمة: «الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب» (الزمر: 18)

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3317 - الخميس 06 أكتوبر 2011م الموافق 08 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:39 ص

      شكرا

      شكرا لهذا التنوع في المقالات مقال مفصل بشكل رائع سلمت يا قاسم

    • زائر 4 | 2:34 ص

      المؤتمر

      مؤتمر عاشوراء خطوة في الاتجاه الصحيح لتطوير فعاليات والاداء السائد الذي بات بدون تغيير منذ سنين!!!.

    • زائر 2 | 12:45 ص

      قال الإمام الصادق عليه السلام : نفس المهموم لجزننا تسبيح وهمه لنا عبادة

      البكاء على الحسين عليه السلام تعبير عن السخط على الظالمين، و التنديد بأعمالهم، و أعظم من هذا فهو يدعو إلى الالتفاف حول المبدأ الذي استشهد من أجله الإمام الحسين ( ع ) وهو إعلاء كلمة الحق والدفاع عن حوزة الدين الذي طمسها الأمويون بأفعالهم. وللبكاء ثواب عظيم كما ورد عن أهل البيت عليهم السلام ومنه قول زين العابدين ( ع ) و أيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خذه فينا لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله في الجنة مبوأصدق .وحقا :

      ستبكي عليك المكرمات طويلا

      وتندب حزنا بكرة و أصيلا

اقرأ ايضاً